تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فجرم]:

صفحة 531 - الجزء 17

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  هَوْدَجٌ مُفَأَّمٌ، كمُعَظَّمٍ: وُطّئَ بالفِئامِ.

  وِالتَّفْئِيمُ: تَوْسِيعُ الدَّلْوِ. يقالُ: أَفْأَمْتُ الدَّلْوَ وأَفْعَمْتُه: إذا مَلأْته.

  ومَزادَةٌ مُفَأَّمَةٌ، كمُكَرَّمَةٍ: إذا وُسِّعَتْ بجِلْدٍ ثالِثٍ بينَ الجلْدَيْنِ كالرَّاوِيَةِ؛ وكَذلِكَ الدَّلْوُ المُفَأَّمَةُ.

  وسِقاءٌ مُفْعَم وِمُفْأَم: مَمْلوءٌ.

  وِالتَّفْئِيمُ: الضّخَمُ والسّعَةُ؛ قالَ رُؤْبَة:

  عَبْلاً تَرى في خَلْقه تَفْئِيماً

  وقالَ أَبو تُرابٍ: سَمِعْتُ أَبا السَّمَيْدع يقولُ: فَأَمْتُ في الشَّرابِ وصَأَمْتُ إذا كَرَعْتُ فيه نَفَساً.

  قالَ الأَزْهرِيُّ: كأَنَّه مِن أَفْأَمْت⁣(⁣١) الإِناءَ إذا أَفْعَمْته ومَلأْته.

  وِالأَفْآمُ: فُروعُ⁣(⁣٢) الدَّلْوِ الأَرْبَعة التي بينَ أَطْراف العَراقيّ؛ حَكَاها ثَعْلَب، وأَنْشَدَ في صفَةِ دَلْوٍ:

  كأَنَّ تَحتَ الكَيْلِ مِنْ أَفآمها ... شَقْراءَ خَيْلٍ شُدَّ مِن حِزامها⁣(⁣٣)

  [فجم]: الأَفْجَمُ: أَهْمَلَه الجَوْهرِيُّ.

  وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ: هو الذي في شِدْقِهِ غِلَظٌ، يَمانِيَّةٌ، وقد فَجِمَ، كفَرِحَ فَجماً.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  فَجْمَةُ الوادِي، بالضمِّ⁣(⁣٤) والفتْحِ: مُتَّسَعُه؛ وقد انْفَجَمَ وِتَفَجَّم.

  وِفُجُومَةُ: حيٌّ مِن العَرَبِ.

  وضُبَيْعةُ أَفْجَم: قَبِيلَةٌ، هكذا في اللِّسانِ، والصَّوابُ: أَضْجَم بالضادِ كما تَقَدَّمَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [فجرم]: الفِجْرِمُ، بالكسْرِ: الجَوزُ الذي يُؤْكَلُ، وقد جاءَ في بعضِ كَلامِ ذي الرُّمَّةِ، كما في اللّسانِ.

  [فحم]: الفَحَمُ، محرَّكةً وبالفتحِ: لُغَتانِ كنَهْرٍ ونَهَرٍ، وذَكَرَهُما الجوْهرِيُّ ولكنَّه قَدَّمَ لُغَةَ الفتْحِ.

  ولو قالَ: بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ كانَ أَوْفَق لِمَا ذَهَبَ إليه الجوْهرِيُّ.

  وشاهِدُ التَّحريكِ قَوْلُ الأَغْلب العجليُّ:

  قد قاتَلُوا لو يَنْفُخُونَ في فَحَمْ ... وَصَبَروا لو صَبَرُوا على أَمَمْ⁣(⁣٥)

  يقولُ: لو كانَ قِتالُهم يجْدِي شيئاً ولكنَّه لا يُغْنِي، فكانَ كالذي يَنْفخُ ناراً ولا فَحَمَ ولا حَطَبَ فلا تُتَّقِد النَّارُ؛ يُضْرَبُ هذا المَثَلُ للرّجُلِ يُمارِسُ أَمْراً لا يُجْدِي عليه.

  قالَ الجَوْهرِيُّ: وِيقالُ للفَحْمِ: فَحِيمٌ كأَميرٍ؛ وأَنْشَدَ أَبو عُبيدَةَ لامْرِئِ القَيْسِ:

  وِإِذْ هِيَ سَوْداءُ مثل الفَحِي ... م تُغَشِّي المَطانِبَ والمَنْكِيا⁣(⁣٦)

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: وقد يَجوزُ أَنْ يكونَ الفَحِيمُ جَمْع فَحْم كعَبْدٍ وعَبِيدٍ، وإن قَلَّ ذلِكَ في الأَجْناسِ، ونَظِيرُه مَعْزٍ ومَعِيزٍ وضَأْن وضَئِين: الجَمْرُ الطَّافِئُ، كذا في المُحْكَمِ.

  وِالفَحْمَةُ: واحِدَتُه، أَي بالفتْحِ لا بالتَّحريكِ.

  وِالفَحْمَةُ من اللَّيلِ: أَوَّلُه أَو أَشَدُّ سوادِهِ، أَي سَوادُ أَوَّلِهِ أَو أَشَدّه سَواداً؛ أَو ما بينَ غُروبِ الشَّمْسِ إلى نَوْمِ النَّاسِ، سُمِّيَت بذلِكَ لحرِّها، لأنَّ أَوَّلَ اللَّيلِ أَحَرُّ مِن آخِرِه؛ ومنه الحَديْث: «ضُمُّوا فَواشِيَكم⁣(⁣٧) حتى تَذْهبَ


(١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: فأمت الإناء.

(٢) في اللسان: فروغ.

(٣) اللسان.

(٤) اقتصر في الجمهرة على الضم ٢/ ١٠٨.

(٥) شعراء امويون، فيما نسب للأغلب العجلي ص ١٧٧، وانظر تخريجه فيه، واللسان والأول في الصحاح.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٧٤، واللسان والصحاح.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ضموا فواشيكم بالفاء، ورُوي