تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ذمم]:

صفحة 264 - الجزء 16

  الصِّحاحِ، فيَنْبغي أَنْ تُكْتَبَ بالأحْمر. وأَوْرَدَه الأَزْهَرِيُّ في التَّهْذِيبِ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  [ذمم]: ذَمَّهُ يَذُمُّهُ ذَمًّا ومَذَمَّةً، فهو مَذْمومٌ وذَميمٌ وذَمٌّ، ويُكْسَرُ، ضِدُّ مَدَحَهُ ومَعْناهُ اللَّوْمُ في الإسَاءَةِ.

  وبلاه ف أَذَمَّه: وَجَدَه ذَمِيماً، ضِدُّ أَحْمَدَه.

  وأَذَمَّ بهم: تَهاوَنَ، أَو تَرَكَهُم مَذْمومينَ في النَّاسِ؛ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  وتَذامُّوا: ذَمَّ بعضُهم بعضاً.

  وقَضَى مَذِمَّتُه، بكسْرِ الذَّالِ وفتحِها: أَي أَحْسَنَ إليه لئلَّا يُذَمَّ.

  واسْتَذَمَّ إليه إذا فَعَلَ ما يَذُمُّه على فِعْلِه.

  ونَصُّ الصِّحاح: واسْتَذَمَّ الرجلُ إلى الناسِ أَي أَتَى بما يُذَمُّ عليه؛ ومِثْلُه في الأساسِ.

  والذُّمومُ، بالضمِّ: العُيوبُ؛ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه لْأُمَيَّة بنِ أَبي الصَّلْت:

  سلامك رَبَّنا في كلِّ فَجْرٍ ... بَرِيئاً ما تَعَنَّتْكَ الذُّمُومُ⁣(⁣١)

  وبِئْرٌ ذَمَّةٌ وذَمِيمٌ وذَميمةٌ، واقْتَصَرَ الجوْهَرِيُّ على الأُولَى، وقالَ: أَي قليلَةُ الماءِ لأَنَّها تُذَمُّ؛ وأَنْشَدَ ابنُ السَّيِّد في كتابِ الفرق:

  نُرَجِّي نائِلاً من سَيْبِ رَبٍّ ... له نُعْمَى وذَمَّتُهُ سِجالُ⁣(⁣٢)

  قالَ: مَن رَوَاهُ بفتْحِ الذالِ أَرادَ أَنَّ بِئْرَهُ التي تُوصَفُ بقلَّةِ الماءِ تستقى منها السِّجال الكَثِيرَة، أَي أنَّ قليل خيره كثير.

  وقيلَ: بِئْرٌ ذَمَّةٌ: غَزيرَةُ⁣(⁣٣) الماءِ، فهو ضِدُّ، ج ذِمامٌ، بالكسْرِ؛ وأَنْشَدَ الجوْهَرِيُّ لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ إِبِلاً غارَتْ عُيونُها مِن الكَلالِ:

  على حِمْيَرِيّاتٍ كأَنَّ عُيونَها ... ذِمامُ الرَّكايا أَنْكَزَتْها المَواتِحُ⁣(⁣٤)

  أَنْكَزَتْها: أَقَلَّتْ ماءَها؛ يقولُ: غارَتْ أَعْينُها مِن التَّعَبِ فكأَنَّها آبارٌ قَلِيلةُ الماءِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: الذَّمَّةُ البِئْرُ القَلِيلةُ الماءِ، والجَمْعُ ذَمٌّ.

  وفي الحدِيْث: أَنَّه، عليه الصَّلاة والسَّلام، مَرَّ ببِئْرٍ ذَمَّة، سُمِّيَت بذلِكَ لأنَّها مَذْمومَةٌ.

  وبه ذَمِيمةٌ: أَي عِلَّةٌ مِن زَمانَةٍ⁣(⁣٥)، أَو آفَةٍ تَمْنَعُه الخُروجَ.

  ومِن المجازِ: أَذَمَّتْ رِكابُهُم: إذا أَعْيَت وتَخَلَّفَتْ* كَلالاً، وتأَخَّرَتْ عن جماعَةِ الإِبِلِ ولم تلْحَقْ بها، كأَنَّها قَلَّتْ قُوَّتُها في السَّيْرِ، مأْخوذٌ مِن الذمَّةِ، وهي الرَّكِيَّةُ القَلِيلةُ الماءِ.

  وقد أَذَمَّ به بَعيرُهُ؛ قالَ ابنُ سِيْدَه: أَنْشَدَنا أَبو العلاءِ:

  قومٌ أَذَمَّتْ بهم رَكائِبُهُمْ ... فاسْتَبْدَلوا مُخْلِقَ النِّعالِ بها⁣(⁣٦)

  وفي حدِيْث حَلِيمةَ السَّعْدِيَّةِ: «فخرجْتُ على أَتاني تِلْكَ فلقَدْ أَذَمَّتْ بالرَّكْبِ»، أَي حَبَسَتْهم لضعْفِها وانْقِطاعِ سَيْرِها.

  وفي حدِيْث أَبي بكْرٍ: «وإِنَّ رَاحِلَتَه قد أَذَمَّتْ» أَي انْقَطَعَ سَيْرُها كأَنَّها حَمَلَتِ الناسَ على ذَمِّها.

  ورجُلٌ ذو مَذَمَّةٍ، بكسْرِ الذالِ وفتْحِها: أَي كَلٌّ على النَّاسِ، وهو مجازٌ.

  والذِّمامُ والمَذَمَّةُ: الحَقُّ والحُرْمَةُ، ج أَذِمَّةٌ. ويقالُ: الذِّمامُ كُلُّ حُرْمَةٍ تَلْزمك إذا ضَيَّعْتَها المَذَمَّةُ، ومِن ذلِكَ: الذِّمَّةُ، بالكسْرِ: العَهْدُ.

  ورجُلٌ ذِميٌّ أَي له عَهْدٌ.

  وقالَ الجوْهَرِيُّ: أَهْلُ الذّمَّةِ أَهْلُ العَقْدِ.

  قلْتُ: وهم الذينَ يُؤَدُّونَ الجزْيَةَ مِن المُشْرِكينَ كُلِّهم.


(١) اللسان.

(٢) اللسان.

(٣) في القاموس منونة، وأضافها الشارح فخفف.

(٤) ديوانه ص ١٠٣ واللسان والصحاح والتهذيب والمقاييس ٢/ ٣٤٦.

(٥) في القاموس بالضم منونة، والكسر ظاهر بعد تصرف الشارح بالعبارة.

(*) بعدها في القاموس: (وخلافٌ أَتى بما يُذَمُّ عليه) ساقطة من الأصل.

(٦) اللسان.