تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مأس]:

صفحة 468 - الجزء 8

  أَو أَصْلُه⁣(⁣١)، هكذا في النُّسَخِ، والصَّوابُ: أَصْلُهَا: لا أَيْسَ، طُرحَتِ الهَمْزَةُ وأَلْزِقَتِ اللامُ باليَاءِ، وهو قولُ الخَليلِ والفَرّاءِ، قال الأَخِيرُ: والدَّلِيلُ على ذلك قَوْلُهم، أَي العَربِ: ائْتِنِي به من حيْثُ أَيْسَ ولَيْسَ أَي منْ حَيْثُ هُوَ ولا هُوَ، وكذلك قولُهُم: جئْ به مِن أَيْسَ ولَيْسَ، أَو مَعْنَاه: من حيْثُ لا وُجِدَ، أَو أَيْسَ، أَي مَوْجُودٌ، ولا أَيْسَ، أَي لا مَوْجُودٌ، فَخَفَّفُوا، وحَكى أَبُو عليٍّ أَنَّهُم يقولون: جئْ به من حَيْثُ ولَيْسَا، يريدون: ولَيْسَ، فيُشْبِعُون فتحةَ السِّين لِبيانِ⁣(⁣٢) الحَرَكةِ في الوَقْفِ.

  وإِنمَا⁣(⁣٣) جاءَتْ - هكذا في سَائر النُّسَخِ، والصّواب: ورُبَّمَا جَاءَتْ لَيْسَ - بمعْنَى: لا التَّبْرِئَةِ ورُبَّمَا جَاءَتْ بمَعْنَى «لا» الّتِي يُنْسَقُ بها وتَفْصِيلُه في المُغْنِي وشُرُوحِه.

  واللَّيَسُ، مُحَرَكةً: الشَّجَاعَةُ والشِّدَّةُ، وهُو أَلْيَسُ، أَي شُجَاعٌ بَيِّنُ اللَّيَسِ، مِن قَوْمٍ لِيسٍ، ويقال: لُوسٌ، ويقال للشُّجاعِ: هو أَهْيسُ أَلْيَسُ، وكانَ في الأَصْلِ: أَهْوَسَ أَلْوَسَ، فلمّا ازْدَوَجَ الكَلامُ قَلَبُوا الوَاوَ ياءً، فقالُوا: أَهْيَسُ، وقد يُسْتَعْمَلُ في الذَّمّ أَيضاً، فيُريدُون بالأَهْيَسِ: الكَثِيرَ الأَكْلِ، وبالأَلْيَسِ: الّذي لا يَبْرَحُ بَيْتَه، فاللَّيَسُ يَدْخُلُ في المَعْنَيين، في المَدْحِ والذَّمِّ، وكُلٌّ لا يَخْفَى على المُتَفَوِّه به.

  وقال أَبُو زَيْدٍ: اللَّيَسُ: الغَفْلَةُ، وهو أَلْيَسُ.

  والأَلْيَسُ: البَعيرُ يَحْمِلُ كُلَّ مَا حُمِّلَ عليه. نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الفَرّاءِ.

  والأَلْيَسُ: مَن لا يَبْرَحُ مَنْزِلَه، قاله الأَصْمَعِيُّ، وهو ذَمٌّ.

  والأَلْيَسُ: الأَسَدُ، لِشِدَّتِه.

  والأَلْيَسُ: الدَّيُّوثُ، هكذا في سائر النُّسَخِ، ومِثْلُه في اللِّسَان. وفي التكْمِلَة: قال بعضُ الأَعْرَاب: الأَلْيَسُ: الدَّيُّوثِيُّ الذي لا يَغَارُ ويُتَهَزَّأُ بِه، فيُقَال: هو أَلْيَسُ بُوركَ فِيه، وهو ذَمٌّ. والأَلْيَسُ: الحَسَنُ الخُلُقِ، يُقَالُ: هو أَلْيَسُ دهْثَمٌ، أَي حَسَنُ الخُلُقِ.

  ويُقَال: تَلَايَسَ الرجُلُ، إِذا حَسُنَ خُلُقُه وكان حَمُولاً.

  وتَلايَسَ عَنْه: أَغْمَضَ.

  والمُلَايِسُ: البَطِيءُ الثَّقِيلُ، عن أَبِي عَمْرٍو، لا يَبْرَحُ.

  واللِّيَاسُ، ككِتَابٍ: الدَّيُّوثُ، هكذا في النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ والصَواب: الزَّبُونُ لا يَبْرَحُ مَنْزلَه، كما نقلَه الصّاغَانِيُّ، وضَبَطَهُ⁣(⁣٤).

  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه:

  اللَّيَسُ، مُحَرَّكةً: الشِّدَّة والصَّلَابةُ.

  والأَلْيَسُ: مَن لا يُبَالي الحَرْبَ ولا يَرُوعُه.

  واللِّيسُ واللُّوسُ: الأَشِدَّاءُ. قالَ الشّاعِرُ:

  تخَالُ نَدِيَّهُمْ مَرْضَى حَيَاءً ... وتَلْقَاهُمْ غَدَاةَ الرَّوْعِ لِيسَا

  وقد تَلَيَّسَ.

  وإِبِلٌ لِيسٌ على الحَوْضِ، إِذا أَقَامَتْ⁣(⁣٥) عليه فَلَمْ تَبْرَحْه، قال عَبْدَةُ بن الطَّبِيب:

  إِذا ما حَامَ راعِيها اسْتَحَثَّتْ ... لعَبْدَةَ مُنْتَهَى الأَهْوَاءِ لِيسُ

  لِيسٌ: لا تُفَارِقُ مُنْتَهَى أَهْوَائهَا، وأَرادَ: لِعَطَنِ عَبْدَةَ، أَي أَنَّهَا تَنْزِعُ إِليه إِذا حامَ رَاعِيها.

  وبَعْضُ بَنِي ضَبَّةَ يَقُولُ: لِسْتُ بمَعْنَى لَسْتُ، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، وقد تَقَدَّم.

  واللَّيَسُ، مُحَرَّكةً: الغَفْلَةُ، عن أَبي زَيْدٍ، كما في العُبَاب.

فصل الميم مع السين

  [مأس]: مَأَسَ عليه، كمَنَعَ، مَأْساً: غَضِبَ.

  ومَأَسَ بَيْنَهُم يَمْأَسُ مَأْساً: أَفْسَدَ، كأَرَّشَ بَيْنَهم وأَرَّثَ، قالَه أَبو زَيْدٍ.


(١) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «معناه».

(٢) في اللسان: إما لبيان الحركة في الوقف، وإما كما لحقت بينا في الوصل.

(٣) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: «وربما» وسيشر لها الشارح.

(٤) في التكلمة: الدَّثُون.

(٥) عن التهذيب واللسان، وبالأصل: قامت.