تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نهرج]:

صفحة 505 - الجزء 3

  أَي تُعِينُ وتُقوِّي.

  وأَنْهَجْتُ الدَّابَّةَ: إِذا سارَ عليها حتى انْبَهَرَتْ وأَعْيَتْ.

  وفي حديث عُمَرَ ¥: «فضَرَبه حتى أُنْهج»: أَي وَقَعَ عليه الرَّبْوُ⁣(⁣١). وأَفعَلَ متعدٍّ. يقال: فُلانٌ يَنْهَجُ في النَّفَس فما أَدرِي ما أَنْهَجَه.

  وأَنْهَجَ البِلَى الثَّوْبَ أَخْلَقَه، كنَهَجَه، كمَنَعَه يَنْهَجُه نَهْجاً. ونَهَجَ الثَّوْبُ، مثلَّثةَ الهاءِ: بَلِيَ، كأَنْهَجَ فهو نَهِجٌ.

  وأَنْهَجَ: بَلِيَ ولم يَتشقَّقْ. وأَنْهَجَه البِلى فهو مُنْهَجٌ. وقال ابنُ الأَعرابيّ: أَنْهَجَ فيه البِلَى: اسْتَطارَ. وأَنشد:

  كالثَّوْبِ [إِذْ] أَنْهَجَ فيه البِلَى ... أَعْيَا علَى ذِي الحِيلَةِ الصَّانِع⁣(⁣٢)

  وفي الصّحاح عن أَبي عُبيدٍ: ولا يقال نَهَجَ الثَّوْبُ ولكن نَهِجَ⁣(⁣٣) ونَهَجَ الأَمْرُ كمَنَع: وَضَحَ، وأَوْضَحَ، يقال: اعْمَلْ على ما نَهَجْتُه لك. نَهَج وأَنْهَجَ لُغتانِ. ونَهَجَ الطَّريقَ: سَلَكَه.

  واسْتَنْهَجَ الطَّريقُ: صارَ نَهْجاً وَاضحاً بَيِّناً كأنْهَجَ الطَّريقُ: إِذا وَضَحَ واسْتبانَ. وتقدّمَ إِنشادُ قولِ يَزيدَ بنِ الخَذّاق العَبْدِيّ.

  وفلانٌ استَنْهَجَ طَريقَ فُلانٍ⁣(⁣٤): إِذا سَلَك مَسْلَكَه.

  * ومما يستدرك عليه:

  طريقٌ ناهِجَةً: أَي واضِحةٌ بَيِّنةٌ، جاءَ ذلك في حديث العَبَّاس⁣(⁣٥).

  وضَرَبه حتى أَنْهَجَ: أَي انْبَسَط. وقيل: بَكَى.

  [نهرج]: طَرِيقٌ نَهْرَجٌ: واسعٌ.

  ونَهْرَجَها: جَامَعَها، لم يذكُره الجوهريّ ولا ابنُ منظور.

  * [نيج] ومما يستدرك عليه: نِيجَةُ، بالكسر: بَطْنٌ من أَوربة من قَبائلِ المَغرِب.

  استدركه شيخُنا، وذكَر منهم الشيخَ فُلاناً النِّيجِيّ إِمام المَغرب، أَحد شيوخ الإِمام ابن غازي.

(فصل الواو) مع الجيم

  [وأج] الوَأْجُ، بفتح فسكون الجُوعُ الشَّديدُ. ومن المتأَخِّرين من حَرَّكَه لضرورة الشِّعر.

  [وتج]: المُوَتَّج، بالمُثَنّاة، كالمُعَظَّم، وأَخطأَ صاحبُ المُعجم في جعلِه بالثَّاءِ المثلّثة، من الوثيج: ع، قُرْبَ اللِّوَى في شِعْرِ الشَّمّاخ:

  تَحُلّ الشَّجَا أَو تَجْعَلُ الرَّمْلَ دُونَه ... وأَهلِي بأَطْرافِ اللِّوَى فالمُوَتَّجِ

  [وثج]: الوَثِيجُ من كلِّ شَيْءٍ: الكَثيفُ. والوَثِيجُ من الأَفراسِ والبُعْرَانِ: القَوِيّ. وقيل: المُكْتنِز.

  وقد وَثُجَ الشَّيْءُ ككَرُمَ، وَثَاجَةً، بالفتح، وأَوْثَجَ، واسْتَوْثَجَ.

  والوَثَاجَةُ: كَثْرةُ اللَّحْمِ.

  ومن المَجاز: اسْتَوْثَجَ النَّبْتُ: عَلِقَ بَعضُه ببعضٍ.

  واسْتَوْثَجَ الشَّيْءُ: تَمَّ، أَو هو نَحْوٌ من التَّمامِ. واسْتَوْثَجَ المَالُ: كَثُرَ واسْتَوْثَجَ الرَّجلُ من المال واسْتَوْثَقَ: إِذا اسْتَكْثَرَ منه، عن ثعلب والأَصمعيّ.

  والمُؤْتَثِجَةُ: الأَرْضُ الكَثيرةُ الكَلإِ المُلْتفَّةُ الشَّجرِ، كالوَثِيجة؛ عن النَّضْر بنِ شُميل.

  وأَرْضٌ مُوثِجَةٌ: وَثُجَ كَلَؤُها.

  ويقال: بَقْلٌ وَثيجٌ، وكلٌأ وَثيجٌ، ومكَانٌ وَثِيجٌ: كَثيرُ الكَلَإِ.

  والثِّيَابُ المَوْثوجةُ: الرِّخْوَةُ الغَزْلِ والنَّسْجِ، رواه شَمِرٌ عن باهليّ. والّذي في الأَساس: ومن المجاز: ثَوْبٌ وَثِيجٌ: مُحْكَمُ النَّسْجِ.

  * ومما يستدرك عليه:


(١) يعني وقع على عمر.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله كالثوب، كذا في اللسان أيضاً، والشطر الأول غير مستقيم الوزن ولعله: كالثوب إذ أَنهج».

(٣) الأصل واللسان، وفي الصحاح: «أنهج» ومثلها في التهذيب عن أبي عبيد.

(٤) في القاموس: «سبيل فلان» ومثله في الصحاح.

(٥) في النهاية واللسان: وفي حديث العباس: «لم يمت رسول الله حتى ترككم على طريق ناهجة».