تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ألم]:

صفحة 25 - الجزء 16

  وأُكْمانُ، كعُثْمان: مِن مياهِ نَجْدٍ، عن نَصْر.

  وأُكْمَةُ، بضمٍ فسكونٍ: قرْيَةٌ باليَمامَة بها مَنْبرٌ وسُوقٌ لجعْدَةَ وقُشَيْرُ تَنْزِلُ أَعْلاها.

  وقالَ السكونيُّ: هي مِن قُرَى فلج باليَمامَة لبَنِي جَعْدَةَ كثيرَةُ النَّخْلِ، وفيها يقولُ الهزانيّ⁣(⁣١):

  سَلوا الفَلَجَ العادِيّ عَنَّا وعنكمُ ... وأُكْمةَ إذ سَالَتْ مَدامِعُها دَما⁣(⁣٢)

  وقالَ مصعبُ بنُ الطُّفَيْل القُشَيْريُّ:

  قَواف كالجهَام مُشَرَّدَات ... تُطَالِع أَهْل أَكْمة مِن بَعِيد⁣(⁣٣)

  كذا في المعْجمِ لياقوت.

  وعمارَةُ بنُ أُكَيْمَةَ اللّيْثيُّ، كجُهَيْنَةَ تابِعِيُّ عن أَبي هُرَيْرَةَ، وعنه الزّهْريُّ.

  وعبدُ اللهِ بنُ أُكَيْمَةَ ذَكَرَه في شُرُوحِ مُسْلم.

  ومِن المجازِ: لا تَبُلْ على أَكَمَة، أَي لا تُفْشِ سِرَّ أَمْرِك.

  ورَوَى ابنُ هانئٍ عن زَيْدِ بنِ كَثْوة أَنَّه قالَ: مِن أَمْثالِهم: حَبَسْتُموني ووَرَاء الأَكَمَةِ ما وَرَاءها، يقالُ ذلِكَ عنْدَ الهُزْء بكلِّ مَنْ أَخْبَرَ عن نفْسِه ساقِطاً ما لا يُريدُ إظْهارَه.

  وممَّا يُسَبُّ به: يا بنَ أَحْمَر المَأْكَمَةِ، يُرادُ به حُمْرة ما تَحْتها مِن السَّفلة، كقَوْلِهم: يا بنَ حَمْراء العِجَانِ.

  وأَكِيمٌ، كأَمِيرٍ: جَبَلٌ في شِعْرِ طرفَةَ.

  [ألم]: الَألَمُ، محرَّكةً: الوَجَعُ كالأيْلَمَةِ.

  يقالُ: ما أَجِد⁣(⁣٤) أَيْلَمَةَ ولا أَلَماً، أَي وَجَعاً، قالَهُ أَبو زَيْدٍ.

  وقالَ شَمِرٌ: تقولُ العَرَبُ: لأُبيتَنَّكَ على أَيْلَمَةٍ، ولَأَدَعَنَّ نَوْمَكَ تَوْثاباً، ولُأثئِدَنَّ مَبْرَكَكَ، ولأُدْخِلنَّ صَدْرَكَ غمَّه، كُلُّه في إدْخالِ المشقَّة عليه والشِّدَّةِ، ج أَي جَمْعُ الأَلَم آلامٌ.

  وقد أَلِمَ الرجُلُ، كفَرِحَ، يَأْلَمُ أَلَماً، فهو أَلِمٌ، ككَتِفٍ.

  وأَلِمَ بَطْنُه، مِن بابِ سَفِهَ نفْسَه.

  وقالَ الكِسائيُّ: يقالُ أَلِمْت بطْنَك ورَشِدْت أَمْرَك، أَي أَلِمَ بَطْنُك ورَشِدَ أَمْرُك، وانْتِصابُ قَوْله بَطْنَك عنْدَ الكِسائيّ على التَّفْسير، وهو مَعْرِفَةٌ، والمُفَسرات نَكِرَات، قالَ: ووَجْهُ الكَلامِ أَلِمَ بَطْنُه يَأْلَمُ أَلَماً، وهو لازِمٌ فَحُوِّل فِعْلُه إلى صاحِبِ البَطْنِ، وخَرَجَ مُفَسّراً.

  وتَأَلَّمَ: تَوَجَّعَ.

  وآلَمْتُه إيْلاماً: أَوْجَعْتُه.

  والأليمُ المُؤْلِمُ مِثْلُ السَّمِيع بِمعْنَى المُسْمِع، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لذي الرُّمَّةِ:

  يَصُكُّ خدُودَها وَهَجٌ أَلِيمٌ

  والألِيمُ من العَذابِ: الذي يَبْلُغُ إيجاعُه غايةً البُلوغ، كما في المُحْكَمِ.

  والأَلُومَةُ: اللُّؤْمُ والخِسَّةُ، كما في العُبَابِ.

  وأَلُومَةُ، بِلا لامٍ، ع، في دِيارِ هُذَيْلٍ، قالَ صخرُ الغيِّ الهُذَليُّ:

  هُمُ جَلَبُوا الخَيْلَ من أَلُومَةَ أَو ... من بَطْنِ عَمْقٍ كأَنَّها البُجُدُ⁣(⁣٥)

  وقيلَ: أَلُومَةُ وادٍ لبَنِي حرامٍ من كِنانَةَ قُرْبَ حَلْيٍ، وحَلْيٌ حَدُّ الحِجازِ من ناحِيَةِ اليَمَنِ.

  والأَيْلَمَةُ: الحَرَكَةُ، عن أَبي عَمْرٍو، وأَنْشَدَ لِرِيَاحٍ الدُّبَيْريّ:

  فما سَمِعْتُ بعد تِلْكَ النَّأْمَهْ ... مِنْها ولا مِنْهُ هُنَاك أَيْلَمَهْ⁣(⁣٦)

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ الأَيْلَمَةُ الصَّوتُ، يقالُ: ما سَمِعْتُ له أَيْلَمَةْ أَي صوتاً.


(١) وقيل القحيف العقيلي، قاله ياقوت.

(٢) معجم البلدان وفيه: مدافعُها.

(٣) معجم البلدان وقبله.

إذا ما أهل أكمة ذدت عنهم ... قلوصى ذادهم مالا أذودُ

ففي البيت الشاهد إقواء.

(٤) الأصل والتهذيب والتكملة، وفي اللسان: ما أخذ.

(٥) شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٥٩ واللسان والتهذيب ومعجم البلدان.

(٦) اللسان والتكملة، والتهذيب ولم ينسبه.