تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لفج]:

صفحة 475 - الجزء 3

  ولَعَجَ الحُبُّ والحُزْنُ فُؤادَه يَلْعَجُ لَعْجاً: اسْتَحَرَّ في القَلْبِ.

  واللَّعْجُ: الحُرْقَةُ. قال إِيَاسَ بنُ سَهْمٍ الهُذلي:

  تَرَكْنَك منْ عَلَاقتهنَّ تَشكُو ... بهنَّ منَ الجَوَى لَعْجَاً رَصِينَا

  وفي الأَساس: وبه لاعجُ الشَّوْقِ ولَوَاعِجُه.

  [لفج]: أَلْفَجَ الرَّجُلُ، إِذا أَفْلَسَ، فهو مُلْفَجٌ، بفتح الفاءِ، نادرٌ مُخَالِفٌ للقياس المَوضوع؛ قالَه ابن دريد، لأَنّ اسم الفاعِل فيه وردَ على صيغةِ اسمِ المفعولِ. ونقل الجوهريّ عن ابن الأَعرابيّ: كلامُ العرب أَفْعَلَ فهو مُفْعِلٌ إِلّا ثلاثةَ أَحْرُف: أَلْفَجَ فهو مُلْفَجُ، وأَحْصَنَ فهو مُحْصَنٌ، وأَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ؛ فهذه الثّلاثةُ جاءَت بالفتح نَوادِرَ.

  قُلْت: وقال ابنُ القَطّاع في كتاب الأَبْنِية وكلُّ فِعْل على أَفْعَلَ، فاسم الفاعل منه مُفْعِلٌ بكسر العين، إِلّا أَربعةَ أَحرُفٍ جاءَت نَوَادرَ على مُفْعَلٍ، بفتح العين: أَحْصَنَ الرَّجُلُ فهو مُحْصَنٌ، وأَلفَجَ فهو مُلْفَج، وأَسْهَبَ في الكلام فهو مُسْهَبٌ، وأَسْهَمَ فهو مُسْهَمٌ إِذا أَكْثَرَ. اه.

  وفي كتاب التَّوْسعة لابن السِّكِّيت: رجل مُلْفَجٌ ومُلْفِجٌ، للفقير، ورجُلٌ مُسْهَبٌ ومُسْهِبٌ، للكثير الكلام. وقد سبق في «سهب» مزيدُ البَيان، فانظُرْه إِن كُنْتَ من فُرْسانِ المَيْدان.

  وأَلَفَجَ الرَّجُلُ وأُلْفِجَ⁣(⁣١): لَزَقَ بالأَرْضِ من كَرْبٍ أَو حاجةٍ. وقيل: المُلْفَج: الذي أَفْلَس وعليه دَيْنٌ.

  وجاءَ رَجلٌ إِلى الحَسن فقال: أَيُدالِكُ الرَّجُلُ امرأَتَه؟ أَي يُماطِلُها بمَهْرها. قال: نعم، إِذا كان مُلْفَجاً. وفي روايةٍ: لا بَأْسَ به إِذَا كان مُلْفَجاً، أَي يُمَاطِلُها بمَهْرها إِذا كان فَقيراً. قال ابنُ الأَثير: المُلْفجِ، بكسر الفاءِ. أَيضاً: الذي أَفلَس وعليه⁣(⁣٢) الدَّيْن» وجاء في الحديث: «أَطْعِمُوا مُلْفَجِيكم» أَي فُقراءَكم، وقرأْت في شرح ديوان هُذيل لأَبي سعيدٍ السُّكَّريّ: قال أَبو عَمْرو الشَّيْبانيّ: المُلْفَج: المسكين. وقد أَلْفَجَ الرَّجلُ.

  وفي الحديث: «أَطْعِموا مُلْفَجِيكم». وفي اللسان: «وأَلْفَجَ الرَّجلُ، فهو مُلْفَجٌ: إِذا ذَهَبَ مالُه. قال أَبو عُبَيدٍ: المُلْفَج: المُعْدِمُ الذي لا شَيْءَ له. وأَنشد:

  أَحْسَابُكمْ في العُسْرِ والإِلْفَاج ... شِيبَتْ بعَذْبٍ طَيِّبِ المِزاجِ⁣(⁣٣)

  فهو مُلْفَجٌ، بفتح الفاءِ. قلت: هو لرُؤبَةَ، نَسبَه الجَوهريّ. وفي شَرْح ديوان هذيل:

  عَطاؤكُمُ في العُسْر والإِلْفَاجِ ... ليسَ بتَعْذيرٍ ولا إِزْلاحٍ

  وعن أَبي عَمْرٍو: اللَّفْجُ: الذُّلّ.

  والإِلْفَاجُ: الإِلْجَاءُ والإِحْوَاجُ بالسُّؤالِ إِلى غَير أَهْلِه فهو مُلْفَجٌ. قال أَبو زيدٍ: أَلْفَجَني إِلى ذلك الاضْطرارُ إِلْفاجاً.

  وقد اسْتَلْفَج. والمُسْتَلْفَج: المُلْفَج، أَي فالسِّين والتّاءُ زائدتان، كما في يَسْتَجِيب ويُجِيب. قال عَبْدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذليّ:

  ومُسْتَلفَجٍ يَبغِي المَلاجِي لنَفْسِه ... يَعُوذُ بجَنْبَيْ مَرْخَةٍ وجَلائلِ

  قال أَبو سعيد السُّكّريّ: المُسْتَلْفَج: المُضطَرّ، والذَّاهبُ الفؤادِ فَرَقاً، أَي خوفاً. والمُسْتَلْفَج أَيضاً: اللاصِق بالأَرض هُزالاً، أَو كَرْباً أَو حَاجةً، كالمُلْفَج.

  * ومما يستدرك عليه:

  اللُّفْج: مَجْرَى السَّيْلِ.

  [لمج]: اللَّمْجُ: الأَكْلُ بأَطرافِ الفَم، في التهذيب:

  اللَّمْج: تَناوُلُ الحَشيشِ بأَدْنَى الفَمِ. وقال ابن سيده: لَمَجَ يَلْمُج لَمْجاً: أَكَلَ. وقِيل: هو الأَكْلُ بأَدْنَى الفَمِ. قال لَبيدٌ يَصفُ عَيْراً:

  يَلْمُج البارِضَ لَمْجاً في النَّدَى ... من مَرَابيعِ رِياضٍ ورِجَلْ⁣(⁣٤)


(١) بهامش المطبوعة المصرية «قوله وألفج الرجل وألفج أي على صيغتي المعلوم والمجهول.

(٢) في النهاية: وغلبه، وفي اللسان.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله في العسر والإلفاج قال في التكملة: والرواية في اليسر والإلفاج أي في الغنى والفقر اه.

(٤) يعني أول ما يطلع من النبات تلمجه لمجاً أي تنتفه.