تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شلم]:

صفحة 391 - الجزء 16

  وفأْسُ اللِّجامِ: هي الحَديدَةُ القائِمَةُ في الشَّكِيمَةِ إذا كانَ ذَا عارِضَةٍ وجِدٍّ؛ ج شَكائمُ وشُكْمُ⁣(⁣١) بضمَّتَيْنِ على طَرْحِ الزائِدِ.

  وقيلَ: إنَّه جَمْعُ شَكِيمٍ الذي هو جَمْعُ شَكيِمةٍ فيكونُ جَمْع جَمْع؛ قالَ أَبو دُواد:

  فهي فَوْهاءُ كالجُوالِقِ فُوها ... مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ⁣(⁣٢)

  ومِن المجازِ: فلانٌ شَديدُ الشَّكِيمَةِ، أَي شَديدُ النَّفْسِ أَنِفٌ أَبيٌّ، قالَهُ ابنُ السِّكِّيت.

  وفي حدِيْثِ عائِشَةَ تَصِفُ أَباها، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما: «فما بَرِحَتْ شَكِيمَتُه في ذاتِ اللهِ»، أَي شِدَّةُ نَفْسِه؛ وأَصْلُه مِن شَكِيمَةِ اللِّجامِ.

  وفلانٌ ذو شَكِيمَةٍ إذا كان لا يَنْقادُ؛ قالَ عَمْرُو بنُ شاسٍ الأَسَدِيُّ يخاطِبُ امْرأَتَه في ابْنِه عِرارٍ:

  وإنَّ عِراراً إنْ يكن ذا شَكِيمَةٍ ... تَعافِينَها منه فما أَمْلِكُ الشِّيَمْ⁣(⁣٣)

  والشَّكِمُ، ككَتِفٍ: الأَسَدُ، وبه فُسِّر قولُ أَبي صخرٍ الهُذَليّ:

  جَهْم المُحَيَّا عَبُوسٍ باسِلٍ شَرِسٍ ... وَرْدٍ قُساقِسةٍ رِئْبَالَةٍ شَكِمِ⁣(⁣٤)

  وشَكَمَهُ شَكْماً وشَكِيماً: عَضَّهُ؛ وبه فُسِّر قولُ جَريرٍ:

  فأَبْقُوا عليكم واتّقُوا نابَ حَيَّةٍ ... أَصابَ ابْنَ حَمْراءِ العِجانِ شَكِيمُها⁣(⁣٥)

  ومِن المجازِ: شَكَمَ الوالي يَشْكُمُه شَكْماً: إذا رَشاهُ كأَنَّهُ سَدَّ فَمَهُ بالشَّكِيمَةِ، أَي حَديدَةُ اللّجامِ.

  وشَكِمَ، كفَرِحَ: جَاعَ. وشَكِيمُ القِدْرِ: عُراها، قالَ الرَّاعي:

  وكانَتْ جَدِيراً أَن يُقَسَّمَ لَحْمها ... إذا ظَلَّ بينَ المَنزِلَينِ شَكِيمُها⁣(⁣٦)

  وكثُمامَةٍ وزُبَيْرٍ ومِنْبَرٍ: أَسْماءُ⁣(⁣٧) منهم: سلامُ بنُ مشكمٍ، الذي تقدَّمَ ذِكْرُه في سَلَم.

  ومُسْلِمُ بنُ شكيمٍ عن أَبي الدَّرْداء.

  ومَسْروقُ بنُ شكيمٍ شَهِدَ فتْحَ مِصْرَ، وابْنُه عبدُ اللهِ تابِعيُّ أَيْضاً.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  قالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: الشَّكِيمةُ: قُوَّةُ القَلْبِ.

  وقالَ غيرُهُ: الشَّكِيمةُ العارِضَةُ والجِدُّ.

  وهو ذُو شَكِيمَةٍ: صارِمٌ حازِمٌ.

  والشَّكِمُ، ككَتِفٍ: الغَضُوبُ، وبه فَسَّر السُّكَّريُّ قوْلَ أَبي صخْرٍ الذي تقدَّمَ ذِكْرُه.

  وشَكَمَهُ يَشْكُمُه شَكْماً: وَضَعَ الشَّكِيمَةَ في فيهِ.

  وقالَ اللّيْثُ: يقالُ: فَعَلَ فلانٌ أَمْراً فَشَكَمْتُه، أَي أَثَبْتُهُ.

  [شلم]: الشَّالَمُ والشَّوْلَمُ والشَّيْلَمُ، بفتحِ لامِهنَّ، الأَخيرَةُ عن كُراعٍ: الزُّؤانُ الذي يكونُ في البَرِّ، سَوادِيَّةٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: وهو الشَّيْلَمُ والزيوانُ والسَّعِيعُ.

  وقالَ أَبو حنيفَةَ: الشَّيْلَمُ حَبٌّ صِغارٌ مُسْتطيلٌ أَحْمَر قائِمٌ كأَنَّه في خِلْقةِ سُوسِ الحِنْطةِ ولا يُسْكِرُ ولكنَّه يُمِرُّ الطَّعام إمْراراً شَديداً.

  وقالَ مَرَّةً: نباتُ الشَّيْلَمِ سُطَّاحٌ وهو يذهبُ على الأَرضِ، ووَرَقَتُه كورقَةِ الخِلافِ البَلْخِيِّ شَديدَةُ الخُضْرَة رطبةٌ.

  قالَ: والناسُ يأْكلُونَ وَرَقَه إذا كان رطباً وهو طيبٌ لا مَرارَةَ له، وحَبُّه أَعْقَى مِن الصَّبر.

  وقالَ أَبو ترابٍ: سَمِعْت السُّلَمِيَّ يقولُ: لَقِيت رجُلاً


(١) ضبطت في القاموس بضمة وسكون.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) اللسان.

(٤) شرح أشعار الهذليين ٢/ ٩٦٧ وفيه: ورد قصاقصة ديبالة شكم والمثبت كرواية اللسان والتهذيب.

(٥) ديوانه ص ٤٥٠ واللسان والأساس وعجزه في الصحاح والمقاييس ٣/ ٢٠٦.

(٦) ديوانه ط بيروت ص ٢٦٠ وانظر تخريجه فيه، واللسان والأساس.

(٧) عن القاموس وبالأصل «أسما».