[بصط]:
  الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللَّسان وغيرُهما من الأَئِمِّةِ. وقال الصّاغَانِيُّ: إِنه بمَعْنَى عَجِّلْ(١) وأَعْجِلْ قال: وهي لُغَةٌ عِراقِيَّةٌ مُسْتَرْذَلَة مُسْتَهْجَنَةٌ. والعَرَبُ لا تَعْرِفُ ذلِكَ، ولا يُوجَدُ في شَيْءٍ من كُتُبِ اللُّغَة. قلتُ: فإِذَن اسْتِدْراكُه على الجَوْهَرِيِّ من الغَرَابةِ بمَكَانٍ. وإِذَا كانَت العَربُ لا تَعْرِفُه فكيفَ يَذْكُره في كتابه؟ وهو عَجِيبٌ، وكَأَنَّهُ قلَّدَ الصّاغَانِيَّ في ذِكْره إِيّاه.
  * وممّا يُسْتَدْرك عليه:
  إِبْشِيطُ، بالكَسْرِ: قريةٌ من قُرَى الغَرْبِيَّةِ، وإِليهَا نُسِبَ الصَّدْرُ سُلَيْمانُ بنُ عبدِ النّاصِرِ الإِبْشِيطِيُّ الشّافِعِيُّ، ممّن تَفَقَّه عليه الشَّمْسُ الوَفَائِيُّ.
  [بصط]: البَصْطُ، بالصّادِ، كَتَبَه بالحُمْرَة على أَنَّه مُسْتَدْرَكٌ به على الجَوْهَرِيّ، وليس كذلِك، بل ذَكَرَ في «ب س ط» ما نصّه: بَسَطَ الشيءَ: نَشَرَه، وبالصّادِ كَذلِك.
  فإِذَنْ كِتَابَتُه بالحُمْرَةِ محلُّ نَظَرٍ. وهو البَسْطُ، بل في جَمِيعِ ما ذُكِرَ من مَعَانِيهِ في السِّين يَجُوز فيه الصّاد، كما في العُباب. وقُرِئَ. {وَزادَهُ بَسْطَةً}(٢) و {بِمُصَيْطِرٍ}(٣) بالصَّادِ والسِّينِ. وأَصْلُ صادِهِ سِينٌ قلِبَت مع الطّاءِ صاداً لقُرْبِ مَخَارِجِهَا، كما في اللِّسانِ.
  [بطط]: بَطَّ الجُرْحَ وغَيْرَه، مثل الصُّرَّة وغَيْرِها، يَبُطُّه بَطّاً: شَقَّه، وكَذلِك بَجَّه بَجّاً، وفي الحَدِيثِ «أَنَّه دَخَلَ على رَجُلٍ به وَرَمٌ فما بَرِحَ حتَّى بُطَّ» أَي شُقَّ.
  والمِبَطَّةُ، بالكَسْرِ: المِبْضَعُ الذِي يُشَقُّ به الجُرْحُ.
  والبَطَّةُ بلُغَة أَهْلِ مَكَّة: الدَّبَّةُ، لأَنّهَا تُعْمَلُ على شَكْل الْبَطَّةِ من الحَيَوان، قاله اللَّيْثُ، أَو إِناءٌ كالقارُورَةِ يُوضَع فيه الدُّهْنُ وغَيْره.
  والبَطَّةُ: وَاحِدَةُ البَطِّ للإِوَزِّ يُقَال: بَطَّةٌ أُنْثَى، وبَطَّةٌ ذَكَرٌ، الذَّكَر والأَنْثَى في ذلِكَ سواءٌ، أَعْجَمِيٌّ مُعرَّب، وهو عند العَرَب الإِوَزُّ، صِغَارُه وكِبارُه جَمِيعاً. قال ابنُ جِنِّي: سُمِّيَت بذلِك حِكَايَةً لأَصْواتِهَا، وفي العُباب: البَطُّ من طَيْرِ الماءِ، قال أَبُو النَّجْمِ:
  كثَبَجِ البَطِّ نَزَا بالبَطِّ
  الوَاحِدةُ بَطَّةٌ، ولَيْسَت الهاءُ للتَّأْنِيثِ، وإِنَّما هي لوَاحِدٍ من جِنْسٍ، مثلُ: حَمَامَةٍ، ودجَاجَةٍ، وجَمْعُه بِطَاطٌ، قال رُؤْبَةُ:
  أَو نَطْبَكَ السَّفُّودَ في البِطَاطِ(٤)
  والتَّبْطِيطُ: التِّجَارَةُ فيه، أَي في البَطِّ(٥).
