تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ختأ]:

صفحة 143 - الجزء 1

  من الهمزة، ولم يقل إِنَّ الخباءَ أَصله الهمزة إِلا ابنُ دُرَيد⁣(⁣١)، كذا في اللسان.

  وَخبِيئةُ بنتُ رِيَاح بن يَرْبُوع بن ثَعلبة، قاله ابن الأَعرابي وأَبو خَبِيئَةَ الكُوفيُّ يُلَقَّبُ سُؤْرَ⁣(⁣٢) الأَسد.

  والمُخْبَأَةُ كمُكْرَمَة هكذا في سائر النسخ، وفي بعض الأُصول الصحيحة من القاموس والعُباب بالتشديد، وهي المتستّرة⁣(⁣٣)، وقيل: هي الجارِيَةُ المُخَدَّرَةُ التي لا بُروزَ لها، أَو هي التي لم تَتزَوَّجْ بَعْدُ وهي المُعْصر، قاله الليث وخَبِيئَةُ بن كَنَّازٍ⁣(⁣٤) ككتّان وَلِيَ زَمَن أَمير المؤمنين عُمَرَ ¥ الأُبُلَّةَ، فقال عُمَرُ: لا حَاجةَ لنا فيه أَي في ولايته هو يَخْبَأُ وأَبوه يَكْنِزُ فعزله وخَبِيئة بن رَاشِد.

  وأَبو خُبَيْئَة كجُهَينةَ مُحمَّدُ بن خالدٍ وشُعَيْبُ بن أَبي خُبَيْئَةَ، مُحَدِّثون.

  ويقال: كَيْدٌ خابِئٌ أَي خائبٌ قال أَبو حيان: هو من باب القلب.

  ويقال: خَابَأْتُه ما كَذَا إِذا حَاجَيْتُهُ وقال ابن دريد: اخْتَبَأَ له خَبِيئاً إِذا عَمَّى له شَيْئاً ثم سأَلَه عنه جاءَ بالاختباء متعدِّياً، وهو صحيح، ومنه حديث عثمان بن عفّان ¥: قد اخْتَبأْتُ عند اللهِ خِصالاً: إِني لرابعُ الإِسلام ... الحديث.

  والخَابِيَةُ: الحُبُّ وهي الجَرَّة الكبيرة، والجمع خَوَابي تَرَكُوا هَمْزَتها⁣(⁣٥) كما تركوا همزة البَريّة والذُّرِّية تخفيفاً لكثرة الاستعمال، وربما همزت على الأصل، فإِنهم كثيراً ما يهمزون غير مهموز وبالعكس، كذا في المصباح⁣(⁣٦).

  [ختأ]: خَتَأَه، كمنَعه: كَفَّه عن الأَمرِ.

  واخْتَتَأَ له اخْتِتَاءً: خَتَله، قاله أَبو عبيد، قال أَعرابيٌّ: رأَيت نَمِراً فاختتأَ لي. واختتأَ منه: استَتَر خَوْفاً أَو حَيَاءً، وأَنشد الأَخفشُ لعَامِر⁣(⁣٧) بن الطُّفَيل:

  وَلَا يَرْهَبُ ابنُ العَمِّ مِنِّيَ صَوْلَتِي ... وَلَا أَخْتَتِي مِنْ قَوْلِهِ المُتَهَدِّدِ

  وَإِنِّي إِذَا أَوْعَدْتُهُ أَوْ وَعَدْتُهُ ... لَمُخْلِفُ إِيعادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي

  قال: إِنما تَرك هَمْزَه ضَرورةً، أَو اختتأْ إِذا خاف أَنْ يَلحقه من المَسَبَّة شيءٌ.

  وقال الأَصمعيُّ: اختتأَ: ذَلَّ. وقال غيره: اختتأَ: انْقَمَع.

  واختتأَ الشيءَ: اختطَفَه، عن ابن الأَعرابيّ.

  أَو اختتأَ الرجُلُ إِذا تَغيَّر لونُه من مخافةِ سُلطانٍ ونَحْوِه، قاله الليث⁣(⁣٨).

  وَمفازةٌ مُختتِئَةٌ: طويلةٌ واسعةٌ لا يُسمَعُ فيها صوْتٌ ولا يُهْتَدَى فيها للسُّبُلِ.

  [خجأ]: خَجَأَه بالعصا كمَنَعَه: ضَرَبه بها.

  وخَجَأَ اللَّيْلُ، إِذا مال وعن شمر: خَجَأَ الرجُلُ خُجُوءًا إِذا انقَمَع.

  وخَجَأَ المرأَة خَجْأً جامَعَ.

  والخُجَأَةُ، كهُمَزَة: الرجل الكثير الجِماع والفحلُ الكثيرُ الضِّراب. وقال اللِّحيانيُّ: هو الذي لا يزال: قاعِياً على كل ناقة. قالت ابنة الخُسِّ:⁣(⁣٩) خيرُ الفُحول البازِلُ الخُجَأَةُ: قال مُحمد بن حبيب:

  وسَوْدَاءَ مِنْ نَبْهَانَ تَثْني نِطَاقَهَا ... بِأَخْجَى قَعُورٍ⁣(⁣١٠) أَوْ جَوَاعِر ذِيب

  والعرب تقول: ما عَلِمْتُ مثلَ شارِفٍ خُجَأَةِ، أَي ما صادفتُ أَشدَّ منها غُلْمةً، والخُجَأَةُ أَيضاً: المرأَةُ المُشتهِية لذلك أَي كَثْرَة الجِماع.


(١) يعني: خبأت، وقد تخبأت خباء.

(٢) المطبوعة المصرية: بسؤر.

(٣) اللسان: مستترة. وفيه أيضاً: مُخبّأة بالتشديد.

(٤) القاموس: وخبْأة بن كناز.

(٥) أصله الهمز، لأنه من خبأت، إلا أن العرب تركت همزها.

(٦) ومما يستدرك: خبئت النارُ وأخبأَها المُخبئ إذا أخمدها.

والخباء غشاء البُرّة والشعيرة في السنبلة. وخباء النّوْر: كمامه، وكلاهما على المثل. (عن اللسان).

(٧) بالأصل هنا «عمرو» تحريف والتصويب عن الأصل مادة «ختا» واللسان: «ختأ). والبيتان فيه ببعض اختلاف.

(٨) قال ابن بري: أصل اختنأ من ختا لونه يختو خُتوّاً إذا تغير من فزع أو مرض. فعلى هذا كان حقه أن يذكر في ختا من المعتل.

(٩) عن اللسان، وبالأصل: «الحسن».

(١٠) عن اللسان، وبالأصل: «قعود».