تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مري]:

صفحة 182 - الجزء 20

  ولهم بَلَدٌ آخَرُ يقالُ له: مَرْوُ الرَّوْذِ، والنِّسْبَةُ إليه مَرْوَذِيُّ⁣(⁣١)، وقد تقدَّمَ في الذالِ.

  وآخَرُ يقالُ له: مَرْوُ الشاهجان.

  والمَرْوَةُ، بهاءٍ: جَبَلٌ بمكَّةَ يُذْكَرُ مع الصَّفا، وقد ذَكَرَهُما اللهُ تعالى في كتابِهِ العَزِيزِ: {إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللهِ}⁣(⁣٢).

  قال الأصْمعي: سُمِّي لكَوْن حِجارَته بيضاً برَّاقَةً.

  ومَرْوانُ: اسْمُ رجُلٍ⁣(⁣٣)، وهو والدُ عبدِ المَلِكِ وعَبدِ العَزيزِ مِن بَنِي أُمَيَّة، يقالُ لولدِهِ بَنُو مَرْوانَ، وآخِرُهم في المُلْكِ مَرْوانُ الحِمار.

  ومَرْوانُ: جَبَلٌ؛ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: أَحْسَبُ ذلكَ؛ وقالَ نَصْر: مَرْوانُ مَوْضِعٌ أَحْسَبه بأكْنافِ الرَّبَذَةِ، وقيلَ: جَبَلٌ، وقيلَ: حِصْنٌ باليَمَنِ.

  ورب مَرْوان: هو الشَّليلُ جَدُّ جَرِيرِ بنِ عبدِ اللهِ البَجليّ، رضيَ الله تعالى عنه.

  والمَرَوْراةُ: الأرضُ لا شيءَ فيها.

  وفي الصِّحاح: المَفازَةُ لا شيءَ فيها، وهي فَعَوْعَلَةٌ؛ ج مَرَوْرَى؛ قالَ سِيْبَوَيْه: هو بمنْزِلَةِ صَمَحْمَح، وليسَ بمنْزلَةِ عَثَوْثَل، لأنَّ بابَ صَمَحْمَح أَكْثَر من بابِ عَثَوْثَل؛ ومَرَوْرَياتٌ؛ قالَ الحماسي:

  بين قروْرَى ومَرَوْرَياتها ... قسي نبع رُدَ مِنْ سَيَاتها⁣(⁣٤)

  ومَرارِيُّ، بتَشْدِيدِ الياءِ وتَخْفِيفِها.

  والمَرَوْراةُ: أَرضٌ بعَيْنِها م مَعْروفَةٌ؛ قالَ أَبو حَيَّة النُّميري:

  وما مَنْزِلٌ يَحْنُو لأكْحَلَ أَشْعَث ... لها بمَرَوْراةَ السّروجُ الدَّوافِعُ⁣(⁣٥)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  مَرْوَةُ: مدينَةُ بالحِجازِ نحْو وادِي القُرَى، منها: أَبو غسَّان محمدُ بنُ عبدِ اللهِ المَرَوِيُّ؛ قالَهُ ابنُ الأثيرِ⁣(⁣٦).

  وذُو المَرْوَةِ: من أعْراضِ المَدينَةِ كان سَكَنَ أبي نَصِيرٍ عُتْبَةَ بنِ أَسيدٍ الصَّحابي.

  وقَرْيةٌ أُخْرَى من أَعْمالِ مكَّةَ، منها: حَرْملةُ بنُ عبدِ العزيزِ الجهنيّ.

  ومِن المجازِ: قَرَعَ مَرْوَتَهُ.

  [مري]: ي مَرَى النَّاقَةَ يَمْريها مَرْياً: مَسَحَ ضَرْعَها لتَدُرَّ. وأَمْرَتُ* هي: دَرَّ لَبَنُها، وهي المُرْيَةُ، أَي ما حُلِبَ منها؛ بالكسْرِ⁣(⁣٧) والضم، الضمُّ أَعْلَى، عن ابنِ سِيدَه.

  قالَ سِيْبَوَيْه: وقالوا: حَلَبتها مِرْيَةً، لا تريدُ فِعْلاً ولكنَّكَ تريدُ نَحْواً من الدِّرَّةِ.

  وفي الصِّحاح: قالَ ثَعْلَب: وأَمَّا مِرْيَةُ الناقَةِ فليسَ فيه إلَّا الكسْر، والضَّمِّ غَلَطٌ.

  ومرَى** الشَّيءَ يَمْريه مَرْياً: اسْتَخْرَجَه، كامْتَرَاهُ؛ ومنه مَرَيْتُ الفَرَسَ إذا اسْتَخْرَجْتَ ما عنْدَه مِن الجَرْي بسوطٍ أو غيرِه، والاسْمُ المِرْيَةُ، بالكسْر، وقد يُضَمُّ؛ كما في الصِّحاح.

  ومَراهُ حَقَّه: جَحَدَهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ قالَ: وقُرِئَ قَوْلُهُ تعالى: أَفَتَمْرُونَه على ما يرى⁣(⁣٨)، أَي أَفَتَجْحَدُونَه.


(١) في اللباب لابن الأثير: مَرْوَ روذي ويقال مروزي، وفي معجم البلدان: مَرْوَ روذي ومرُّوذي.

(٢) سورة البقرة، الآية ١٥٨.

(٣) في القاموس بالرفع منونة، والكسر ظاهر.

(٤) الأول في معجم البلدان «قرورى».

(٥) اللسان برواية:

وما مغزل تحنو لأكحل أينعت

(٦) كذا في الباب ونسبه ياقوت لذي المروة قرية بوادي القرى، كما أفاده.

(٧) في القاموس: بالضم والكسر.

(*) كذا، وبالقاموس: فأَمْرَتْ.

(٨) سورة النجم، الآية ١٢.

(**) بالأصل ليست من القاموس وهي كذلك.