تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هقى]:

صفحة 338 - الجزء 20

  وفي الصِّحاح والأساس: هَوافِي النّعَم مِثْلُ الهَوامِي.

  والهَفاءَةُ⁣(⁣١)، بالفتحِ والمدِّ: المَطْرَةُ لا النَّظْرَةُ؛ وغَلِطَ الجَوْهري؛ هكذا في نسخِ الصِّحاح المَضْبوطَةِ، وفي هامِشِها المَطْرَةُ تَصْحِيح بَعْض المُقَيّدين.

  قال الصَّاغاني: أَخَذَه الجَوْهرِي من كتابِ ابنِ فارِسَ ولم يَضْبِطْه ابنُ فارِسَ فتَبِعَه الجَوْهرِي، وهو تَصْحِيفٌ والصَّوابُ الهَفاءَةُ: كما حُكِي عن أَبي زيْدٍ.

  وقال أبو زيْدٍ: الهَفاءَةُ نحوٌ من الرِّهْمةِ، جَمْعُها الهَفاءُ.

  قالَ العَنْبري: أَفاءٌ وأَفاءَةٌ.

  وقالَ النَّضْر: هي الهَفاءَةُ والأفاءَةُ والسُّدُّ والسَّماحِيقُ والجِلْبُ والجُلْبُ؛ وقيلَ: إنَّ الهَمْزةَ بدلٌ مِن الهاءِ.

  وقال أَبو سعيدٍ: الهَفاءَةُ خَلَقَةٌ تَقْدُمُ الصَّبِيرَ، ليسَتْ مِن الغَيْم في شيءٍ غَيْر أنَّها تَسْتُرُ الصَّبِيرَ، فإذا جاوَزَتْ⁣(⁣٢) فذلكَ الصَّبِير، وهو أعْناقُ الغَمامِ السَّاطِعةِ في الافُقِ، ثم يَرْدُفُ الصَّبِيرَ الحَبيٌّ، وهو رَحَى السَّحابَة، ثم الرَّبابُ تحْتَ الحَبيِّ، وهو الذي يَقْدُم المَاء، ثم رَوادِفُه بعدَ ذلكَ؛ وأنْشَدَ:

  ما رَعَدَتْ رَعْدَةً ولا بَرَقَتْ ... لكِنَّها أَنْشَأَتْ لنا خَلَقَهْ

  فالماءُ يَجْرِي ولا نِظامَ لهُ ... لو يَجِدُ الماءُ مَخْرَجاً خَرَقَهْ⁣(⁣٣)

  والأَهفاءُ: الحَمْقَى من النَّاسِ.

  وهَافاهُ: مايَلَه إلى هَواهُ؛ كِلاهُما عن ابنِ الأعْرابي.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ للظَّلِيمِ إذا عَدَا: قد هَفَا.

  ويقالُ الألِفُ الليِّنَةُ هافِيَةٌ في الهواءِ؛ وهو مجازٌ. وَهَفَا القَلبُ خَفَقَ.

  وهَفَتِ الرِّيحُ بالمَطَرِ: طَرَدَتْهُ؛ والاسْمُ الهَفاءُ، مَمْدودٌ؛ ومنه قولُ الراجزِ:

  يا رَبِّ فَرِّقْ بَيْنَنا يا ذَا النِّعَمْ ... بشَتْوةٍ ذاتِ هَفاء ودِيَمْ⁣(⁣٤)

  والهَفاءُ: الغَلَطُ والزَّلَلُ؛ ومنه قولُ أَعْرابيٍّ وقد خَيَّرَ امْرأَتَه فاخْتَارَتْ نَفْسَها:

  إلى الله أَشْكُو أنَّ مَيَّا تَحَمَّلَتْ ... بعَقْلِيَ مَظْلوماً ووَلَّيْتُها الأَمْرَا

  هَفاء مِن الأَمْرِ الدَّنِيءِ ولم أُرِدْ ... بها الغَدْرَ يَوْماً فاسْتَجازَتْ بيَ الغَدْرَا⁣(⁣٥)

  والهَوافِي: مَوْضِعٌ بأرْضِ السَّواد؛ ذَكَرَه عاصِمُ بنُ عَمْرٍو والتَّمِيمِيُّ وكَان فارِساً مع جَيْشِ أَبي عُبيد الثَّقفي فقالَ:

  قَتَلْناهُم ما بينَ مَرْج مُسَلّجٍ ... وبينَ الهَوافِي مِن طرِيقِ البَذَارِق⁣(⁣٦)

  والهَفْوُ: الجُوعُ؛ والذَّهابُ في الهَواءِ.

  وهَفَتْ هافِيَةٌ مِن الناسِ: أَي طَرَأَتْ عن جَدْبٍ.

  ورجُلٌ هَفاةٌ: أَحْمَقٌ.

  وهَفَا القَلْبُ مِن الحُزْنِ أَو الطَّرَبِ: اسْتُطِيرَ؛ نقلَهُ الزَّمَخْشري.

  [هقى]: و، كذا في النسخِ والصَّوابُ أنْ يُكْتَبَ الياء.

  هقا الرَّجُلُ هَقْياً: أَهْملهُ الجَوْهرِي.

  وفي المُحْكم: إذا هَذَى فأَكْثَرَ، وكَذلكَ هَرَفَ يَهْرِفُ؛ وأنْشَدَ:

  لو أنَّ شَيْخاً رَغِيبَ العَيْنِ ذا أَبَلٍ ... يَرْتادُه لمَعَدٍّ كُلِّها لَهَقَا


(١) في القاموس: «والهَفاةُ» ومثله في الصحاح.

(٢) في التهذيب: «بَدَا لك».

(٣) اللسان والتهذيب بدون نسبة.

(٤) اللسان.

(٥) اللسان.

(٦) معجم البلدان «الهوافي».