تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أفف]:

صفحة 84 - الجزء 12

  وإِسَافٌ، ككِتَابٍ: اسْمُ الْيَمِّ الذي غَرِقَ فيه فِرْعَوْنُ وَجُنُودُه، عن الزَّجَّاجِ، قال: وهو بِنَاحِيَةِ مِصْرَ.

  وَخالد، وخُبَيْب، وكُلَيْب، بنو إِسَافِ الجُهَنِيِّ، صَحَابِيُّون، الأَوَّلُ شَهِدَ فَتْحَ مَكَّةَ، وقُتِلَ بالْقَادِسِيَّةِ.

  [أشف]: الإِشْفَى، بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وفَتْح الْفَاءِ: الإسْكَافُ هكذا وَقَعَ في سَائِرِ النُّسَخِ، وهو غَلَطٌ ظاهِرٌ، وهكَذا وَقَعَ في نُسَخِ العُبَابِ أَيْضاً، والصَّوابُ: للإِسْكَافِ، أي، مِخْيَطٌ له ومِثْقَبٌ، كما هو في نُسَخِ الصِّحاحِ، وقد أَعادَهَا المُصَنِّفُ في المُعْتَلِّ أَيضاً، إِشارَةً إِلَى أَنَّهَا ذاتُ وَجْهَيْنِ، وَفَسَّرَهَا عَلى الصَّوَابِ، فعُلِمَ مِن ذلِكَ أنَّ الذي هنا غَلَطٌ مِن النُّسّاخِ.

  وَقال الجَوْهَرِيُّ، والصَّاغَانِيُّ: هو فِعْلَى، وج: الأَشَافي، وَقال ابنُ بَرِّيّ: صَوَابُه إِفْعَلُ، والهَمزَةُ زائِدَةٌ، وهو مُنَوَّنٌ غَيرُ مَصْرُوفٍ.

  قلتُ: وسيأْتِي في المُعْتَلِّ، إِن شاءَ الله تعالى.

  [أصف]: آصَفُ، كهَاجَرَ قال اللَّيْثُ: هو كاتِبُ سُلَيْمَانَ ~ الذي دَعَا بِالاسْمِ الأَعْظَمِ، فَرأَى سُلَيْمَانُ الْعَرْشَ {مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ}.قلتُ: وهو ابنُ بَرْخِيَا بن أَشْمَويل، كما أَفَادَنا بعضُ أَصْحَابِنَا، عن شَيْخِنَا المرحُومِ عبدِ الله بنِ محمدِ بنِ عامرٍ الْقَاهِرِيِّ، ¦.

  والأَصَفُ، مُحَرَّكَةً: الكَبَرُ قَالَهُ أَبو عَمْرِو، قال: والذي يَنْبُتُ في أَصْلِهِ مِثْلُ الخِيَارِ فهو اللَّصَفُ، ونَقَلَ أَبو حَنِيفَةَ عن بعضِ الرُّواةِ أَنَّه لُغَةٌ في اللَّصَفِ⁣(⁣١)، وقال الفَرّاءُ: هو اللَّصَفُ، ولم يَعْرِفِ الأَصَفَ، وسَيَأْتِي إِن شَاءَ الله تعالَى.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  أَصْفُونُ: بالفَتْحِ وضَمِّ الفاءِ: قَرْيَةٌ بالصَّعِيدِ الأَعْلَى، على شاطِئِ غَرْبِيِّ النِّيلِ، تَحْتَ إِسْنَا⁣(⁣٢)، وهي عَلَى تَلٍّ مُشْرِفٍ عَالٍ.

  [أفف]: أَفَّ، يَؤُفُّ، بالضَّمِّ، قال ابنُ دُرَيْدٍ: وقالوا: يَئِفُّ أَيضاً، أي بالكَسْرِ، ولم يذْكُرْهُ ابنُ مالِكٍ في اللَّامِيَّةِ، وَكذا في شُروحِ التَّسْهيلِ، ولا اسْتَدْرَكَهُ أَبو حَيَّانَ، وهو القِيَاسُ، وقَوْلُ شَيْخِنَا: فيَحْتَاجُ إلى ثَبْتٍ.

  قلتُ: وقد نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ كما عَرَفْتَ، وَنَاهِيكَ بِه ثِقَةً ثَبْثاً، وعنه نَقَلَ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ، وَصاحِبُ اللِّسَانِ⁣(⁣٣).

