تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خدل]:

صفحة 194 - الجزء 14

  [خدل]: الخَدْلُ: العَظيمُ المُمْتَلِئُ الساقِ والذّرَاعِ. وقَدْ خَدِلَ خَدالةً، ومنه قَوْلُ ابن أَبي عَتِيقٍ: إِذا أَنا بامرْأَةٍ تَحْمِلُ غُلاماً خَدْلاً.

  وقيلَ: هو الضِّخمُ، ويقالُ: مُخَلْخَلُها خَذْلٌ أَي ضَخْمٌ.

  وساقٌ خَدْلَةٌ بَيِّنَةُ الخَدَلِ محرَّكةً، والخَدَالَةِ والخُدُولَةِ بالضمِ، وقَدْ خَدِلَتْ كفَرِحَ أَي مُمْتَلِئَةٌ.

  وفي التَّهْذِيبِ: خَدَالَةُ السَّاقِ: اسْتِدَارتُها كأَنَّها طُوِيَتْ طَيّاً.

  والخَدْلَةُ: بالفتحِ وتُكَسْرُ دالَه هي المرأَةُ الغَليظَةُ السَّاقِ المُسْتَديرَتُها ج خِدالٌ بالكسرِ؛ ويقالُ أَيْضاً سوقٌ خِدَالٌ، قالَ ذُو الرُّمَّةِ:

  رخيماتُ الكلامِ مبطناتُ ... جَواعلُ في البُرَى قَصَباً خِدَالاً⁣(⁣١)

  أَو مُمْتَلِئَةُ الأَعْضَاءِ لَحْماً في دِقَّةِ عِظامٍ كالخَدْلاءِ.

  والخِدْلِمِ كزِبْرِجٍ والمِيْمُ زائِدٌ قالَ:

  ليْسَتْ بكَرْواء ولكن خِدْلِمِ ... ولا بزَلّاء ولكن سُتْهُمِ⁣(⁣٢)

  وقالَ أَبُو حاتِمٍ: الخَدْلَةُ: الحَبَّةُ الضَّئيلَةُ من العِنَبِ وهي الصَّغيرَةُ القَمِيئَةُ من آفةٍ أَو عَطَشٍ.

  وفي المَحْكَمِ: الخَدْلَةُ: السَّاقُ من شَجَرَةِ الصَّابِ ويُضَمُّ، والصَّابُ: ضَرْبٌ من الشَّجَرِ المُرِّ، والتَّرْكِيبُ يدلُّ على الدِّقَةِ واللِّينِ.

  [خدفل]: الخَدافِلُ: أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ.

  وقالَ أَبُو عَمْرو بنُ العَلاءِ: هي المعاوذ⁣(⁣٣) قالَ أَبُو الهَيْثَمِ: بِلا واحِدٍ، قالَ: وفي المَثَلِ:

  وغَرَّني بُرْدَاكَ من خَدَافِلي

  يُضْرَبُ فيمَنْ⁣(⁣٤) ضَيَّعَ شَيْئَهُ طَمَعاً في شيءِ غَيْرِهِ.

  وفي العُبَابِ: ما له طَمَعاً في مالِ غيرِه. قالَتْه امرأَةٌ رأَتْ على رجُلٍ بُرْدَيْنِ فَتَزَوَّجَتْهُ طامعَةً في يَسارِه فأَلْفَتْهُ مُعْسِراً: أَو بُرْدَاكِ بكسرِ الكافِ قالَهُ رَجُلٌ اسْتَعارَ من امرأَةٍ بُرْدَيْها فَلَبِسَهُما ورَمَى بخُلْقانٍ كانتْ عليه فجاءَتْ المرأَةُ تَسْتَرْجِعُ بُرْدَيْها، فقالَ الرجُل ذلِكَ.

  وخَدْفَلَ الرجُلُ لَبِسَ قَميصاً⁣(⁣٥) خَلَقاً كما في العُبَابِ.

  [خذل]: خَذَلَه وخَذَلَ عنه خَذْلاً بالفتحِ وخِذْلاناً بالكسرِ نُصْرَتَهُ، قالَ اللهُ تعالَى: {وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ}⁣(⁣٦) وخِذلانُ الله العَبْدَ إِنْ لا يَعْصِمَه، زَادَ الأَزْهَرِيّ: من السَّيئةِ فيَقَعَ فيها فهو خاذِلٌ.

  وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ: رجُلُ خُذَلَةٌ كهُمَزَةٍ أَي خاذِلٌ لا يَزَالُ يَخْذُل.

  وخَذَلَتْ الظَّبْيَةُ وغيرُها كالبَقَرةِ وغيرِها من الدَّوابِ تَخَلَّفَتْ عن صَواحِبِها وانْفَرَدَتْ أَو تَخَلَّفَتْ فلم تَلْحَقْ فهي خاذِلٌ وخَذولٌ.

  وقالَ الأَصْمَعِيُّ: إِذا تَخَلَّفَ الظَّبيُ عن القَطِيعِ قيلَ: قد خذل قال طرفَةُ:

  خَذُولٌ تُرَاعِيَ رَبرباً بخَمِيلة ... تَنَاوُلُ أَطرافَ البَريرِ وتَرتَدِي⁣(⁣٧)

  ويقالُ أَيْضاً: خَذَلَت الظَّبْيَةُ، وفي العُبَابِ: الوَحْشِيَّة إِذا أَقامَتْ على وَلَدِها، ويقالُ: هو مَقْلوبٌ لأَنَّها هي المَتْرُوكَةُ كأَخْذَلَتْ وتَخاذَلَتْ فهي خاذِلٌ ومُخْذِلٌ.

  وقالَ اللَّيْثُ: الخاذِلُ والخَذُولُ من الظِّباءِ والبَقَرِ التي تَخْذُلُ صَوَاحِباتِها في الرَّعْي تَنْفُرُ مَعَ وَلَدِها، وقد أَخْذَلَها وَلَدُها قالَ الأزْهَرِيُّ هكذا رَأَيْته في النسخةِ: وتَنْفُر، والصوابُ وتَتَخَلَّفُ مَعَ وَلَدِها، وقيلَ تَنْفَردُ مَعَه، كذا رَوَى أَبُو عُبَيْدٍ عن الأَصْمَعِيِّ.

  والخَذولُ: الفَرَسُ التي إِذا ضَرَبَها المَخاضُ لم تَبْرَحْ من مكانِها، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.

  وتَخاذَلَتْ رِجْلاهُ أَي الشيْخُ إِذا ضَعُفَتا من عاهَةٍ أَو غيرِ ذلِكَ، قالَ جعفرُ بنُ علية:


(١) ديوانه ص ٤٣٣ والأساس وعجزه في التهذيب واللسان.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) في القاموس واللسان والتكملة: المعاوزُ.

(٤) في القاموس: «لمن».

(٥) في التكملة: خميصاً.

(٦) آل عمران الآية ١٦٠.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ٢١، من معلقته، والمقاييس ٢/ ١٦٥ وصدره في اللسان. والتهذيب.