تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ربنجن]:

صفحة 226 - الجزء 18

  ومُرَوْبَن.

  ومحمدُ بنُ رَبْنَ الصّوفيُّ بالفتْحِ.

  قالَ الحافِظُ: قرَأْته بخطِّ مغلطاي، وقالَ: حدَّثنا عنه شيْخُنا أَبو محمدٍ البَصْريُّ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [ربنجن]: [أَرْبِنْجَنِ، بفتْحِ فسكونٍ فكسْرِ الموحَّدَةِ وسكونِ النُّونِ وفتْحِ الجيمِ: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ سرقنة⁣(⁣١)؛ ورُبَّما أَسْقَطوا الهَمْزَةَ فقالوا: رَبِنْجَن، منها: أَبو بكْرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ موسَى الأَرْبِنْجَنِيُّ مِن فُقهاءِ الحَنَفيَّة، ماتَ، ¦(⁣٢)، سَنَة ٣١٥؛ وأَبو جَعْفرٍ أَحمدُ ابنُ محمدِ بنِ عبْدِ الله محدِّثٌ، قالَ ابنُ القرابِ: ماتَ ¦ سَنَة ٣١٥.

  [رتقن]: تَراتِقِينُ: بفتْحِ التَّاءِ الفَوْقيَّة ورَاء وأَلِف وكسْرِ الفَوْقيَّة الثَّانِيَة والقافِ: أَهْمَلَه الجماعَةُ.

  وهو ع بالعَجَمِ، وهي قَصَبَةُ كَرْدَرَ.

  قالَ شيْخُنا، ¦: ويقالُ: إنَّ أَوَّلَها موحَّدَةٌ، وعلى كلِّ لا يظْهَرُ وَجْهٌ لذِكْرِها لأَنَّها أَعْجمِيَّةٌ، والحُكْم على التاءِ بالزِّيادَةِ لا يظْهَر فتأَمَّل.

  [رتن]: الرَّتْنُ: الخَلْطُ؛ كما في الصِّحاحِ.

  وقيلَ: هو خَلْطُ الشَّحْمِ بالعَجينِ.

  ونَصُّ المُحْكَم: خَلْطُ العَجينِ بالشحْمِ.

  والمِرْتَنَةُ، كمِكْنَسَةٍ، كما في العَيْنِ، ومُعَظَّمةِ كما في الصِّحاحِ: الخُبْزَةُ المُشَحَّمَةُ.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: حَرَصْتُ على أَنْ أَجِدَ هذا الحرفَ لغيْرِ اللَّيْثِ فلم أَجِدْ له أَصْلاً: قالَ: ولا آمنُ أَنْ يكونَ الصَّوابُ المُرَثَّنة، بالثاءِ، مِن الرَّثَانِ، وهي الأَمْطارُ الخَفِيفَةُ، فكأنَّ تَرْثِينَها تَرْوِيَتُها بالدَّسَمِ. والَّراتِينُ: صَمْغٌ يكونُ. مع الصَّفَّارِينَ للإِلْحامِ.

  ورَتَنٌ، محرَّكاً: هو ابنُ كِرْبالِ بنِ رَتَنٍ البَتْرَنْدِيّ⁣(⁣٣) بكسْرِ الموحَّدَةِ وسكونِ الفَوْقيَّة وفتْح الراءِ وسكونِ النُّونِ. وبِتْرَنْدةُ: مدينَةٌ بالهِنْدِ؛ اخْتُلِفَ في شأْنِه كثيراً فقيلَ: إِنَّه مِنَ المعَمَّرِين، أَدْرَكَ النبيَّ، ، وحَضَرَ معه الخَنْدَق، فدعَا له بالبركَة، في العمْرِ، وإِنَّه حَضَرَ في زفافِ فاطِمَةَ إلى عليِّ، رضِيَ اللهُ تعالَى عنهما، ورَوَى أَحادِيثَ وماتَ ببِلَدِهِ، وله مقامٌ جَليلٌ يُزارُ، والصَّحيحُ أنَّه ليسَ بصحابيِّ، وإِنَّما هو كذَّابٌ ظَهَرَ بالهِنْدِ بعْدَ الستِّمائَةِ فادَّعْى الصُّحْبَةَ وصُدِّقَ، ورَوَى أَحادِيثَ سَمِعْناها مِن أَصحابِ أَصْحابِهِ.

  وفي ذيْلِ الدِّيوانِ للحافِظِ الذَّهبيِّ، |: رَتَنٌ الهِنْدِيُّ ظَهَرَ في حدودِ الستِّمائَةِ فزَعَمَ الصُّحْبَة فافْتَضَحَ بتلْكَ الأَحاديثِ المَوْضُوعَة، فأخافُ أَن يكونَ شَيْطاناً تبَدَّى لهم، لا بلِ الظَّاهِرُ أنَّه لا وُجُودَ له، بل هو اسمٌ مَوْضوعٌ أُلْصِقَتْ به مُتُونٌ مكْذُوبَة ا ه.

  * قلْتُ: وكانَ فتْحُ الهِنْدِ في المائَةِ الرَّابعةِ على يدِ السُّلْطان مَحْمود بنِ سبكْتكِينَ الغزْنَويِّ المَشْهُور بالعدْلِ والانْصافِ، ولم يُنْقَل شيءٌ عن رَتَنٍ إلَّا في آخِرِ المائَةِ السَّادِسَة، ثم في أَوائِل السَّابعَةِ قُبَيْل وفاتِهِ.

  وفي التَّبْصيرِ للحافِظِ: رَتَنٌ الهِنْدِيُّ الذي ادَّعَى في المائَةِ السابعَةِ أنَّه أَدْرَك الصُّحْبَة فمقَتَهُ العُلَماءُ وكذَّبُوه.

  * قلْتُ: والأحادِيثُ التي رَوَاها وتلَقَّاها عنه أصْحابُه وأَصحابُ أَصْحابِه قد جُمِعَتْ في كرَّاسَة وتُسمَّى بالرَّتَنِيَّات، كنْتُ اطَّلَعْتُ عليها سابقاً. وأَطالَ الذَّهبيُّ في الميزانِ في ترْجَمَتِه، وكذا الحافِظُ في لبابِه وفي الإصابَةِ.

  ووَادِي رَاتُونا، صوابُه رَانُونا بنُونَيْنِ: بين المَدينَةِ وقُبا كما سَيَأْتي.


(١) كذا وفي معجم البلدان واللباب: سمرقند.

(٢) في اللباب ومعجم البلدان: سنة ٣٦٩، وقيد وفاته ابن الأثير بالحروف.

(٣) على هامش القاموس: هكذا بالفتح في المتن، وضبطه عاصم بكسر الموحدة نسبة إلى بترند، د بالهند، ا هـ نصر وكذا الشارح ضبطه بكسر الموحدة وسكون الفوقية وفتح الراء وسكون النون ا هـ مصححة.