تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جهل]:

صفحة 129 - الجزء 14

  وفَعَلْته من جولِه أَي من أَجْلِه وسَبَبِه عن ابنِ عَبَّادٍ وتقدَّمَ شاهِدُه.

  والجَالُ: التُّرْسُ والأَصْلُ والعِزُّ ووِشَاحٌ جائِلٌ وجالٌ أَي سَلِسٌ كلُّ ذلِكَ عن ابنِ عَبَّادٍ. وقالَ الأَزْهَرِيُّ: وِشَاحٌ جائِلٌ وبطانٌ جائِلٌ أَي سَلِسٌ ويقالُ: وِشَاحٌ جالٌ كما يقالُ كبش صائِفٌ وصافٌ.

  والجِيلَالُ: بالكسرِ الفَزَعُ.

  والجَوْلة: الكَلْبَةُ عن ابنِ عَبَّادٍ، قالَ: والمَجَالُ: مَوْضِعُ الجَوَلانِ. ويقالُ لم يَبْقَ مَجَالٌ في الأَمْرِ وهو مجازٌ.

  وامْرَأَةٌ جائِلَةُ الوشَاحَيْن هَيْفاءُ وهو مجازٌ نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ.

  واستجالة السَّحاب أَنْ تَرَاه جائِلاً في السَّماءِ. ويقالُ: اسْتُجِيلَ الرَّبابُ أَي جاءَتْه الريحُ فاسْتَجَالَتْه أَي كَشَفَتْه وقَطَعْته فطَرَدَتْه قالَ أَبُو ذَؤَيْبٍ:

  وهي خَرْجُه فاسْتُجِيلَ الجَهَا ... مُ عنه وغُرِّمَ ماءً صَرِيحاً⁣(⁣١)

  ثَلاثاً⁣(⁣٢) فَلمَّا اسْتُجِيلَ الرَّبا ... بُ واسْتَجْمَعَ الطّفل فيه وشوحاً

  وقالَ ابنُ سِيْدَه: مَعْنَى اسْتُجِيْلَ كُرْكِرَ ومُخِضَ.

  والخَرْجُ: الوَدْقُ. وفي الأَسَاسِ: واسْتَجَلْنا الجَهَامَ أَي رَأَيْنَا الجائِلَ في الأُفُقِ وهو الجَهَامُ لا غَيْر وهو مجازٌ.

  وفي العُبَابِ: يقالُ اسْتَجَالَتِ الخَيْلُ ما مَرَّتْ به أَي كَشَفَتْ.

  وقالَ أَبُو عَمْرٍو: والمُسْتَجَالُ: الذَّاهِبُ العَقْلِ، وأَنْشَدَ لأُمَيَّة الهُذَليُّ يصِفُ حِماراً:

  فَصَاحَ بتعشيرِه وانتحَى ... جَوائلَها وهو كالمُسْتَجَالِ⁣(⁣٣)

  وقيلَ: المُسْتَجَالُ: المُسْتَخِفُّ. يقالُ اسْتَجَاله الشيء فجَالَ.

  وفي الأَسَاسِ اسْتَجَالَتْهُم الشَّيَاطِين صَرَفَتْهم عن الهُدَى إِلى الضَّلالَةِ وأَخَذَتْهم بأَنْ يَجُولُوا مَعَها⁣(⁣٤). وهو جَوَّالٌ وجَوَّالَةُ طَوَّافٌ في البِلادِ.

  وأَجَالُوا الرَّأْيَ فيمَا بَيْنهم أَدَارُوهُ، وهو مجازٌ.

  والجَالُ مُمَالَةٌ ناحِيَةٌ في سَوَادِ مدِينَةِ السَّلامِ عن نَصْرٍ وأَجَالَ السِّهامَ⁣(⁣٥) بَيْن القَوْمِ حرَّكَها، عن ابنِ سِيْدَه. زَادَ الأَزْهَرِيُّ: ثم أَفَاضَ بها في القِسْمَةِ.

  والأَجَاول: مَوْضِعٌ قُرْبَ ودَّان فيه رَوْضَةٌ. وقالَ ابنُ السِّكِّيْتِ: الأجاول⁣(⁣٦) أَبارق بجانِبِ الرَّملِ عن يَمِين كُلْفَى من شَمَالَيْها قالَ كُثَيِّرُ:

  عفاميثُ كُلْفى بعدنا فالأَجاول

  نَقَلَه ياقُوتُ قالَ: وهو جَمْعُ أَجْوَالِ، وأَجْوَال جَمْعُ جَال وفي المُحْكَمِ قالَ زُهَيْر:

  فشَرْقيِّ سَلْمى حَوْضُهُ فَأَجَاوِلُه⁣(⁣٧)

  جَمْع الجَبَل بمَا حَوْله أَو جَعَلَ كلُّ جزءٍ منه أَجْوَل.

  والمِجْوَلُ: كمِنْبَرٍ الغَديرُ لأَنَّ الماءَ يَجُولُ فيه عن ابنِ فارِس⁣(⁣٨).

  والمجولُ: قَدَحٌ ضَخْمٌ من خَشَبٍ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.

  [جهل]: جَهِلَهُ كسمِعَهُ جَهْلاً وجَهالَةً ضِدُّ عَلِمَهُ. وقالَ الحرّالي⁣(⁣٩): الجَهْلُ التقدُّمُ في الأُمُورِ المبهمة بغيرِ عِلْمٍ.

  وقالَ الرَّاغِبُ: الجَهْلُ على ثَلاثَةِ أَضْرُبٍ: الأَوَّلُ هو خُلُوُّ


(١) ديوان الهذليين ١/ ١٣١ برواية: «واستجيل الرباب» وبهامش المطبوعة المصرية: قوله: وغرم وأورده صاحب اللسان في مادة صرح: وكرّم، قال هناك: وأراد بالتكريم التكثير، وقال الجوهري: وكرم السحاب إذا جاء بالغيث».

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: ثلاثاً الخ مقتضاه أن هذا بيت آخر وليس كذلك، وعبارة اللسان: وأورد الأزهري بيت أبي ذؤيب على غير هذا اللفظ فقال: ثلاثا الخ ففي عبارة الشارح سقط» والبيت في اللسان وروايته فيه نقلاً عن الأزهري.

ثلاثاً فلما استجيل الجها ... م عنه وغرم ماء صريحاً

والبيت موجود في قصيدة أبي ذؤيب بعد البيت الشاهد مباشرة وهو بيت آخر، لا كما قال مصحح المطبوعة المصرية، برواية: «الجهام» بدل «الرباب».

(٣) ديوان الهذليين ٢/ ١٧٩ في شعر أمية بن أبي عائذ الهذليين برواية «فطاف».

(٤) زيد في الأساس: واختارتهم لأنفسها.

(٥) التهذيب: السلاح.

(٦) معجم البلدان «أجاول» و «كلفى».

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٦٤ وصدره فيه:

فَرَقْدٌ فصاراتٌ فأكنافُ مَنعِجٍ

(٨) المقاييس ١/ ٤٩٦.

(٩) كذا ولعله الحراني بالنون.