تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[قنأ]:

صفحة 225 - الجزء 1

  نَقيضُ المَضْحاةِ وهي المَقْنأَةُ⁣(⁣١) والمَقْنُؤَةُ، وعن أَبي عمرٍو المَقْنَأة والمَقْنُؤَة: المكانُ الذي لا تَطْلُع عليه الشمسُ، وسيأْتي قريباً وإِنهم لفي القَمْأَةِ⁣(⁣٢) أَي الخِصْبُ والدَّعَةُ، ويُضَمُّ فيقال قُمْأَة على مثال قُمْعَةٍ.

  وعن الكسائي ما قامَأَهُ وما قَانَأَه أَي ما وَافَقَهُ وما يُقَامِئُنِي الشيْءُ: ما يُوافِقُني. وعَمْرُو بْنُ قَمِيئَةَ كَسَفِينَةٍ: شاعِرٌ، وهو الذي كَسَر رَباعِيَة النَّبِيّ ÷ يوم أُحُدٍ.

  وتَقَمَّأَ الشَّيْءَ: أَخَذَ خِيَارَهُ حكاه ثَعْلَبٌ، وأَنشد لابنِ مُقْبِلٍ:

  لقد قَضَيْتُ فَلَا تَسْتَهْزِئَنْ سَفَهاً ... مِمَّا تَقمَّأْتُهُ مِنْ لَذَّةٍ وَطَرِي

  هذا محلُّ إِنشاده، وَوهِمَ شيخُنا فأَنشدَه في معنى تَقَمَّأْتُ الشَّيْءَ: جَمَعْتُه شَيْئاً بعد شيءٍ وتَقَمَّأَ المكانَ أَي وَافَقَهُ فأَقَامَ به، كَقَمَأَ ثُلاثِيًّا، أَي يُستعمل مُتعَدِّياً بحرف الجر وبنفسه.

  [قنأ]: قَنَأَ الشَّيْءُ كَمَنَع يَقْنَأُ قُنُوءاً كَقُعودٍ: اشْتَدَّت حُمْرَتُه قال الأَسودُ بن يَعْفُرَ:

  يَسْعَى بِها ذُو تُومَتَيْنِ مُشَمِّرٌ ... قَنَأَتْ أَنَامِلُهُ مِنَ الفِرْصَادِ

  وفي الحديث: وقَدْ قَنَأَ لَوْنُها. أَي اشتدَّتْ حُمْرَتُها، وتَرْكُ الهمز فيه لُغَةٌ أُخرى. وشيءٌ أَحْمَرُ قَانِئٌ أَي شَدِيدُ الحُمْرة، وقد قَنَأَ يَقْنَأُ. وَقَنَّأْتُه تَقْنِئَةً تَقْنِيئاً أَي حَمَّرْتُه. وقَنَّأَ اللَّبَنَ ونَحْوَه: مَزَجَهُ بالماءِ، وهو مجاز.

  وقَنَأَ فُلَاناً يَقْنَؤُه قَنْأً: قَتَلَهُ أَوْ حَمَلَه على قَتْلِه، كأَقْنَأَهُ إِقْناءً، رُباعِيًّا.

  وقال أَبو حنيفة: قَنَأَ الجِلْدُ قُنُوءاً: أُلْقِيَ في الدِّبَاغ بعد نَزْع تِحْلِئَتِهِ لِتُنْزَع فُضُولُه، وقَنَّأَه صاحِبُه: دَبَغَه وقَنَأَ لِحْيَتَه أَي سَوَّدَها بالخِضاب، كَقَنَّأَهَا تَقْنِئَةً، وفي الحديث: مَرَرْتُ بأَبي بَكْرٍ فإِذا لِحْيَتُه قَانِئَةٌ⁣(⁣٣). وقَنَأَتْ هي بالخِضاب⁣(⁣٤) وقَنَأَتْ أَطرافُ الجارِيةِ بالحِنَّاءِ: اسْوَدَّت، وفي التهذيب: احْمَرَّت احمراراً شديداً، وفي قول الشاعر:

  وَمَا خِفْتُ حَتَّى بَيَّنَ الشِّرْبُ والأَذَى ... بِقَانِئَةٍ أَنِّي مِنَ الحَيِّ أَبْيَنُ

  هُو شَرِيبٌ لِقَوْمٍ، يقول: لم يَزالوا يَمنعونني الشُّرْبَ حتى احْمَرَّت الشمسُ.

