تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وحى]:

صفحة 279 - الجزء 20

  وأَوْجَتِ الرَّكِيَّةُ: لم يَكُنْ فيها ماءٌ، أَو انْقَطَعَ ماؤها، والهَمْزُ لُغَةٌ فيه.

  وما يُوجَى: أَي ما يَنْقَطِعُ.

  وأَوْجَى عنه الظّلْمَ رَدَّه ومَنَعَه؛ قال الشاعرُ:

  كأَنَّ أَبي أَوْصَى بِكُم أنْ أَضُمَّكُم ... إليَّ وأوجي عَنْكُمُ كُلَّ ظالِمِ⁣(⁣١)

  والوَجِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: جَرادٌ يُدَقُّ ثم يُلَتُّ بسمْنٍ أَو زيْتٍ ثم يُؤْكَلُ؛ عن كُراعٍ، وقد تقدَّمَ الكَلامُ عليه في الهَمْزةِ.

  وأَوْجَيْتُ الرَّجُلَ: زَجَرْتُه، عن ابن القَطَّاع.

  [وحى]: ي الوَحْيُ الإشارَةُ. يقالُ: وَحَيْتُ لكَ بخَبرِ كذا: أَي أَشَرْتُ وصَوَّتُّ به رُوَيْداً، نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وقال الرَّاغبُ: الإشارَةُ السَّرِيعَةُ والكِتابَةُ؛ ومنه حديثُ الحارِثِ الأعْور: «قال لَعلْقمَة: القُرْآنُ هَيِّنُ، الوَحْيُ أَشَدُّ منه»، أَرادَ بالقُرْآنِ القِراءَةَ، وبالوَحْي الكِتابَةَ والخطَّ. يقالُ: وَحَيْتُ الكِتابَ وَحْياً فأنَا واحٍ: وأَنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:

  حتى نَحَاهُمْ جَدُّنا والنَّاحِي ... لقَدَرٍ كانَ وحَاه الوَاحِي⁣(⁣٢)

  والوَحْيُ: المَكْتُوبُ؛ وفي الصِّحاح: الكِتابُ.

  والوَحْيُ: الرِّسالَةُ.

  وأَيْضاً: الإلْهامُ والكَلامُ الخَفِيُّ، وكُلُّ ما أَلْقَيْتَهُ إلى غَيْرِكَ. يقالُ: وَحَيْتُ إليه الكَلامَ، وهو أَنْ تكلِّمَهُ بكَلامٍ تخْفِيهِ؛ وأنْشَدَ الجَوْهرِي للعجَّاج:

  وحَى لها القَرارَ فاسْتَقَرَّتِ ... وشَدَّها بالرَّاسِياتِ الثُّبَّتِ⁣(⁣٣)

  وقال الحرالي: هو إلْقاءُ المَعْنى في النَّفْسِ في خفاءٍ.

  والوَحْيُ: الصَّوْتُ يكونُ في النَّاسِ وغيرِهم؛ قالَ أَبو زبيدٍ:

  مُرتَجِز الجَوفِ بوَحْيٍ أَعْجَم⁣(⁣٤)

  كالوَحَى؛ قالَ الجَوْهري: هو مِثْلُ الوَغَى؛ وأنْشَدَ:

  مَنَعْناكُم كَراء وجانِبَيْه ... كما مَنَعَ العَرِينُ وَحَى اللُّهامِ⁣(⁣٥)

  وأنْشَدَ ابنُ الأعْرابي:

  يَذُودُ بسَحْماوَيْنِ لَمْ يَتَفَلَّلا ... وَحَى الذئْبِ عن طَفْلٍ مَناسِمهُ نُحْلِ⁣(⁣٦)

  وأَنْشَدَ القالِي للكُمَيْت:

  وبَلْدَة لا يَنالُ الذئْبُ أفرخها ... ولا وَحى لولدة الدَّاعين عرعار

  وقالَ حُمَيْد:

  كأَنَّ وَحَى الصّرْدانِ في جَوْفِ ضالة ... تَلَهْجَم لَحْيَيْه إذا ما تَرَنَّما

  وكَذلكَ الوَحَاةِ بالهاءِ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهري للراجزِ:

  يَحْدُو بها كلُّ فَتًى هَيَّاتِ ... تَلْقاهُ بَعْدَ الوَهْنِ ذا وحاةِ

  وهُنَّ نحوَ البيْتِ عامِداتِ⁣(⁣٧)

  قالَ الأَخْفَش: نَصَب عامِدَات على الحالِ.

  وقالَ النَّضْر: سَمِعْتُ وَحاةَ الرَّعْدِ، وهو صوْتُه


(١) اللسان والتهذيب بدون نسبة، ونسبه في الأساس لابن عنّابِ برواية: «وكان أبي ...».

(٢) مجموع أشعار العرب ٢/ ١٢ واللسان والثاني في الصحاح، والأساس ونسبه لرؤبة. وبعده في اللسان:

بثرمداء جهرة الفضاح

وانظر التكملة في مادة ثرمد.

(٣) ديوانه ص ٥ واللسان والأول في الصحاح والتهذيب والمقاييس ٦/ ٩٣.

(٤) شعراء إسلاميون، شعر أبي زبيد ص ٦٦٣ برواية:

يزدجر الوحي بصوت أعجم

وبعده:

تسمع بعد الزبر والتقحم

وانظر تخريجه فيه.

(٥) اللسان والصحاح بدون نسبة.

(٦) في اللسان: مناسمه مخلي.

(٧) اللسان والصحاح بدون نسبة.