تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نغش]:

صفحة 211 - الجزء 9

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  الانْتِعَاشُ: رَفْعُ الرّأْسِ، ومِنْهُ قولُ عُمَرَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عنه: «انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللهُ»: أَي ارْتَفِع رَفَعَك الله، أَوْ جَبَرَك وأَبْقَاكَ، وكَذَا قَوْلُهُم: تَعِسَ فلا انْتَعَشَ، وشِيكَ فلا انْتَقَشَ، وهو دُعَاءٌ عَلَيْه، أَيْ لا ارْتَفَع.

  وانْتَعَشَ الرَّجُلُ، إِذا حَصَلَ له التَّدَارُكُ من الوَرطَةِ.

  وأَنْعَشَه: سَدَّ فَقْرَه، قال رُؤْبَةُ:

  أَنْعَشَنِي منهُ بسَيْبٍ مُقْعَثِ

  والمَنْعُوشُ: المَحْمُولُ على النَّعْشِ.

  والنَّوَاعِشُ: جَمْعُ بَنَاتِ نَعْش، كما يُجْمَع سامُّ أَبْرَصَ على الأَبَارِصِ، كَمَا قالَ الشّاعِرُ⁣(⁣١).

  و في حَدِيثِ جابِرٍ: «فانْطَلَقْنا نَنْعَشُه»، أَيْ نُنْهِضُه ونُقَوِّي جَأْشَه.

  ونَعَشْتُ الشَّجَرَةَ، إِذَا كانَتْ مائِلَةً فأَقَمْتَهَا.

  والرَّبِيعُ يَنْعَشُ النّاسَ، أَي يُعِيشُهم ويُخْضِبُهُم، وهو مَجَازٌ، قال النّابِغَةُ:

  وأَنْتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ النّاسَ سَيْبُه ... وسَيْفٌ أُعِيرَتْه المَنِيَّةُ قاطِعُ

  ويُقَالُ: هُوَ أَخْفَى مِنْ نُعَيْشٍ في بَنَاتِ نَعْشٍ، وهُوَ السُّهَا أَوْسَطُ⁣(⁣٢) البَنَاتِ، وهُوَ مَجَازٌ.

  [نغش]: النَّغْشُ، كالمَنْعِ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَالَ اللَّيْثُ: النَّغْشُ والنَّغَشَانُ مُحَرّكَةً: شِبْهُ الاضطِرَابِ، وتَحَرُّكُ الشَّيْءِ فِي مَكَانِهِ، كالانْتِغَاشِ، والتَّنَغُّشِ، تَقُول: دَارٌ تَنْتَغِشُ صِبْيَاناً، ورَأْسٌ يَنْتَغِشُ صِئْبَاناً، وأَنْشَدَ لِذِي الرُّمَّةِ فِي صِفَةِ القُرَادِ.

  إِذا سَمِعَتْ وَطْءَ الرِّكَابِ تَنَغَّشَتْ ... حُشَاشَاتُهَا في غَيْرِ لَحْمٍ ولا دَمٍ⁣(⁣٣)

  و في الحَدِيثِ: «أَنّه قالَ: مَنْ يَأْتِينِي بِخَبَرِ سَعْدِ بنِ الرَّبِيعِ؟ قالَ مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ، رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ: فرَأَيْتُه في وَسَطِ القَتْلَى صَرِيعاً، فنادَيْتُه فلَمْ يُجِبْ، فقُلْتُ: إِنَّ رَسُولَ الله أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ. فتَنَغَّشَ كما تَنَغَّشُ الطَّيْرُ» أَيّ تَحَرَّكَ حَرَكَةً ضَعِيفَةً، وقالَ أَبُو سَعِيدٍ: سُقِيَ فُلانٌ فَتَنَغَّشَ [تَنَغّشاً]⁣(⁣٤) ونَغَشَ، إِذا تَحَرَّكَ بَعْدَ ما كَانَ غُشِيَ عَلَيْهِ.

  وكُلُّ طائِرٍ أَوْ هَامَّةٍ تَحَرَّك في مَكَانهِ فقَدْ تَنَغَّشَ، قَالَهُ اللَّيْثُ.

  وهُوَ يَنْغَشُ إِلَيْهِ، أَيْ يَمِيلُ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ.

  والنُّغَاشِيُّ، والنُّغَاشُ بِضَمِّهِما: القَصِيرُ جِدّاً، أَقْصَرُ ما يَكُونُ من الرِّجَالِ، الضَّعِيفُ الحَرَكَةِ، النَّاقِصُ الخَلْقِ، ومِنْهُ الحَدِيثُ: «انّه مَرَّ برَجُلٍ نُغَاشٍ، ويُرْوَى نُغَاشِيّ، فخَرَّ ساجِداً، وقالَ: أَسْأَلُ الله العَافِيَةَ» وسَيَأْتِي في المِيم للمُصَنِّف أَنَّ اسْمَه زُنَيْمٌ.

  والنُّغَاشَةُ كثُمَامَةٍ: طائِرٌ، نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ، ¦.

  * وممّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه:

  التَّنَغُّشُ: دُخُولُ الشَّيْءِ، بَعْضِهِ فِي بَعْضٍ، كدُخُولِ⁣(⁣٥) الدَّبَى ونَحْوِه.

  والنُّغَاشُ: الرُّذَالُ والعَيّارُونَ.

  [نفش]: النَّفْشُ: تَشْعِيثُ الشَّيْءِ بأَصَابِعِك حَتّى يَنْتَشِر، كالتَّنْفِيشِ، وقَالَ بَعْضُهُم: النَّفْشُ: تَفْرِيقُ مَا لَا يَعْسُرُ تَفْرِيقُه، كالقُطْنِ والصُّوفِ، نَفَشَه فنَفَشَ، لازِمٌ مُتَعَدٍّ. وقَالَ أَئِمَّةُ الاشْتِقَاقِ: وُضِعَ مادَّةُ النَّفْشِ للنَّشْرِ والانْتِشَارِ، نَقَلَهُ شَيْخُنَا. وقِيلَ: النَّفْشُ: مَدُّكَ الصّوفَ حتّى يَنْتَفِشَ بَعْضُهُ عن بَعْضٍ، وِعهْنٌ مَنْفُوشٌ.

  وعن ابنِ السِّكِّيتِ: النَّفْشُ: أَنْ تَرْعَى الغَنَمُ أَو الإِبِلُ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كما قال الشاعر، عبارة اللسان: وأما قول الشاعر:

تؤم النواعش والفرقدي ... ن تنصب للقصد منها الجبينا

فإنه يريد بنات نعش إلا أنه جمع المضاف كما أنه جمع سام أبرص الأبارص؛ انظر بقيته فإنها نفيسة».

(٢) بالأصل «في أوسط» حذفنا «في» كما في الأساس.

(٣) يقول: إذا سمعت القردان وطء الإبل تحركت حشاشاتها، والحشاشة بالضم بقية النفس.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) اللسان: كتداخل.