  وفي التهذيب: قَرأْتُ لِلْمُؤَرِّج: يقال: ضَرَبْتُه حتى قَنِئَ، كَسَمِعَ يَقْنَأُ قُنُوءاً إِذا مَاتَ وقَنِئَ الأَدِيمُ: فَسَدَ، وأَقْنَأْتُه أَنا: أَفْسدته.

  وَقَنَاءٌ كَسَحابٍ: اسم مَاءٌ من مياهِ العَرب، وفي بعض النسخ بالأَلف واللام، وضبطه بعضُهم كَغُراب⁣(⁣٥)، وقال صاحب المشوف: والظاهر أَنَّ هَمْزَته بَدلٌ من واوٍ لا أَصْلٌ، لأَن البكريَّ ذكر أَنَّه مقصور⁣(⁣٦) وقال: يُكتَب بالأَلف، لأَنه يقال في تَثْنيته قَنَوَانِ، انتهى. وأَما قِنَا بالكسر والقصر فسيأْتي في المُعْتَلّ.

  وأَقْنَأَني الشَّيءُ: أَمْكَنَنِي ودَنَا مني.

  والمَقْنَأَةُ وتُضَمُّ نُونُه هي المَقْمَأَةُ بالميم بمعنى المَوْضِع الذي لا تَطْلُع عليه الشمسُ، وهي القَنْأَةُ⁣(⁣٧) أَيضاً، وقيل: هما غيرُ مهموزَيْنِ، قال أَبو حنيفة: زعم أَبو عمرٍو أَنها المكانُ الذي لا تَطْلُع عليه الشمسُ، ولهذا وَجْهٌ، لأَنه يَرْجِعُ إِلى دَوَامِ الخُضْرَةِ، من قولهم: قَنَأَ لِحْيَتَه إِذَا سَوَّدَها، وقال غيرُ أَبي عمرٍو: مَقْنَاةٌ وَمَقْنُوَةٌ، بغير همزٍ، نَقيضُ المَضْحَاةِ.

  [قيأ]: قَاءَ يَقِيءُ قَيْأً واسْتَقَاءَ ويقال أَيضاً: اسْتَقْيَأَ، على الأَصل وَتَقيَّأَ أَبْلَغُ وأَكثَرُ من اسْتَقاءَ، أَي استَخرَجَ ما في الجَوْفِ عَامداً وأَلْقاه، وفي الحديث: «لَوْ يَعْلَمُ الشَّارِبُ قَائِماً مَاذا عَلَيْهِ لَاسْتَقَاءَ ما شَرِبَ» وأَنشد أَبو حنيفةَ في استقاءَ بمعنى تَقَيَّأَ:

  وكُنْتَ مِنْ دَائِكَ ذَا أَقْلاسِ ... فَاسْتَقِئَنْ بِثَمَرِ القَسْقَاسِ


(١) عن اللسان، وبالأصل «المقنأ».

(٢) اللسان: لفي قَمْأَةٍ.

(٣) زيد في اللسان: أي شديدة الحمرة.

(٤) في اللسان: من الخضاب.

(٥) في معجم البلدان: قناء بالضم ثم المد في آخره.

(٦) في معجم ما استعجم: على وزن فعل: موضع من ديار بني شيبان.

وعن أبي عمرو الشيباني: قنا: ببلاد بني مرة.

(٧) اللسان: المقنأة.