تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[دستج]:

صفحة 368 - الجزء 3

  وانْدَسَجَ الرَّجُلُ وانْسَدَج: انْكَبَّ عَلَى وَجْهِهِ.

  والمُدَّسِجُ، بضمّ فتشديد، كالمُنْتَسِجِ، أَي بمعْنَاه.

  [دستج]: الدَّسْتَجَةُ، بفتح الدّال وسكون السِّين المهملة وقبل الجيم مثنّاة فوقيّة: الحُزْمَةُ والضِّغْثُ، فارسيُّ مُعَرَّبٌ يقال: دَسْتَجَةٌ مِن كَذَا، ج الدَّسَاتِجُ.

  والدَّسْتِيجُ، بكسر المثنّاة الفوقية: آنِيَةٌ تُحَوَّلُ بِاليَدِ وتُنْقَل⁣(⁣١)، فارِسيّ مُعَرَّبُ دَسْتى.

  والدَّسْتِينَجُ بزيادة النون اليَارَقُ، وهو اليَارَجُ⁣(⁣٢)، وسيأْتي.

  [دعج]: الدَّعَجُ، محرَّكةً، والدُّعْجَةُ بالضّمِّ السَّواد، وقيل: شِدَّةُ السَّوَادِ، وقيل: الدَّعَج: شِدَّةُ سَوادِ سَوَادِ العَيْنِ⁣(⁣٣) وشِدَّةُ بَيَاضِ بَياضِها، وقيل: شِدَّةُ سَوَادِهَا مَعَ سَعَتِها، وفي صِفَته «في عَيْنيهِ دَعَجٌ» يريد أَنّ سوادَ عَينيهِ كَانَ شديدَ السَّوادِ، وقيل: إِن الدَّعَجَ عِنْده: سَوَادُ العَيْنِ مع⁣(⁣٤) شِدَّةِ بَيَاضِها، دَعِجَ دَعَجاً، وهو أَدْعَجُ، وهو عامٌّ في كلّ شيْءٍ.

  قال الأَزهريّ: الّذِي قِيلَ في الدَّعَجِ إِنّه شِدَّةُ سَوَادِ [سواد]⁣(⁣٥) العَيْنِ مع شِدَّةِ بيَاضِ بيَاضِهَا خَطَأٌ، ما قاله أَحدٌ غير اللّيثِ⁣(⁣٦).

  عَينٌ دَعْجَاءُ بَيِّنَةُ الدَّعَجِ، وامرأَةٌ دَعْجَاءُ، ورجُلٌ أَدعَجُ بَيِّنُ الدَّعَجِ.

  وفي حديثِ المُلاعَنةِ «إِنْ جَاءَتْ به أَدْعَجَ» وفي رواية «أُدَيْعِج» الأَدْعَجُ: الأَسْوَدُ [ومنه حديث الخوارِجِ «آيَتُهُم رجُلٌ أَدْعَجُ، وقد]⁣(⁣٧) حَملَ الخَطَّابيّ هذا الحديث على سَوادِ الّلونِ جَميعِه، وقال: إِنما تَأَوَّلْنَاه على سَوادِ الجلْد، لأَنه قد رُوِيَ في خَبرٍ آخَرَ «آيَتُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ».

  والدَّعْجَاءُ: الجُنُونُ، وقال شيخُنا فهو مصدرٌ، لأَنّه قد يُبْنَى على فعَلاءَ كالنَّعْمَاءِ.

  ومن المجاز: لَيْلٌ أَدْعَجُ.

  وبَلَغْنَا دَعجاءَ الشَّهْرِ ودَهْمَاءَهُ، الدَّعْجَاءُ: أَوَّلُ المِحَاقِ، وهي لَيْلَةُ ثَمَانِيَةٍ وعِشْرِينَ، والثَانِيَةُ السِّرَارُ، والثَّالثة الفَلْتَةُ⁣(⁣٨)، وهي ليلَة الثّلاثين وقد تقدم في ف ل ت.

  ودُعَيْجٌ كزُبَيْر، عَلَمٌ، قال الأَزهريّ: لَقِيتُ في البادِيَةِ غُلَيِّما أَسْوَدَ كأَنَّهُ حُمَمَةٌ، وكان يُسَمَّى بَصيراً⁣(⁣٩) ويُلَقَّبُ دُعَيْجاً، لشدَّةِ سَوادِه.

  والأَدْعَجُ من الرِّجال: الأَسْوَدُ.

  والمَدْعُوجُ: المَجْنُونُ، أَصابَتْهُ الدَّعْجَاءُ.

  * ومما يستدرك عليه:

  الدَّعْجَاءُ بنتُ هَيْضَمٍ اسمُ امرأَة، قال الشاعر:

  ودَعْجَاءَ قَدْ وَاصَلْتُ فِي بَعْضِ مَرِّهَا ... بِأَبْيَضَ مَاضٍ لَيْسَ مِنْ نَبْلِ هَيْضَمِ

  ومعناه أَنها مَرَّتْ فأَهْوَى لها بسَهْم.

  والدَّعْجاءُ في قولِ ابنِ أَحمرَ: هَضْبَةٌ مَعروفةٌ، عن أَبِي عُبَيدةَ، وهو:

  مَا أُمُّ غُفْرٍ عَلَى دَعْجَاءِ ذِي عَلَقٍ ... يَنْفِي القَرَامِيدَ عَنْهَا الأَعْصَمُ الوَقُلُ

  كذا في الصّحاح واللِّسان، وأَغْفَلَه المصنِّف تقصيراً.

  ويقال: الدَّعَجُ: زُرْقَةٌ في بَياضٍ، نقلَه شيخُنَا، ولم يُتَابَعْ عليه.

  ومن المجاز: لَيْلٌ أَدْعَجُ، وشَفَةٌ دَعْجاءُ، ولِثَةٌ دَعْجَاءُ، قال العجَّاج يَصِف انْفِلاقَ الصُّبْحِ:

  تَسُورُ فِي أَعْجَازِ لَيْل أَدْعَجَا

  أَرادَ بالأَدْعَجِ المُظْلِمَ الأَسْوَدَ، جعلَ اللَّيْلَ أَدْعَجَ لشِدَّةِ سَوادِه مع شِدَّةِ بياضِ الصُّبْحِ.

  ومن المجاز: تَيْسٌ أَدْعَجُ العينينِ والقَرنَيْنِ، قال ذو الرُّمَّةِ يَصِف ثَوراً وَحْشِيّاً وقَرْنَيْه:


(١) عن التكملة، وبالأصل «تنفل».

(٢) بالأصل «البارح» وما أثبت عن التاج مادة يرج.

(٣) في نسخة أخرى من القاموس: «شدة سواد العين».

(٤) النهاية واللسان: في شدة.

(٥) زيادة عن التهذيب.

(٦) يريد أن الصواب أن الدعج: شدة السواد (انظر التهذيب: دعج).

(٧) زيادة عن النهاية.

(٨) في اللسان: «الغلتة» خطأ، وذكرها صواباً في مادة «فلت» وهي آخر ليلة من الشهر، وانظر الصحاح: فلت. ودعج.

(٩) التهذيب: نُصَيراً.