تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نقه]:

صفحة 107 - الجزء 19

  فقاموا يَرْحَلُونَ مُنَفَّهاتٍ ... كأَنَّ عُيونَهَا نُزُخُ الرَّكيِّ⁣(⁣١)

  وأَنْشَدَ ابنُ سَيدَه:

  وللَّيْلِ حَظُّ من بُكانا ووَجْدِنا ... كما نَفَّهَ الهَيْماءَ في الذَّوْدِ رَادِعُ⁣(⁣٢)

  وأَنْفَهَ له من مالِهِ: أَقَلَّ منه.

  واسْتَنْفَهَ: اسْتَرَاحَ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  * وممَّا يُسْتَدركُ عليه:

  النافِهُ: الكَالُّ المُعْيي مِن الإِبِلِ، والجَمْعُ نُفَّهٌ، كرُكَّعِ؛ وأَنْشَدَ أَبو عَمْرٍو لرُؤْبَة

  بنا حَرَاجِيجُ المَهَارِي النُّفَّهِ⁣(⁣٣)

  ونَفِهَتِ الناقَةُ، كسَمِعَ: كَلَّتْ.

  ونَفَهَتْ نَفْسُه، كمَنَعَ: ضَعُفَتْ وسَقَطَتْ، لُغَةٌ في نَفِهَتْ، بالكسْرِ، عن ابنِ الأعْرابيِّ.

  والكَسْرُ عن أَبي عبيدٍ؛ والفَتْحُ أَوْرَدَه القطبُ الحلبيُّ والقَسْطلانيُّ في شَرْحَيْهما على البُخارِي في تَفْسِيرِ حدِيثِ: «إِنَّكَ إِذا فَعَلْتَ ذلكَ هَجَمَتْ عَيْناكَ ونَفَهَتْ نَفْسُك».

  ويقالُ للمُعْيي: مُنَفَّهٌ، كمُحْسِنٍ⁣(⁣٤).

  [نقه]: نَقِهَ من مَرَضِهِ، كسَمِعَ⁣(⁣٥) ومَنَعَ، الأخيرَةُ عن ثَعْلَب، نَقْهاً، بالفتْحِ.

  وفي الصِّحاحِ نَقِهَ مِثَالُ تَعِبَ تَعَباً.

  وكَذلِكَ نَقَهَ نُقُوهاً: مِثَالُ كَلَحَ كُلُوحاً: صَحَّ وفيه ضَعْفٌ.

  وفي الصِّحاح: صَحَّ وهو في عقيبِ⁣(⁣٦) علَّتِه. وقالَ غيرُهُ: أَو أَفاقَ وكانَ قَرِيبَ العَهْدِ بالمَرَضِ لم يَرْجِعْ إليه كمالُ صحتِهِ وقُوَّتِهِ؛ فهو ناقِةٌ، ج نُقَّهٌ كرُكَّعٍ.

  ونَقِهَ الحديثَ والخَبَرَ، كسَمِعَ ومَنَعَ نَقْهاً ونُقوهاً ونَقاهَةً ونَقَهاناً: فَهِمَهُ، كاسْتَنْقَهَهُ؛ ويُرْوى بيتُ المُخَبَّل:

  إلى ذي النُّهَى واسْتَنْقَهَتْ للمُحَلِّمِ⁣(⁣٧)

  حَكَاهُ يَعْقوب، والمَعْروفُ واسُتَيْقَهَتْ. فهو نَقِهٌ وناقِهٌ: سَرِيعُ الفِطْنَةِ والفَهْمِ.

  وفي الحدِيثِ: فانْقَهْ إِذاً، أَي افْهَمْ. ويقالُ: فلانٌ لا يَفْقَهُ ولَا يَنُقَهُ.

  وفي النوادِرِ: انْتَقَهْتُ من الحديثِ وانْتَقَهْتُ: اشْتَفَيْتُ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النَّقاهَةُ: الفَهْمُ، كالنَّقَهانِ، محرَّكةً.

  ونَقِهَ الحديثَ ونَقَهَهَ: لَقِنَهُ.

  والاسْتِنْقاهُ: الاسْتِفْهامُ.

  وإِنْقِهْ لي سَمْعَكَ: أَي أَرْعِنِيهِ.

  ونَقِهْتُ مِن الحديثِ، بالكسْرِ: اشْتَفَيْتُ؛ كذا في النوادِرِ.

  ونَقَهانُ الجرْحِ: عودُهُ إلى الوَجَعِ؛ عاميَّةٌ.

  [نكه]: نَكَهَ له وعليه، كضَرَبَ ومَنَعَ، نَكْهاً: تَنَفَّسَ على أَنْفِه؛ أَو أَخْرَجَ نَفْسَه إلى أَنْفِ آخَرَ ليعلَمَ هل هو شارِبُ خَمْرٍ أَمْ لا.

  ونَكَهَتِ الشمسُ؛ عن الصَّاغاني اشْتَدَّ حَرُّها.

  ونَكِهَهُ، كسَمِعَهُ ومَنَعَهُ: تَشَمَّمَهُ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ واقْتَصَرَ على الكَسْرِ؛ وأَنْشَدَ للحَكَم بن عَبْدل:

  نَكِهْتُ مُجَالِداً فَوَجَدْتُ منه ... كَرِيحِ الكَلْبِ ماتَ حَدِيثَ عَهْدٍ⁣(⁣٨)


(١) اللسان.

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ص ١٦٧ واللسان والتهذيب والمقاييس ٥/ ٤٥٦.

(٤) في اللسان والتهذيب: «مُنَفَّه» ضبط قلم.

(٥) في القاموس: كفَرِحَ.

(٦) في الصحاح: «عقب علته».

(٧) اللسان، وصدره في اللسان حلم:

وردوا صدور الخيل حتى تنهنهت

(٨) اللسان والصحاح وفيها: «نكهت مجاهدا» والتهذيب. قال ابن بري: ورواه في فصل نجا: نجوت مجالداً.