تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صرفح]:

صفحة 121 - الجزء 4

  [صرفح]: الصَّرَنْفَح: الصَّيّاحُ، أَي الشَّدِيدُ الصَّوْتِ، وهو أَيضاً الشديدُ الخُصُومةِ، كالصَّرَنْقَح. وصَرّحَ ثعلبٌ أَن المعروف إِنما هو بالفاءِ.

  [صرقح] الصَّرَنْقَح: الشَّديدُ الشَّكيمةِ من الرّجال، الّذِي له عَزيمةٌ لا يُخْدَعُ، ولا يُطْمَع فيما عندَه، كذا في التّهذيب. وقيل: الصَّرَنْقَحُ: الظَّرِيفُ. وقال ثعلب: الصَّرَنْقَحُ: الشَّديدُ الخُصومةِ والصَّوْتِ. وأَنشد لِجِرَانِ العَوْدِ في وَصْفِ نِساءٍ ذَكَرَهنَّ في شِعْرٍ له، فقال:

  إِنّ من النِّسْوَانِ مَنْ هِيَ رَوْضةٌ

  تَهِيجُ الرِّيَاضُ قبلَها وتَصَوَّحُ

  ومنهنّ غُلٌّ مُقْفَلٌ⁣(⁣١) ما يَفُكُّه

  من النّاسِ إِلّا الأَحْوَذِيُّ الصَّرَنْقَحُ

  (⁣٢) وفي التّهذيب: إِلّا الشَّحْشَحانُ الصَّرَنْقَحُ. قال شَمِرٌ: ويقال: صَرَنْقَح، وصَلَنْقَحٌ، بالرّاءِ واللّامِ، والصَّرَنْقح أَيضاً: الماضي الجَرِيءُ، والمُحْتَالُ.

  [صطح]: المِصْطَح، كمِنْبَرٍ: الصَّحْرَاءُ الوَاسِعَة ليس بها رِعْيٌ، بكسر الرّاءِ، أَي ما تَرعاه الدَّوابُّ ومكانٌ يُسَوُّونَه لدَوْسِ الحَصيدِ فيه، وهذه مما استدرك المُصَنّف.

  [صفح]: الصَّفْح من كلِّ شَيْءٍ: الجانبُ وصَفْحَاه: جانِباه، كالصَّفْحَةِ.

  وفي حديث الاسْتِنْجاءِ: «حَجَرَيْن للصَّفْحَتيْن⁣(⁣٣) وحَجَراً للمَسْرُبةِ»، أَي جَانِبَيِ المَخْرَجِ.

  والصَّفْح من الجَبَلِ: مُضْطَجَعُه والجمْعُ صِفَاحٌ. والصَّفْح منك: جَنْبُك. والصَّفْحُ من الوَجْهِ، والسَّيْفِ: عُرْضُه، بضم العين⁣(⁣٤) وسكون الرّاءِ، ويُضَمّ فيهما. ونَسبَ الجَوْهريّ الفَتْحَ إِلى العَامّة. يقال نَظَرَ إِليه بصُفْحِ وَجْهِه، وصَفْحِه، أَي بعُرْضِه. وضَرَبه بصُفْح السَّيْف، وصَفْحِهِ.

  وج، صِفَاحٌ بالكسر، وأَصْفاحٌ. وصَفْحَتَا السَّيفِ: وَجْهَاه.

  وأمّا قولُ بشْرٍ:

  رَضِيعةُ صَفْحٍ بالجِبَاهِ مُلِمَّةٌ

  لها بَلَقٌ فَوْقَ الرُّؤوسِ مُشَهَّرُ⁣(⁣٥)

  فهو اسمُ رَجُل من بني كَلْب بنِ وَبْرَة، وله حديثٌ عند العرب. ففي الصّحاح أَنه جَاوَرَ قَوْماً من بني عامِرٍ فقَتَلُوه غَدْراً. يقول: غَدْرَتُكُم بزَيْدِ بن ضَبّاءَ الأَسَديِّ أُخْتُ غَدْرَتِكم بصَفْحٍ الكَلْبيِّ.

  وصَفَحَ كَمَنَعَ: أَعْرَضَ وتَرَكَ، يَصْفَحُ صَفْحاً. يقال: ضَرَبْتُ عن فُلان صَفْحاً، إِذا أَعْرضْتَ عنه وتَرَكْتَه. ومن المَجَاز: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً}⁣(⁣٦) منصوب على المَصْدر، لأَنّ معنَى قوله أَنُعْرِضُ⁣(⁣٧) عنكم الصَّفْحَ، وضَرْبُ الذِّكْرِ رَدُّه وكَفُّه، وقد أَضْرَبَ عن كذا، أَي كَفَّ عنه وتَرَكَه.

  وصَفَحَ عنه يَصْفَح صَفْحاً: أَعْرَضَ عن ذَنْبه. وهو صَفُوحٌ وصَفّاحٌ: عَفَا. وصَفَحْتُ عن ذَنْبِ فُلانٍ، وأَعْرَضْت عنه، فلم أُو أَخِذْه به.

  وصَفَحَ الإِبِلَ على الحَوْضِ إِذا أَمَرَّها عليه إِمراراً.

  وصَفَحَ السَّائِلَ عن حاجتِه يصْفَحه صَفْحاً: رَدَّه ومنعَه.

  قال:

  ومنْ يُكْثِرِ التَّسْآلَ يا حُرَّ لا يَزَلْ

  يُمَقَّتُ في عينِ الصَّدِيقِ ويُصْفَحُ

  كَأَصْفحَه. يقال: أَتاني فُلانٌ في حاجةٍ فأَصْفَحْتُه عنها إِصفاحاً، إِذَا طَلَبَها فَمَنَعْته.

  وفي حديث أُمِّ سَلَمة: «لَعَلَّه وَقَفَ⁣(⁣٨) على بابِكم سائِلٌ فأَصْفَحْتُموه»، أَي خيَّبْتُموه. قال ابن الأَثير: يقال: صَفَحْتُه، إِذا أَعْطيته، وأَصْفَحْتُه، إِذا حَرَمْته. وصَفَحَه بالسّيفِ وأَصْفَحه: ضَرَبَه به مُصْفَحاً كمُكْرَم، أَي بعُرْضِه. وقال الطِّرِمّاح:

  فلمَّا تَناهَتْ وَهْيَ عَجْلَى كأَنّها

  علَى حَرْفِ سَيْفِ حَدُّه غيْرُ مُصْفَحِ


(١) وتروي: مقمل.

(٢) رواية العجز في التكملة:

من القوم إِلا الشحشحان الصرنقح

(٣) في المطبوعة الكويتية: «للصحفين» تحريف.

(٤) الأصل واللسان والصحاح والتهذيب، وفي القاموس بفتح العين.

(٥) اللسان وبهامشه: «بالجباه كذا بالأصل بهذا الضبط وفي ياقوت: الجباة بفتح الجيم ونقط الهاء، والخراسانيون يروونه الجباه بكسر الجيم وآخره هاء محضة، وهو ماء بالشام بين حلب وتدمر.

(٦) سورة الزخرف الآية ٥.

(٧) الأصل واللسان وبهامشه: «كذا بالأصل» أي بأصل اللسان - والصواب: لأن معنى قوله {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} أنعرض عنكم ونصفح (انظر التهذيب).

(٨) الأصل واللسان، وفي النهاية: قام.