تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ثون]:

صفحة 101 - الجزء 18

  وقيلَ: هو أسْفَل إلى العانَةِ، ومنه حَدِيْث آمِنَة، &، قالت: لمَّا حَمَلَتْ بالنبيِّ ، واللهِ ما وَجَدْتُه في قَطَنٍ ولا ثُنَّة، وما وَجَدْته إلَّا على ظَهْرِ كَبِدي.

  والثُّنَنُ: جَمْعُ الثُّنَّةِ، وهي شَعَراتٌ تَخْرُجُ في مُؤَخَّرِ رُسْغِ الدابَّةِ التي أُسْبِلَتْ على أُمِّ القِرْدانِ تَكادُ تَبْلُغُ الأَرضَ؛ كما في الصِّحاحِ.

  قالَ: وأَنْشَدَ الأَصْمَعيُّ لربيعَةَ بنِ جُشَم رَجُل مِن النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ، قالَ: وهو الذي يَخْلطُ بشعْرِهِ شِعْرَ امْرِئِ القَيْسِ:

  لها ثُنَنٌ كخَوافي العُقَا ... ب سُودٌ يَفِينَ إذا تَزْبَئِرّ⁣(⁣١)

  يَفِينَ: أَي يَكْثُرْن مِن وَفَى شَعَرُه إذا كَثُرَ، يقولُ: لَيْسَت بمُنْجَرِدَة لا شَعَرَ عليها.

  وأَثَنَّ الهَرِمُ: إذا بَلِيَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  ثَنَّنَ: رَفَعَ ثُنَّتَه أَنْ تَمَسَّ الأَرضَ مِن جَرْيهِ في خفْيَةٍ؛ كذا في المُحْكَمِ.

  وفي التَّهْذِيبِ: ثَنَّنَ إذا رَكِبَه الثقيلُ حتى تُصِيبَ ثُنَّتُه الأَرْضِ.

  وثَنَّنَ إذا رَعَى الثِّنَّ، كذا في النوادِرِ.

  ويقالُ: كنَّا في ثُنَّةٍ مِن الكَلامِ وغُنَّةٍ، مُسْتعارٌ مِن ثُنَّةِ الفَرَسِ، والغُنَّةُ مِن الرَّوضةِ الغَنَّاءِ؛ كما في الأساسِ.

  [ثون]: الثُّوَيْنَى، كالهُّوَيْنَى⁣(⁣٢): أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وهو الدَّقيقُ الذي يُفْرَشُ تَحْتَ الفَرَزْدَقِ، أَي العَجِين إذا طُلِمَ، أَي خُبِزَ. والتثاوُنُ: الاحْتِيالُ والخَديعَةُ في الصَّيْدِ.

  وتَثاوَنَ للصَّيْدِ: إذا خادَعَهُ بأَنْ جاءَهُ مَرَّةً عن يمينِه ومَرَّةً عن شِمالِه، وكَذلِكَ التَّتاوُنُ بتاءَيْنِ، وقد تقدَّمَ ذِكْرُه.

  [ثين]: الثِّينُ، بالكسْرِ: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.

  وهو مُسْتَخرِجُ الدُّرَّةِ مِن البَحْرِ.

  وقيلَ: مُثَقَّبُ اللُّؤْلُؤِ، واللهُ تعالَى أَعْلَم.

فصل الجيم مع النون

  [جأن]: الجُؤْنَةُ، بالضَّمِّ مَهْموزاً: أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ هنا، وأَشارَ له في جَوَنَ فقالَ: ورُبَّما هَمَزوا فلا يَخْفى أَنْ لا يكون مِثْل هذا مُسْتدركاً عليه فتأَمَّلْ.

  وهي سَفَطٌ مُغَشَّى بجِلْدٍ، ظَرْفٌ لطِيبِ العَطَّارِ، وأَصْلُهُ⁣(⁣٣) الهَمْزُ ويُلَيَّنُ؛ قالَهُ ابنُ قُرْقُولٍ في كتابِه مَطَالِع الأَنْوار، وهو تلْميذُ القاضِي عِياض، رضِي اللهُ تعالَى عنه.

  وقد أَهْمَلَ المصنِّفُ ذِكْرَه في مَوْضِعِه.

  ج جُؤَنٌ كصُرَدٍ، ومُقْتَضى سِياقِ الجَوْهرِيّ فيمَا بَعْد: ورُبَّما هَمَزوا، أَنَّ الأَصْلَ التَّلْيين والهَمْز لُغَة فتأمَّلْ.

  [جبن]: الجُبْنُ، بالضَّمِّ وبضمَّتينِ وكعُتُلِّ، م مَعْروفٌ، وهو الذي يُؤْكَلُ؛ واللُّغَةُ الفُصْحى الأُوْلى، ثم الثانِيَة، ثم الثالِثَة، الأَخيرَة عن اللَّيْثِ، واحِدَة الكُلِّ بهاءٍ. وقد ذكرَ عن الجَوْهرِيِّ، ووَرَدَ في الحَدِيْث عن سَلْمان، رضِيَ اللهُ تعالَى عنه: أَنَّه سَأَل النبيّ ، عن الجُبْنِ والسَّمْنِ؛ ضَبَطُوه بالوَجْهَيْن الأخيرَيْن؛ وقالَ الشاعِرُ:

  فإنَّ الجُبُنَّ على أنَّه ... ثَقِيلٌ وَخِيم يُشَهِّي الطعاما


(١) اللسان والصحاح ونسبه في الأساس لامرئ القيس، وهو في ديوانه ط بيروت ص ١١٢.

(٢) كذا بالأصل وفي القاموس: الثويناء كالهويناء ونسخة أخرى: الثويناء كالهوينا.

(٣) في القاموس: «أصلُه» بدون واو.