تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أصص]:

صفحة 235 - الجزء 9

بَابُ الصَاد

  وهو حَرْفٌ مِنَ الحُرُوفِ العَشَرةِ المَهْمُوسَةِ، والزايُ والسِّينُ والصادُ في حَيِّزٍ وَاحِدٍ، وهذِه الثَّلاثَةُ الأَحْرُفُ⁣(⁣١) هي الأَسَلِيَّةُ، لأَنّ مَبْدَأَهَا مِنْ أَسَلَةِ اللِّسَانِ، ولا تَأْتَلِفُ الصّادُ مع السِّينِ، ولا مَعَ الزَّايِ في شَيْءٍ مِنْ كَلامِ العَرَبِ، وقَدْ أُبْدِلَتْ من السِّينِ، قالُوا؛ سِرَاطٌ في صِرَاطٍ، وقَالُوا: إِنّ السِّينَ هي الأَصْلُ والصّاد بَدَلٌ. قَال شَيْخُنَا: وظاهِرُ كَلِامِ ابنِ أُمِّ قاسمٍ أَنَّ هذا الإِبْدَالَ جائِزٌ مُطْلَقاً، وقد شَرَطَه ابنُ مالِكٍ في التَّسْهِيلِ بِشَرْطٍ، فَقَالَ: تُبْدَلُ الصّادُ من السِّينِ جَوَازاً عَلَى لُغَة إِنْ وقَعَ بَعْدَها غَينٌ، أَوْ خَاءٌ، أَو قَافٌ، أَو طاءٌ، فإِنْ فَصَل حَرْفٌ أَو حَرْفَان فالجَوَازُ باقٍ، قالَ شَيْخُنَا: قُلْتُ: هذِه اللُّغَةُ هِي لُغَةُ بنِي العَنْبَرِ، كَمَا قالَهُ سِيبَوَيْه، ونَقَلَه أَبُو حَيّان، وابنُ عَقِيلٍ، وابنُ أُمِّ قاسِمٍ، وشاهِدُ الجَيْشِ، ومَثَّلُوا لِلْغَيْنِ المُعْجَمَةِ بسَغِبَ، أَيْ جاعَ، قالُوا صَغِبَ وللخَاء المُعْجَمَةِ بسَخِرَ مِنْ كَذا، قالُوا فيه: صَخِرَ، وللقَافِ بسَقبٍ، قالُوا فيه: صقبٌ، وللطّاءِ بسَطَعَ الفَجْرُ، قَالُوا فِيه: صَطَعَ، وذَكَرَ شُرّاح التّسْهِيلِ بَقِيَّةَ الأَمْثِلَةِ والقُيُودِ، وفِي هذا القَدْرِ كِفَايةٌ.

فصل الهمزة مع الصاد

  [أبص]: أَبِصَ، كسَمِعَ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ، وقَال الفَرّاءُ: أَبِصَ يَأْبَصُ، وهَبِصَ يَهْبَصُ، إِذا أَرِنَ ونَشِطَ.

  وفَرَسٌ أَبُوصٌ، وهَبُوصٌ، كصَبُورٍ: نَشِيطٌ سَبّاقٌ، وكَذلِكَ رَجُلٌ آبِصٌ وأَبُوصٌ: أَيْ نَشِيطٌ، قال الشّاعِرُ:

  ولَقَدْ شَهِدْتُ تَغَاؤُراً ... يَوْمَ اللِّقَاءِ على أَبُوصِ⁣(⁣٢)

  [أجص]: الإِجّاصُ، بالكَسْرِ مُشَدَّدَةً: ثَمَرٌ، م، مَعْرُوفٌ، من الفاكِهَةِ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: دَخِيلٌ؛ لِأَنَّ الجِيمَ والصّادَ لا يَجْتَمِعَانِ في كَلِمَةٍ واحِدَةٍ مِنْ كَلامِ العَرَبِ - وقَالَ الأَزْهَرِيُّ في التَّهْذِيبِ: بلْ هُمَا مُسْتَعْمَلَانِ، ومِنه جَصَّصَ الجِرْوُ، إِذا فَتَحَ عَيْنَيْه، وجَصَّصَ فُلانٌ إِناءَهُ، إِذا مَلَأهُ، والصَّنْجُ: ضَرْبُ الحَدِيد بالحَدِيدِ - الوَاحِدَةُ بهاءٍ، قال يَعْقُوب: ولا تَقُلْ إِنْجَاصٌ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، أَوْ لُغَيَّةٌ، يُقَالُ: إِجّاصٌ وإِنْجَاصٌ، كما يُقَال: إِجّارٌ وإِنْجَارٌ. وهُوَ بَارِدٌ رَطْبٌ، وقِيلَ: مُعْتَدِلٌ يُسَهِّلُ الطَّبْعَ خاصّةً إِذا شُرِبَ ماؤُه وأُلْقِيَ عَلَيْهِ السُّكَّرُ الطَّبَرْزَذْ، أَوِ التُّرَنْجَبِينُ فإِنّهُ يُسَهِّلُ الصَّفْرَاءَ، ويُسْكِّنُ العَطَشَ وحَرَارَةَ القَلْبِ، غيرَ أَنَّه يُرْخِي المَعِدَة ولا يُلائمُهَا ويُوَلِّد خِلْطاً مائِيّاً، ويَدْفَعُ مَضَرَّته شُرْبُ السَّكَنْجَبِينِ السُّكَّرِيّ، وهُوَ أَنْوَاعٌ، وأَجْوَدُه الأَرْمَنِيّ الحُلْوُ الكَبِيرُ، وحَامِضُه أَقَلُّ تَلْيِيناً، وأَكْثَرُ بَرْداً.

  والإِجّاصُ: المِشْمِشُ والكُمَّثْرَى بلُغَةِ الشّامِيِّينَ، هكَذَا يُطْلِقُونَه، وهو مِنْ نَبَاتِ بِلادِ العَرَب قَالَهُ الدِّينَوَرِيُّ.

  [أصص]: أَصَّهُ، كمَدَّهُ: كَسَرَه. وأَيْضاً مَلَّسَهُ، والمُسْتَقْبَلُ مِنْهُمَا يَؤُصُّ، كما في العُبَابِ.

  وأَصَّ الشَّيْءُ يَئِصُّ مِنْ حَدِّ ضَرَبَ: بَرَقَ، عن أَبِي عُمَرَ الزّاهِدِ⁣(⁣٣).

  وأَصَّتِ النّاقَةُ تَؤُصُّ، بالضَّمِّ قاله أَبُو عَمْرٍو، وحَكَاهُ عَنْهُ أَبُو عُبَيْدٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وتَئِصُّ - بالكَسْرِ، أَصِيصاً، وهذِه عن أَبِي عَمْرٍو أَيْضاً، كَمَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ وضَبَطَه، وقالَ أَبو


(١) كذا بالأصل بدخول أل التعريف على العدد والمعدود ويجوز إدخال ال التعريف على العدد دون المعدود فنقول: الثلاث شياهٍ وهو جائز على قبحه، والمشهور أن أل التعريف إذا دخلت على العدد جاء المعدود منصوباً، ويجوز أن ندخل أل على المعدود فقط ويعرب مضافاً إليه، ويجوز أن ندخل أل على العدد والمعدود ويعرب المعدود نعتاً.

(٢) البيت في اللسان ونسبه لأبي دواد.

(٣) في التكملة: أبي عمرو.