تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رمث]:

صفحة 218 - الجزء 3

  العينِ بالغَمْزِ للجِمَاع، وفي اللسان للمُوَاعَدَةُ⁣(⁣١) به، كما يُفْهَم من عبارة المِصْباح.

  وقال الأَزهريّ: الرَّفثُ: كلِمةٌ جامِعَةٌ لكلّ ما يُرِيدُه الرجُل مِن المرأَة⁣(⁣٢)، نقَلَه شيخُنَا في شرح كِفَايَةِ المُتَحَفّظ.

  وقال الزّجّاج: «لا رَفَثَ» أَي لا جِمَاعَ ولا كلمَةَ من أَسبابِ الجِمَاع وأَنشد:

  ورُبَّ أَسْرَابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ ... عن اللَّغَا وَرَفَثِ التَّكَلُّمِ

  وقال ثَعْلَب: هو أَنْ لا يَأْخُذَ ما عَلَيْهِ من القَشَفِ، مثل تَقْلِيم الأَظْفَارِ، ونَتْفِ الإِبْط، وحَلْقِ العَانَةِ، وما أَشْبَهَهُ، فإِن أَخَذَ ذلك كُلَّه فليسَ هُنَالك رَفَثٌ.

  وقَد رَفَثَ الرَّجُلُ بها، ومَعَهَا كَنَصَرَ وضَرَبَ، يَرْفُثُ ويَرْفِثُ رَفْثاً، والأَخِير صَرَّح به عِياضٌ في المَشَارِق، وفَرِحَ، رَفَثاً، مُحَرّكة، وقيل: هو اسمٌ، وكَرُمَ، وهذا عن اللِّحْيَانيّ وأَرْفَثَ كُلُّه: أَفْحَشَ في شأْنِ النِّساءِ، كذا في اللّسَان، والله تعالى أَعلم.

  [رمث]: الرِّمْثُ بالكَسْرِ: مَرْعًى للإِبِلِ، وهو من الحَمْضِ كذا في الصّحاح.

  وفي المُحْكم: شَجَرٌ يُشْبِهُ الغَضَى لا يطولُ، ولكنه يَنْبَسِطُ وَرَقُه، وهو شَبِيهٌ بالأُشْنَانِ، والإِبِلُ تُحَمِّضُ بها إِذا شَبِعَتْ من الخَلَّةِ ومَلَّتْها.

  وقال أَبو حَنِيفَة في كتاب النباتِ: وله هُدْبٌ طُوالٌ دُقَاقٌ، وهو مع ذلك كُلِّه كَلأٌ تَعِيش فيه الإِبلُ والغَنَمُ، وإِن لم يكنْ معها غيرُه، وربما خَرَجَ فيه عَسلٌ أَبيضُ كأَنه الجُمَانُ، وهو شَدِيدُ الحَلَاوَةِ، وله حَطَبٌ وخَشَبٌ، ووَقُودُه حارٌّ، ويُنْتَفَعُ بدُخَانِه من الزُّكَام، وقال مَرّةً: قال بعضُ البَصْرِيِّينِ: يكون الرِّمْثُ مع قِعْدَةِ الرَّجُلِ، يَنْبُتُ نَبَاتَ الشِّيحِ، قال: وأَخبرَني بعضُ بني أَسَدٍ أَنّ الرِّمْثَ يَرْتَفعُ دونَ القَامَةِ فيُحْتَطَبُ، واحدتُه رِمْثَةٌ.

  والرِّمْثُ: الرَّجُلُ الخَلَقُ الثِّيابِ يقال: رِمْثٌ نِكْسٌ⁣(⁣٣)، وقال شيخنا: هو مَجازٌ.

  والرِّمْثُ: الضَّعِيفُ المَتْنِ أَيضاً، نقلَه الصاغانيّ.

  والرِّمَّثُ بالفتح: الإِصْلاحُ والمَسْحُ باليَدِ، وفي أَخرى «المَسُّ»، يقال: رَمَثْتُ الشَّيْءَ، أَي أَصْلَحْتُه ومَسحْتُه بيَدِي، قال الشاعر:

  وأَخٍ رَمَثْتُ رُوَيْسَه ... ونَصَحْتُه في الحَرْبِ نَصْحَا⁣(⁣٤)

  والرَّمَثُ بالتّحريك: خَشبٌ يُضَمُّ، وفي نسخة يُشَدّ بعضُه إِلى بَعْضٍ كالطَّوْفِ ويُرْكَبُ عليه في البَحْرِ، قال أَبو صَخْرٍ الهُذَلِيّ:

  تَمَنَّيْتُ من حُبِّي عُلَيَّةَ أَنَّنَا ... على رَمَثٍ في الشَّرْمِ ليسَ لنا وَفْرُ

  الشَّرْمُ: مَوْضِعٌ في البَحْر، والجمعُ أَرْماثٌ، وفي الحديث: «أَنّ رَجُلاً أَتَى النبيّ، ، فقال: إِنّا نَرْكَبُ أَرْماثاً لنا في البَحْرِ، ولا ماءَ مَعَنا، أَفَنَتَوَضَّأُ بماءِ البَحْرِ؟ فقال: الطَّهُورُ ماؤُه الحِلُّ مَيْتَتُه» قال الأَصمعِيّ: والرَّمَثُ: هو هذا الطَّوْفُ، وهو الخَشَبُ⁣(⁣٥) فَعَلٌ بمعنى مَفْعُولٍ، من رَمَثْتُ الشَّيْءَ إِذا لَمَمْتَه وأَصْلَحْتَه.

  والرَّمَثُ أَنْ تَأْكُلَ الإِبِلُ الرِّمْثَ بالكسر، فتَشْتَكِيَ عَنْهُ هكذا في سائر الأُمَّهات⁣(⁣٦)، ووُجِد في نسخة شَيْخِنا «مِنْهُ» بدل «عنه»، وقد رَمِثَت الإِبِلُ بالكسر تَرْمَثُ رَمَثاً فهي رَمِثَةٌ بفتح فكسر ورَمْثَى، على القَصْرِ، وإِبِلٌ رَمَاثَى كعَذَارَى: أَكَلَت الرِّمْثَ فاشْتَكَتْ بُطُونَهَا، وقال أَبو حنيفةَ: هو سُلَاحٌ يَأْخُذُها إِذا أَكَلَت الرِّمْثَ وهي جائِعَةٌ فيُخَافُ عليها حِينئذٍ.

  وقال الأَزْهَرِيّ⁣(⁣٧) - في ترجمة «طلح» -: الرِّمْثُ والغَضَى


(١) عن المصباح، وبالأصل: الموعدة.

(٢) التهذيب: من أهله.

(٣) في التكملة: رجل رمث نِكْثٌ.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله رويسه، قال في التكملة هكذا وقع في النسخ رويسة بضم الراء وفتح الواو وهو تصحيف والرواية دريسة وهو الخلق من الثياب، والبيت لأبي داود».

(٥) في التهذيب: والرمث: الطوف، وهو هذا الخشب.

(٦) الصحاح واللسان.

(٧) عبارة الأزهري نقلها صاحب اللسان ولم نجدها في التهذيب لا في ترجمة طلح ولا في رمث.