تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[طوع]:

صفحة 328 - الجزء 11

  كأَنَّ حَدِيثَهَا تَطْمِيعُ قُطْرٍ ... يُجَادُ بهِ لأَصْداءٍ شِحَاحِ

  الأَصْداءُ هنا: الأَبْدَانُ، يقولُ: أَصْداؤُنَا شِحَاحٌ عَلَى حَدِيثِها.

  ومن المَجَازِ: الطَّيْرُ يُصَادُ بالمَطَامِع، جَمْعُ مُطْمِع، وهو الطّائِرُ الَّذِي يُوضَعُ في وَسَطِ الشَّبَكةِ لتُصَادَ بدَلالَتِه الطُّيُورُ.

  ومن أَمْثَالِهم: «أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَبَ» وقد تَقَدَّم في المُوَحَّدَةِ.

  ومن أَمْثَال العامَّةِ: «الطَّمَع ضَيَّعَ ما جَمَع».

  [طوع]: طاعَ لَهُ يَطُوعُ طَوْعاً: أَطاعَ، فهو طائعٌ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عن بَعْضِ العَرَبِ، قال: وطاعَ يَطَاعُ لُغَةٌ جَيِّدَةٌ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: طاعَ يَطَاعُ وأَطاعَ: لانَ وانْقَادَ، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ للرَّقّاصِ الكَلْبِيّ:

  سِنَانُ مَعَدٍّ في الحُرُوبِ أَدَاتُهَا ... وِقد طاعَ مِنْهمُ سَادَةٌ ودَعائِمُ

  وأَنْشَدَ للأَحْوَصِ:

  وِقد قادَتْ فُؤَادِي في هَوَاهَا ... وِطَاعَ لها الفُؤَادُ وما عَصَاهَا

  كانْطاعَ له. عن أَبِي عُبَيْدَةَ.

  وِمن المَجَازِ: طَاعَ لَهُ المَرْتَعُ: اتَّسَعَ وأَمْكَنَه رَعْيُه حَيْثُ شاءَ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، كَأَطاعَهُ إِطاعَةً.

  وِأَطاعَ له: لَمْ يَمْتَنِعْ، ويُقَالُ: أَمَرهُ فأَطَاعَهُ، بالأَلِفِ، طَاعَةً لا غَيْرُ، وفي التَّهْذِيبِ: طَاعَ لَهُ يَطُوعُ، إِذا انْقَادَ، بغير أَلِفٍ، فإِذا مَضَى لأَمْرِه فقد أَطاعَهُ، فإِذا وَافَقَه فقَد طَاوَعَهُ.

  وفي المُفْرِدَاتِ: الطَّوْعُ: الانْقِيَادُ، ويُضَادُّه الكَرْهُ، قالَ الله ø (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً)⁣(⁣١) والطّاعَةُ مثلُهُ، لكِنْ أَكْثَرُ⁣(⁣٢) ما يُقَالُ في الائْتِمَارِ لِمَا أُمِرَ⁣(⁣٣)، والارْتِسَامِ فيما رُسِمَ.

  وِيُقَالُ: هُوَ طَوْعُ يَدَيْكَ، أَي مُنْقَادٌ لك، وهو مَجَازٌ. وفَرَسٌ طَوْعُ العِنَانِ: سَلِسٌ، وهو مَجَازٌ أَيْضاً.

  وِالمِطْوَاعُ: المُطِيعُ. والطّاعُ⁣(⁣٤): الطائِعُ مَقْلُوبٌ منه، كما تَقُولُ: عائِقٌ وعاقٍ، ولا فِعْلَ لِطَاعٍ، قال الشّاعِرُ:

  حَلَفْتُ بالبَيْتِ وما حَوْلَه ... مِنْ عائِذٍ بالبَيْتِ أَوْ طَاعِ

  كالطَّيِّعِ، ككَيِّسٍ يقال، جاءَ فلان طَيِّعاً: غَيْرَ مُكْرهٍ، ج: طُوَّعٌ: كرُكَّعٍ.

  وِطَوْعَةُ، وطَاعةُ: مِنْ أَعْلامِهنَّ.

  وَحُمَيْدُ بنُ طاعَةَ السَّكُونِيُّ: شَاعِرٌ، قالَ الصّاغَانِيُّ: لم أَقِفْ على اسْمِ أَبِيهِ.

  وِابنُ طَوْعَةَ الفَزَارِيُّ، والشَّيْبانيُّ: شاعِرَانِ، فالفَزارِيُّ اسمُه: نَصْرُ بنُ عَاصِمٍ، والآخَرُ لم أَقِفْ على اسْمِه، قالَهُ الصّاغَانِيُّ.

  وِالطَّوَاعِيَة مُخَفَّفَةً: الطّاعَةُ، يُقَالُ: فلانٌ حَسَنُ الطَّوَاعِيَةِ لَكَ، أَي حَسَنُ الطاعَةِ لكَ، وقِيلَ: الطّاعَةُ: اسمٌ من أَطَاعَه يُطِيعُه طَاعَةً؛ والطَّوَاعِيَةُ: اسمٌ لِمَا يَكُونُ مَصْدَراً لِطَاوَعَهُ⁣(⁣٥).

  وِطَاوَعَتِ المَرْأَةُ زَوْجَها طَوَاعِيَةً.

  وِفي الحَدِيثِ: «ثلاثٌ مُهْلِكاتٌ، وثلاثٌ مُنْجِيَاتٌ، فالثَّلاثُ المُهْلِكَاتُ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وهَوًى مُتَّبَعٌ، وإِعْجَابُ المَرْءِ بنَفْسِه» الشُّحُ المُطَاعُ، هو: أَنْ يُطِيعَهُ صَاحِبُه في مَنْعِ الحُقُوقِ الَّتِي أَوْجَبها الله تَعَالَى عَلَيْهِ في مالِه.

  وِيُقَال: أطاعَ النَّخْلُ والشَّجَرُ، إِذا أَدْرَكَ ثَمَرُهُ، وأَمْكَنَ أَنْ يُجْتَنَى، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن أَبِي يُوسُفَ، وهو مَجَازٌ.

  وِقولُه تَعَالَى: فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ (قَتْلَ أَخِيهِ)⁣(⁣٦) اخْتُلِفَ في تَأْوِيلِه، فقِيلَ: أَي تابَعتْهُ، نَقَلَه الأَزْهَرِيُّ عن الفَرّاءِ، وقيل: طَاوَعَتْه، وقالَ الأَخْفَشُ: هو مثلُ طَوَّقَتْ له، ومَعْنَاه: رَخَّصَتْ وسَهَّلَتْ له نَفْسُه، وهو على هذا مَجَازٌ.

  وقالَ المُبَرِّد: هو فَعَّلَتْ من الطَّوْعِ، أَو شَجَّعَتْه، رُوِيَ ذلِكَ عن مُجَاهِدٍ وقال أَبو عُبَيْدٍ: عَنَى مُجَاهِدٌ أَنَّهَا أَعانَتْه وأَجابَتْه إِليه، قالَ: ولا أَدْرِي أَصْلَه إِلّا مِنَ الطَّوَاعِيَةِ. قالَ


(١) سورة فصلت الآية ١١.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: لكن أكثر ... الخ هكذا في النسخ، وراجع المفردات» وهي نفس عبارة المفردات المطبوع.

(٣) في المفردات: لما أُمِرَ.

(٤) في التكملة: الطاعي.

(٥) كذا بالأصل وفي التهذيب: مصدر المطاوعة.

(٦) سورة المائدة الآية ٣٠.