تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الضاد المعجمة مع السين

صفحة 332 - الجزء 8

فصل الصاد المهملة مع السين

  [صفقس]: صَفَاقُسُ، بفَتْحِ الصّادِ، وقد يُكْتَبُ بالسِّينِ أَيضاً⁣(⁣١)، وضَمِّ القافِ قد أَهْمَلَه الجماعَةُ، وهو: د، بأَفْرِيقِيَّةَ على ساحِلِ البَحْر، شُرْبُهُم مِن الآبارِ، ومنه أَبُو البَرَكاتِ مُحَمَّدُ بنُ محمَّد بن حُسَيْنِ بنِ عبدِ السّلامِ بن عَتِيقٍ الصَّفَاقُسِيُّ الإِسْكَنْدَرِيُّ، عن شيوخ الذَّهَبِيّ، ولد سنة ٦٢٠، وأَخُوه أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى، وقد حَدَّثَا عن جَدِّهِمَا، عن السِّلَفِيّ.

فصل الضاد المعجمة مع السين

  [ضبس]: ضَبِستْ نَفْسُه، كفَرِحَ: لَقِسَتْ وخَبُثَتْ، نَقَلَه ابنُ القَطَّاعِ، إِلاّ أَنَّه قالَ: ضَبِسَ الرَّجُلُ: لَقِسَتْ نَفْسُه.

  والضَّبِسُ، ككَتِفٍ: الشَّكِسُ الشَّرِسُ الخُلُقِ العَسِرُ من الرِّجالِ، كالضَّبِيسِ، كأَمِيرٍ: وقد ضَبِسَ ضَبَاسَةً.

  وقال أَبو عَدْنَانَ: الضَّبِسُ في لغةِ قَيْسٍ: الدَّاهِيَةُ، وفي لُغَةِ طَيِّءٍ: الخَبُّ. وفي التَّكْمِلَة: تَمِيم⁣(⁣٢)، بدَل طَيءٍ.

  وهو ضِبْسُ شَرٍّ، بالكَسْرِ، وضَبِيسُهُ، كأَمِيرٍ، أَي صاحِبُه، الأَخِيرَةُ نَقَلَهَا الصّاغَانِيُّ.

  والضَّبِيسُ، كأَمِيرٍ: الثَّقِيلُ البَدَنِ والرُّوحِ، ونَصُّ أَبِي عَمْرٍو: الضِّبْسُ، بالكَسْر، وكذا رواه شَمِرٌ، ونقلَهُ عنه الصّاغَانِيُّ.

  والضَّبِيسُ: الجَبَانُ كذا فِي المُحْكَمِ.

  والضَّبِيسُ: الأَحْمَقُ الضَّعِيفُ البَدَنِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ، ونَصُّه: الضِّبْسُ، بالكَسرِ، كذا في التَّهْذِيب، وضَبَطَه الصّاغَانِيُّ هكذا، وصحَّحَهُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ أَيضاً.

  والضَّبْسُ بالفَتْح: الإِلْحَاجُ على الغَرِيم، يُقَال: ضَبَسَ عليه إِذا أَلَحَّ.

  * ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه:

  الضَّبْسُ، بالفتح: البَخِيلُ، كذا في المُحْكَمِ.

  والضَّبِسُ والضَّبِيسُ، ككَتِفٍ وكأَمِيرٍ: الحَرِيصُ.

  والضَّبِيسُ: القليلُ الفِطْنَةِ الذي لا يَهْتَدِي لِحِيلَةٍ.

  والضِّبْسُ، بالكَسْر، لغة في الضَّبِسِ، ككَتِفٍ، بمعنَى الحَبِّ والدَّاهِيَةِ، ومنه قَوْلُ عُمَرَ للزُّبَيْرِ ®:

  «إِنَّهُ لَضَرِسٌ ضَبِسٌ». وقال الأَصْمَعِيُّ في أَرْجُوزةٍ له:

  الجَار يَعْلُو حَبْلَه ضِبْسٌ شَبِثْ

  وقالَ ابنُ القَطَّاعِ: ضَبِسَ الرجُلُ ضَبَاسَةً: قَلَّ خَيْرُه.

  وأَحْمَدُ بنُ عبدِ المَلِكِ بنِ مُحَمَّدٍ الضُّبَاسِيُّ، بالضَّمّ، كانَ فَقِيهاً، دَرَّسَ بجامِع عَمِق⁣(⁣٣)، بعدَ أَخِيهِ، ذكَرَهُ ابنُ سَمُرةَ في تارِيخِ اليَمَنِ.

  [ضرس]: الضَّرْسُ، كالضَّرْب: العَضُّ الشَّدِيدُ بالأَضْرَاسِ، وفي التّهْذِيب: بالضِّرْس⁣(⁣٤)، وضَرَسَه يَضْرِسُه ضَرْساً: عَضّهُ.

  والضَّرْسُ: اشْتِدَادُ الزَّمَانِ وعَضُّه، يقال: ضَرَسَهُم الزَّمَانُ وضَرَّسهم، وهو مَجَازٌ، كما في الأَساسِ.

  ومِن المَجَازِ: الضَّرْسُ: صَمْتُ يَوْمٍ إِلى اللَّيْلِ، ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبّاسٍ، ® «أَنَّهُ كَرِهَ الضَّرْسَ» وأَصْلُه من العَضِّ، كأَنَّهُ عَضَّ على لِسَانِه فصَمَتَ.

  وعن أَبي زَيْدٍ: الضَّرْسُ: أَن يُفْقَرَ⁣(⁣٥) أَنْفُ البَعِيرِ بِمَرْوَةٍ ثمّ يُوضَعَ عليه وَتَرٌ أَو قِدُّ لُوِيَ على الجَرِيرِ لِيُذَلّلَ بِه، يُقَال: جَمَلٌ مَضْرُوسُ الجَرِيرِ، وأَنْشَدَ:

  تَبِعْتُكُمُ يا حَمْدَ حتَّى كأَنَّنِي ... بِحُبِّكِ مَضْرُوسُ الجَرِيرِ قَؤُودُ

  وفي المُحْكَم: الضَّرْسُ: أَنْ يُلْوَى على الجَرِيرِ قِدٌّ أَو وَتَرٌ ويُرْبَطَ على خَطْمِه حَزًّا لِيَقَعَ ذلِكَ القِدُّ عليه إِذا تَيَبَّس فيُؤلِمَه فيَذِلَّ، فذلك القِدُّ هو الضَّرْسُ، وقد ضَرَسَه وضَرَّسه.

  وفي التَّهْذِيبِ، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ: الضَّرْسُ: الأَرْضُ التي نَبَاتُهَا هاهُنَا وهاهُنَا، والمَطَرُ هاهُنَا وهاهُنَا: ويقال:


(١) قيدها ياقوت بالسين.

(٢) ومثلها في اللسان أيضاً.

(٣) عن المطبوعة الكويتية وبالأصل «بجامع عمرو».

(٤) عن التهذيب، وبالأصل «الضرس».

(٥) قوله أن يفقر أنف البعير، الفقر: حزّ أنف البعير حتى يخلص إلى العظم لتذليله.