  والبَطْبَطَةُ: صَوْتُهُ؛ أَي البَطّ، وبِه سُمِّيَ، كما تَقَدَّمَ عن ابْنِ جِنِّي.
  أَوْ البَطْبَطَةُ غَوْصُه في الماءِ.
  والبَطْبَطَة: ضَعْفُ الرَّأْيِ، نقله الصّاغَانِيّ: وقالَ سِيبَوَيْه: إِذا لَقَّبْتَ مُفْرَداً [بمُفْرَدٍ](٦) أَضَفْتَه إِلَى اللَّقَبِ، وذلِكَ قَوْلُكَ: هذَا قَيْسُ بَطَّةَ، وهو لَقَبٌ، جَعَلْتَ بَطَّةَ معرفةً؛ لأَنَّك أَرَدْتَ المَعْرِفَةَ التي أَرَدْتَها إِذا قُلْتَ هذَا سَعِيد. ولو نَوَّنْتَ بَطَّةَ صار سعيدٌ نَكِرَةً ومَعْرِفَةً بالمُضَافِ إِليه، فيَصِيرُ بَطَّةُ هاهنا كأَنَّه كانَ مَعْرِفةً قبلَ ذلِكَ ثُمَّ أُضِيفَ إِليه، وقالُوا: هذا عبدُ الله بَطَّةُ يا فَتَى، فجَعَلُوا بَطَّةَ تابعاً للمُضافِ الأَوَّل. قال سِيبَوَيْه: فإِذا لَقَّبْتَ مُضَافاً بمُفْرَدٍ جَرَى أَحَدُهما على الآخَرِ كالوَصْفِ، وذلِكَ قولُك: هذَا عَبْدُ اللهِ بَطَّةُ يا فَتَى.
  والبَطِيطُ، كأَمِيرٍ: العَجَبُ، والكَذِبُ، ولا يُقَالُ منه فِعْلٌ، كما في الصّحاحِ، يُقَال: جَاءَ بأَمْرٍ بَطِيطٍ، أَي عَجِيب، قال الشّاعِرُ:
  أَلَمَّا تَعْجَبِي وتَرَيْ بَطِيطاً ... من اللاّئِينَ في الحِقَبِ الخَوَالِي
  هكَذَا أَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ(٧). وقال اللَّيْثُ: البَطِيطُ بلغة أَهل العِرَاق: رَأْسُ الخُفِّ، يُلْبَسُ. وقال كُرَاع: البَطِيطُ عند العَامَّةِ خُفٌّ مقطوعٌ، قدَمٌ بِلا ساقٍ، قال أَبُو حِزَامٍ العُكْلِيُّ:
  بَلَى زُؤُداً تَفَشَّغَ في العَوَاصِي ... سأَفْطِسُ منه لا فَحْوَى البَطِيطِ
(١) الذي في التكملة: ابْشُطْ يريدون اعْجَلْ، وبَشِّطْ يريدون عجِّلْ.
(٢) من الآية ٢٤٧ من سورة البقرة.
(٣) من الآية ٢٢ من سورة الغاشية ونص الآية: «لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ».
(٤) كذا بالأصل، والرجز للعجاج ديوانه / ٣٦ وروايته أو نطمك السفود.
(٥) في التكملة: وتبطبط: إذا تجر في البط.
(٦) زيادة عن اللسان.
(٧) الجمهرة ١/ ٣٤.