تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[توه]:

صفحة 25 - الجزء 19

  يعْنِي بقوْلِه: لهذا أَي لهذه الكَلِمَةِ، وهي تُهْ تُهْ زَجْر للبَعيرِ يَنْفِرُ منه، وهي دُعاءٌ للكَلْبِ.

  وهي أَيْضاً: حِكايَةُ المُتَهْتِهِ.

  وتَهْتَهَ: رَدَّدَ في الباطِلِ؛ ومنه قَوْلُ رُؤْبَة:

  في غائِلاتِ الحائِرِ المُتَهْتِهِ⁣(⁣١)

  وهو الذي رُدِّدَ في الأباطِيلِ.

  [توه]: التَّوْهُ، بالفَتْحِ.

  هذه التّرْجَمَةُ كَتَبها بالأَحْمرِ مع أَنَّ الجوْهرِيَّ ذَكَرَ تَوَهَ، وما أَتْوَهَهُ في «ت ي هـ»، فالأَوْلى كتبها بالأَسْودِ.

  ويُضَمُّ، وهذه عن أَبي زَيْدٍ، قالَ: قالَ لي رجُلٌ من بَني كِلابٍ: أَلْقَيْتَنِي في التُّوهِ، بالضَّمِّ، أَي الهَلاكِ؛ وهو الهَلاكُ لُغَةٌ في التِّيهِ.

  وقيلَ: الذَّهابُ في الأرضِ.

  وقد تَاهَ يَتُوهُ ويَتِيهُ تَوْهاً: هَلَكَ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما ذُكِرَتْ هنا يتِيهُ وإن كانتْ يائِيَّةَ اللّفْظِ لأنَّ ياءَها واوٌ، بدَلِيلِ قوْلِهم: ما أَتْوَهَهُ في ما أَتَيْهَهُ، والقَوْلُ فيه كالقَوْلِ في طاحَ يَطِيحُ.

  وتاهَ تَوْهاً: تَكَبَّرَ، أَو ضَلَّ، أَو تَحَيَّرَ.

  وقيلَ: اضْطَرَبَ عَقْلُه، فهو تائِهٌ، وسَيَأْتي في «ت ي هـ».

  وتَوَّهَهُ تَتْوِيهاً: أَهْلَكَهُ.

  ويقالُ: فلانٌ تُوهٌ، بالضَّمِّ، هكذا في النُّسخِ والصَّوابُ فَلاةٌ تُوهٌ، ج أَتْواهٌ وأَتاوِيهُ، جَمْعُ الجَمْعِ.

  وما أَتْوَهَهُ مِثْلُ ما أَتْيَهَهُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تاهَ يَتُوهُ: ضَلَّ الطَّريقَ؛ وقيلَ: تَحَيَّر.

  ويقالُ في الشَّتْمِ: يا مُتوَّه ويا مُروَّع، وما بالُ ذاكَ المُتوَّه يَفْعَلُ.

  [تيه]: التِّيهُ، بالكسْرِ⁣(⁣٢): الصَّلَفُ والكِبْرُ؛ وقد تاهَ⁣(⁣٣) يَتِيهُ، فهو تائِهٌ.

  يقالُ: هو يَتِيهُ على قَوْمِه. وكان في الفَضْلِ⁣(⁣٤) تِيهٌ عَظيمٌ.

  وقيلَ له: تِهْ ما شِئْتَ فلا يَصْلُح التِّيهُ لغَيْرِك؛ ومنه قَوْلُ سيدي عُمَر بنِ الفارِضِ:

  تِهْ دَلالاً فأَنْتَ أَهْلُ لذَاكَا

  وقَوْلُ وَلَّادَةَ:

  وأمْشِي مشْيَتِي وأَتِيهُ تَيهاً

  ورجُلٌ تَيَّاهٌ: كَثِيرُ التِّيهِ، وتَيْهانُ، كسَحبانَ، وتَيَّهانُ، مُشَدَّدَةَ الهاءِ⁣(⁣٥) كذا في النُّسخ والصَّوابُ: مُشَدَّدَةَ الياءِ المَفْتوحَةِ، وتُكْسَرُ الياءُ أَيْضاً: جَسُورٌ يرْكَبُ رأْسَه في الأُمورِ.

  وما أَتْوَهَهَ وأَتْيَهَهُ، بمعْنًى واحِدٍ، وكَذلِكَ ما أَطْيَحَهُ وما أَطْوَحَهُ.

  وقيلَ: هو ممَّا تَدَاخَلَتْ فيه اللّغتانِ، أَشارَ إليه الخفاجيُّ في العِنايَةِ.

  والتِّيهُ: المَفازَةُ يُتاهُ فيها، ج أَتْياهٌ وأَتاوِيهُ جَمْعُ الجَمْعِ؛ قالَ العجَّاجُ:

  تِيه أَتاوِيه على السُّقَّاطِ⁣(⁣٦)

  والتِّيهُ: الضَّلالُ والذَّهابُ في الأرضِ تَحيُّراً كالتَّوْهِ، وقد تَاهَ يَتِيهُ ويَتُوهُ تَيْهاً، بالفتْحِ ويُكْسَرُ، وتَوْهاً وتَيَهاناً، محرَّكةً، فهو تَيَّاهٌ وتَيْهانٌ.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: رجُلٌ تَيْهانٌ إذا تاهَ في الأَرضِ، قالَ: ولا يقالُ في الكِبْرِ إلَّا تائِهٌ وتَيَّاهٌ.


(١) ديوانه ص ١٦٦ برواية: الخائب، وقبله:

هرجت فارتد ارتداد الأكمه

انظر اللسان والتهذيب والتكملة.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة: والفتح.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة: يَتيهُ تَوْهاً وتِيهاً وتَيْهاً وتَيَهاناً: تكَبَّرَ.

(٤) يعني الفضل بن يحيى البرمكي.

(٥) في القاموس: الياء.

(٦) اللسان والتهذيب.