تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[جحبر]:

صفحة 170 - الجزء 6

  وعَيْنٌ جَحْرَاءُ: غائِرَةٌ مُتَجَحِّرةٌ، وفي بعض النُّسَخ: مُنْجحِرةٌ في نُقْرتِهَا⁣(⁣١). وفي الحديث في صِفَة الدَّجّال: «ليستْ عَيْنُه بناتِئَةٍ ولا جَحْرَاءَ»، قال الأَزهريُّ: هي بالخاءِ المُعْجَمة وأَنكر الحاءَ وسيأْتي.

  وأَجْحَرْتُه إِلى كذا: أَلْجَأْتُه.

  والمُجْحَرُ: المُضْطَرُّ المُلْجَأُ، وأَنشدَ:

  يَحْمِي المُجْحَرِينَا

  ومِن المَجَاز: أَجْحَرتِ النُّجُومُ، أَي نُجُومُ الشِّتَاءِ، إِذا لم تُمْطِر، قال الرّاجز:

  إِذَا الشِّتَاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُه ... واشتدَّ في غَيْرِ ثَرىً أَزُومُهُ

  كذا في التَّهْذِيب.

  ومن المجاز: أَجْحَرَ القَوْمُ إِذا دخَلُوا في القَحْط والشِّدَّة.

  وبَعِيرٌ جُحَارِيَةٌ، كعُلَابِطَةٍ، أَي مُجْتَمِعُ الخَلْق تامُّه، نقَلَه الصغانيّ.

  والجَوَاحِرُ: الدَّواخِلُ في الجِحَرةِ والمَكامِنِ.

  والجَواحِرُ: المُتَخلِّفَاتُ مِن الوَحْش وغيرِها، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  فأَلْحَقَنَا بالهَادِيَاتِ ودُونَه ... جَواحِرُها في صرَّةٍ لم تَزَيَّلِ

  وقيل: الجاحِرُ من الدَّوابِّ وغيرهما: المتخلِّف الذي لم يَلْحَق، ومنه: جَحَرَ فلانٌ تَخَلَّف.

  والجَحْرَمَةُ: الضِّيقُ، وسُوءُ الخُلُقِ، والمِيمُ زائدةٌ، فهي فَعْلَمةٌ، وصرَّحَ بذلك الجوهريُّ وابنُ القَطّاع وغيرُهما، وقد أَعاده المصنِّف في الميم أَيضاً، ولم يُنَبِّه على زيادةِ الميم، فلْيُنْظَرْ.

  والمَجْحَرُ: المَلْجَأُ والمَكْمَنُ. ومَجاحِرُ القَومِ: مَكَامِنُهم. وفي الأَساس: ومِن المَجاز: دَخَلُوا في مَجَاحِرهِم، أَي مَكَامِنِهم.* وممّا يُسْتَدْرَكَ عليه: الجُحْرَانُ، كعُثْمَانَ: اسمٌ للفَرْجِ خاصَّةً؛ جيءَ فيه بالأَلف والنُّون تَمْيِيزاً له عن غيرِه من الجِحَرَةِ، قالَه ابن الأَثير، وعليه خُرِّجَ الحديثُ المَرْوِيُّ عن السّيِّدةِ عائشةَ ^ «إِذا حاضَتِ المرأَةُ حَرُمَ الجُحْرَانُ» ورَواه بعضُ الناسِ بكسر النُّون على التَّثْنِيَةِ؛ يُريدُ الفَرْجَ والدُّبُرَ، ومعناه أَنّ أَحدَهما حرامٌ قبلَ الحيضِ، فإِذا حاضتْ حَرُمَا جميعاً، وذَكَرَه الزمخشريُّ في المَجاز، وقال: حَرُمَ الجُحْرَانِ؛ أَي اجتمعَ الاثْنَانِ في الحُرْمةِ: قال: ومنه أَيضاً: حَصِّنِي جُحْرَكِ.

  ومِن المَجاز أَيضاً: أَجْحَرَهم الفَزَعُ، وأَجْحَرَتِ السَّنَةُ الناسَ: أَدْخَلَتْهم في المَضايِق.

  [جحبر]: الجِحِنْبارُ أَهملَه الجوهريُّ، وقال أَبو حاتم: هو بكسرِ الجيمِ والحاءِ المُهملَة⁣(⁣٢). قلتُ: ورُوِيَ إِعجامُها في كتاب العَيْن: نَبْتٌ.

  وعن الفَرّاءِ: الجِحِنْبارُ: الرَّجلُ الضخْمُ، وأَنشدَ:

  فهو جِحِنْبَارٌ مُبِينُ الدَّعْرَمَهْ⁣(⁣٣)

  والجِحِنْبَارُ: العَظِيمُ الخَلْقِ مِن الرِّجال، قالَه أَبو مِسْحَلٍ في نَوادِره، أَو هو العَظِيمُ الجَوْفِ الواسِعُه، قال الصَّاغَانيُّ: وهذا أَشْبَهُ؛ لأَنّ سِيبَوَيْهِ جَعَلَه صِفَةً.

  أَو هو القَصِيرُ القامَةِ المُجْفَرُ الواسِعُ الجَوْفِ، كالجِحِنْبارَةِ، بالهَاءِ، ويُضَمّانَ، واقتصرَ في العَيْن على القَصير من الرِّجال.

  والجَحَنْبَرةُ: المرأَةُ القَصيرَةُ، عن أَبي عَمْرو.

  [جحدر]: الجَحْدَرُ: الرجلُ الجَعْدُ القَصيرُ، والأُنْثَى جَحْدَرَةٌ.

  وجَحْدَرهُ جَحْدَرَةً: صرَعه ودَحْرَجَه، وهو مَقْلُوبُه كجَحْدَلَه، نقلَه الصَّاغانيُّ.

  وتَجَحْدَرَ الطائرُ مِن وَكْره، إِذا تَدَحْرَجَ، أَي تَحَرَّكَ فطارَ، عن الصَّاغانيُّ.


(١) وهي عبارة اللسان.

(٢) قيدها في التكملة: على فِعِنْلَالٍ.

(٣) ورد الشاهد وقول الفراء في اللسان في مادة (حجنبر).