تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صمهل]:

صفحة 413 - الجزء 15

  وصَمَلَ الشَّيءُ يَصْمُلُ صَمْلاً وصُمولاً: صَلُبَ واشْتَدَّ، وأَكْثَرُ ما يُوصَفُ به الجَمَل والجَبَلُ والرجُلُ، قالَ رُؤْبَة:

  عن صامِل عاسٍ إذا ما اصْلَخْمَمَا⁣(⁣١)

  يَصِفُ الجَبَل.

  وصَمَلَ السقاءُ والشَّجَرُ صَمْلاً فهو صَمِيلٌ وصامِلٌ: يَبِسَ، وقيلَ: إِذا لم يَجِدْ رِيّاً فَخَشُنَ، قالَتْ زَيْنَبُ تَرْثي أَخَاهَا يَزِيد بنِ الطَّثَرِيَّةِ:

  تَرَى جازِرَيْهِ يُرْعَدانِ وناره

  عليها عَدامِيلُ الهَشِيمِ وصامِلُه⁣(⁣٢)

  والعُدْمُولُ: القَدِيمُ، تقُولُ: على النارِ حَطَبٌ يابِسٌ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لأَبي السَّوْداء العِجْليّ:

  ويَظَلُّ ضَيْفُك يا ابن رَمْلَة صامِلاً

  ما إِنْ يَذُوقُ سِوى الشَّرابِ عَلُوسا

  وصَمَلَ عن الطَّعامِ: كَفَّ عنه، كما في العُبَابِ.

  والصَّامِلُ والصَّمِيلُ: اليابِسُ، عن ابنِ دُرَيْدٍ، وقد تقدَّمَ شاهِدُه قَرِيباً.

  وقالَ اللَّيْثُ: الصَّمِيلُ: السِّقاءُ اليابِسُ، وأَنْشَدَ:

  إذا ذَادَ عن ماءِ الفُراتِ فَلَن تَرى

  أَخا قِرْبَةٍ يَسْقِي أَخاً بصَمِيلِ⁣(⁣٣)

  والصِّمْليلُ، بالكسرِ، نَبْتٌ.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: لا أَقفُ على حَدِّه ولم أَسْمَعْه إلَّا من رجُلٍ من جَرْمٍ قَدِيماً⁣(⁣٤).

  قالَ: وأَمَّا الرَّجُلُ الضَّعيفُ البِنْيَةِ فيقالُ له صِمْليلٌ، عَرَبيٌّ فَصِيحٌ.

  واصْمَأَلَّ الشَّيءُ، بالهَمْزِ، اصْمِئْلالاً: اشْتَدَّ.

  واصْمَأَلَّ النَّبْتُ: الْتَفَّ.

  والمُصْمَئِلَّةُ: الدَّاهيةُ، عن أَبي زَيْدٍ، وأَنْشَدَ للكُمَيْتِ:

  ولم تَتَكَأَدْهُمُ المُعْضِلات

  ولا مُصْمَئِلَّتُها الضِّئْبِلُ⁣(⁣٥)

  وصَوْمَلَ الرَّجُلُ: جَفَّ جِلْدُه جُوعاً وضُرّاً، عن اللَّيْثِ، قالَ: وَالصَّوْمَلُ شَجَرٌ بالعالِيَةِ.

  والصُّمُلُّ، كعُتُلٍّ، الرَّجُلُ الشديدُ الخَلْقِ العَظيمُ، وكذلِكَ من الإِبِلِ والجبَالِ.

  والأُنْثَى: صُمُلَّةٌ.

  وفي الحدِيثِ: «أَنْتَ رجُلٌ صَمُلٌّ».

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  الصامِلُ: السَّقاءُ الخَلَق عن اللَّيْثِ.

  ويقالُ: صَمَلَ بدنُه وبَطْنُه.

  وأَصْمَلُه الصِّيامُ: أَيْبَسَه.

  وفي حدِيثِ مُعَاوِيَةَ: «إنَّها صَمِيلَةٌ»، أَي في ساقِها يُبْسٌ وخُشُونة.

  والصَّمِيلُ: كأَمِيرٍ، العَصَا يمانِيَّةٌ.

  والصُّمُلَّةُ، كعُتُلَّةٍ، العَصَا، قالَ المُتَنَخَّلُ⁣(⁣٦) اليَشْكرِيُّ:

  يطوّف بي عكبّ في معدّ

  ويَضْرِبُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيّا

  والمُصْمَئِلُّ: المُنْتَفِخُ من الغَضَبِ.

  وقالَ أَبُو زَيْدٍ: هو الشَّديدُ من الأُمورِ.

  ورجُلٌ صُمُلٌّ، كعُتُلٍّ، شَدِيدُ البَضْعَة مجتمِعُ السّنِّ، عن الزَّمَخْشَرِيِّ. وقد سَمَّوْا صَمِيلاً، كأَميرٍ، منهم الصَّمِيلُ بنُ حاتِمِ بنِ شمرِ بنِ ذي الجَوْشَنِ الضَّبَابيُّ، وقيلَ: بل حاتِم بن عَمْرِو بنُ جندع بنِ شمرٍ، كانَ أَمِيراً بالأَنْدَلُس، وابنُه هذيل بن الصَّمِيلِ قَتَلَه الدَّاخِلُ.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه:

  [صمهل]: اصْمَهَلَّ الرجُلُ: تَمَّ طُوله عن ابنِ القَطَّاعِ.


(١) أراجيزه ص ١٨٤ واللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والصحاح، ويروى للعجير السلولي.

(٣) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٤) انظر الجمهرة ٣/ ٣٧٣.

(٥) اللسان والتهذيب وعجزه في الصحاح.

(٦) كذا والصواب «المنخل اليشكري» انظر المؤتلف للآمدي ص ١٧٨ والشعر والشعراء ص ٢٣٨.