  ولا {تَقُلْ لَهُما أُفٍّ}⁣(⁣٤) قال القُتَيْبِيُّ: أي لا تَسْتَثْقِلْ مِن أَمْرِهِمَا شَيْئا، وتَضِقْ صَدْرًا به، ولا تُغْلِظْ لهما، قال: وَالناسُ يقولون لِمَا يَسْتَثْقِلُونَ ويَكْرَهُونَ: أُفٍّ له، وأَصْلُ هذا نَفْخُكَ للشَّيْءِ يسْقُطُ عليكَ مِن تُرَابٍ أو رَمَادٍ، وللْمَكَانِ تُرِيدُ إِمَاطَةَ أَذًى عنه، فقِيلَتْ لكُلِّ مُسْتَثْقَلٍ، وقال الزَّجّاجُ: لا تَقُلْ لَهُمَا ما فِيه أَدْنَى تَبَرُّمٍ إذا كَبِرَا أو أَسَنَّا، بل تَوَلَّ خِدْمَتَهُمَا.

  وَفي الحَدِيثِ: «فَأَلْقَى طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَى أَنْفِهِ، وقَالَ أُفٍّ أُفٍّ» قال ابنُ الأَثِيرِ: مَعْنَاه الاحْتِقَارُ والاسْتِقْلالُ، وهو صَوْتٌ إذا صَوَّتَ به الإِنْسانُ عُلِمَ أَنَّهُ مُتَضَجِّرٌ مُتَكَرِّهٌ.

  وقد أَفِّفَ تَأْفِيفاً كما في الصِّحاحِ، وتَأَفَّفَ به: قَالَهَا له، وَليس بفِعْلٍ مَوْضُوعٍ علَى أَفَّ عند سيبَوَيْه، ولكنه مِن بابِ سَبَّحَ وهَلَّلَ، إذا قال: سُبْحَانَ الله، ولا إِلهَ إِلَّا الله، ومنه حديثُ عائشةَ لأخِيهَا عبد الرحمنِ ®: «فَخَشِيتُ أَنْ تَتَأَفَّفَ بِهِمْ نِسَاؤُك» تَعْنِي أَوْلَادَ أَخِيهَا محمد بنِ أَبِي بَكْرٍ حينَ قُتِلَ بمِصْرَ.

  ولُغَاتُهَا أَرْبَعُونَ، ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ منها سِتَّةً عن الأَخْفَشِ، وَزاد ابنُ مَالِكٍ عليها أَرْبَعَةً، فصار المجموعُ عشرةً، وقد وَزاد ابنُ مَالِكٍ عليها أَرْبَعَةً، فصارَ المجموعُ عشرَةً، وقد نَظَمَهَا في بيتٍ واحد كما سيأتِي بَيَانُه: أُفِّ بِالضَّمِّ، وتُثَلَّثُ الْفَاءُ وهي ثلاثةٌ وتَنَوَّنُ الفاء أَيضاً، فيقال: أُفُّ [وأُفٌّ]⁣(⁣٥) وَأُفِّ وأفٍّ [وأُفَّ و]⁣(⁣٥) أُفّاً، كلُّ ذلِكَ مع ضَمِّ الهَمْزَةِ، فصارتْ سِتَّةً، وهي التي نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَشِ.

  قال الفَرَّاءُ: قُرِئَ: أُفِّ، بالكَسْرِ بغَيْرِ تَنْوِينٍ، وأُفٍّ،


(١) نقل اللسان عن ابن سيده قال: ولا أعرف في هذا الباب غيره في كلام العرب.

(٢) في معجم البلدان: إشْني.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: هنا كلام في المتن قبل قوله: وافف تأفيفاً نصه: (تأَفَّفَ من كَرْبٍ أو ضَجَرٍ. وأُفِّ كلمةُ تكَرُّهٍ) اهـ وقد سقط ذلك من نسخ الشارح التي بأيدينا واتيانه متعين كما لا يخفى وحق ذكره في الشرح قبل: {فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ} قال القتيبي الخ فتأمل.

(٤) سورة الاسراء الآية ٢٣ وفي المصحف الامام: «فَلا».

(٥) زيادة مقتبسة عن الصحاح والتهذيب.