تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وطن]:

صفحة 576 - الجزء 18

  وقَلِقَ وَضِينُها: أي بُطانُها هُزالاً. وفي حدِيثِ عليٍّ، كَرَّمَ اللهُ تعالى وَجْهَه: «إنَّكَ لَقَلِقُ الوَضِينِ»، أَرادَ أَنَّه سَرِيعُ الحَرَكَةِ، يَصِفُه بالخِفَّةِ وقلَّةِ الثَّباتِ كالحِزامِ إذا كانَ رِخْواً.

  ويُرْوَى أنَّ ابنَ عمْرو⁣(⁣١)، رضِيَ اللهُ تعالى عنهما، لمَّا انْدَفَعَ من جَمْعٍ أَنْشَدَ:

  إليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها ... مُعْتَرِضاً في بطنِها جَنِينُها

  مُخالفاً دِينَ النَّصارَى دِينُها⁣(⁣٢)

  أَرادَ أَنَّها قد هزلَتْ ودَقَّتْ للسَّيْرِ عليها. قالَ ابنُ الأثيرِ: أَخْرَجَه الهَرَويُّ والزَّمَخْشريُّ عن ابنِ عُمَرَ، رضِيَ اللهُ تعالى عنهما، وأَخْرَجَه الطّبرانيُّ في المعْجمِ عن سالِم عن أَبيهِ أنَّ رسُولَ اللهِ ، أَفاضَ مِن عَرَفات وهو يقولُ:

  إليك تَعْدُو قَلِقاً وَضِينُها

  والمَوْضُونَةُ: الدِّرْعُ المَنْسوجَةُ؛ عن شَمِرٍ.

  أَو المُقاربَةُ النَّسْجِ المُداخَلَةُ الحِلَقِ بعضُها في بعضٍ مِثْل المَرْضُونَةِ؛ قالَ الأعْشى:

  ومن نَسْجِ داوعدَ مَوْضونَة ... يُساقُ بها الحَيُّ عِيراً فعِيرا⁣(⁣٣)

  أَو المَنْسوجَةُ حَلْقَتَيْنِ حَلْقَتَيْنِ؛ نَقَلَهُ الزَّمَخْشرِيُّ.

  أَو المَنْسوجَةُ بالجَواهِرِ.

  وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ: تَوَضَّنَ الرَّجُلُ: تَذَلَّلَ.

  وقالَ غيرُهُ: اتَّضَنَ اتَّصَلَ.

  والمِيضانَةُ، بالكسْرِ: القُفَّةُ، وهي المَرْجونَةُ؛ نَقَلَه سَلَمَة عن الفرَّاءِ. والمِيضَنَةُ، كالجُوالِقِ تُتَّخَذُ مِن الخُوصِ، ج مَواضِينُ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الوَضْنُ: نَسْجُ السَّرِيرِ بالدرِّ والثِّيابِ.

  وسَريرٌ مَوْضونٌ: مُضاعَفُ النَّسْجِ؛ ومنه قَوْلُه تعالى: {عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ}⁣(⁣٤).

  والوُضْنَةُ، بالضمِّ: الكُرْسِيُّ المَنْسوجُ.

  والتَّوَضُّنُ: التَّحَبُّبُ، عن ابنِ الأعْرابيّ.

  والوَضِينُ بنُ عطاءِ الخزاعيُّ الدِّمَشْقيُّ عن خالِدِ بنِ معدان وعطاء، وعنه بقيةُ والوليدُ، ماتَ سَنَة ١٤٩.

  [وطن]: الوَطَنُ، محرّكة ويُسَكَّنُ تَخْفِيفاً لضَرُورَةِ الشِّعْرِ؛ كما قالَ رُؤْبَة:

  أَوْطَنْتُ وَطْناً لم يكُنْ من وَطَني ... لو لم تَكُنْ عاملَها لم أَسْكُنِ⁣(⁣٥)

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الذي في شِعْرِ رُؤْبَة:

  أَوْطَنْتُ أَرْضاً لم تَكْنُ من وَطَني

  قُلْتُ: فسَقَطَ الاحْتِجاجُ به.

  مَنْزلُ الإقامَةِ⁣(⁣٦) مِن الإنْسانِ ومَحَلُّه.

  وأَيْضاً: مَرْبَطُ البَقَرِ والغَنَمِ الذي تأْوي إليه؛ وهو مجازٌ؛ ج أَوْطانٌ، قالَ الأخْطَلُ:

  كما تَكُزّ إلى أَوْطانِها البَقَرُ⁣(⁣٧)

  ووَطَنَ به يَطِنُ وَطناً وأَوْطَنَ: أَقامَ؛ الأخيرَةُ أَعْلَى.

  وأَوْطَنَهُ إيطاناً ووَطَّنَهُ تَوْطِيناً، واسْتَوْطَنَه إذا اتَّخَذَهُ وَطَناً،


(١) في اللسان: ابن عمر.

(٢) اللسان.

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٩٨ برواية: «تساق مع الحي» والمثبت كرواية اللسان.

(٤) الواقعة، الآية ١٥.

(٥) ديوانه ص ١٦٣، واللسان والصحاح وبعدهما:

بها ولم أرجن بها في الرجن

قال ابن بري، الذي في شعر رؤبة:

كيما ترى أهل العراق أنني ... أوطنت أرضاً لم تكن من وطني

(٦) على هامش القاموس عن نسخة: كالمَوْطِنِ.

(٧) اللسان وصدره:

(كروا إلى حرّتيكم تعمرونها ... كما تكرّت ...