تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زمخر]:

صفحة 472 - الجزء 6

  رَجُلٌ زِمَجْرٌ: مانِعٌ حَوْزَتَه، أَورَدَه شيخُنَا وَنقل عن بعض أَئمّة الصَّرْف زِيادَة مِيمِ هذه المادَّةِ كالتي بعدَها، وظاهِرُ المُصَنِّف وجماعة أَصالَتُها فتأَمَّلْ. والمُزَمْجِر والمُتَزمْجِرُ:

  الأَسَدُ.

  [زمخر]: زَمْخَرَ الصَّوْتُ: اشْتدَّ، كازْمَخَرَّ كاقْشَعَرَّ، وقيل غَلُظَ، وزَمْخَرَ النَّمِرُ وتَزَمْخَرَ: غَضِبَ فصاحَ، والاسمُ التَّزَمْخُرُ.

  وزَمْخَرَ العُشْبُ: بَرْعَمَ وطالَ.

  والزَّمْخَرُ: قَصَبُ المِزْمَار الكَبِيرِ الأَسْود: ومنه قول الجَعْدِيّ:

  حَنَاجِرُ كالأَقْماعِ جَاءَ حَنِينُهَا ... كما صَبَّحَ الزَّمَّارُ في الصُّبْح زَمْخَرَا

  والزَّمْخَر: النُّشَّابُ:، وقيل: هو الدَّقِيقُ الطُّوَال منها.

  قال أَبُو الصَّلْت الثّقفيّ:

  يَرْمُونَ عن عَتَلٍ كأَنها غُبُطٌ ... بزَمْخَر يُعجِل المَرْميَّ إِعْجَالا

  العَتَل: القِسِيّ الفارسيّة: والغُبُط: خَشَبُ الرِّحَالِ. وقال أَبو عُمر⁣(⁣١): الزَّمْخَر: السّهمُ الرَّقِيقُ الصَّوْتِ النَّاقِزُ. وقال الأَزهريّ: أَراد السِّهَامَ التي عِيدَانُهَا من قَصَبٍ.

  هذا مَحَلّ ذِكْرِه، وقد ذَكَرَه المُصنِّف في التي قبلها وأَشرنا إِلى ذلك.

  والزَّمْخَر: الكَثِيرُ المُلْتَفُّ من الشَّجرِ، وزَمْخَرَتُه: الْتِفَافُه وكَثْرَتُه.

  والزَّمْخَر: الأَجوَفُ النّاعِم رِيًّا وكُلُّ عَظْمٍ أَجْوفَ لا مُخَّ فيه زَمْخَرٌ وزَمْخَرِيٌّ. وزَعَمُوا أَنَّ الكَرَى والنَّعامَ لا مُخَّ لها.

  وقال الأَصْمَعِيّ: الظَّلِيم أَجْوَفُ العِظَامِ لا مُخَّ له. قال: ليس شَيْءٌ من الطَّيْرِ إِلَّا وله مُخٌّ غَيْر الظَّليم فإِنه لا مُخَّ له، وذلِك لأَنَّه لا يَجِد البَرْدَ.

  وزَمَاخِيرُ، كمَصابيحَ: ة غَربِيَّ النِّيلِ بالصَّعِيدِ الأَدْنَى من أَعمال إِخْمِيمَ.

  والزَّمْخَرَةُ: الزَّمَّارة، وهي الزّانِيَةُ. والزَّمْخَرِيّ، بالفَتْح: الطَّوِيلُ من النَّباتِ. قال الجَعْدِيّ:

  فتعَالَى زَمْخَرِيٌّ وَارِمٌ ... مالَتِ الأَعْرَافُ منه واكْتَهَلْ

  والزَّمْخَرِيُّ: الأَجْوَفُ⁣(⁣٢) الذي لا مُخَّ فيه كالقَصَب.

  وظَلِيمٌ زَمْخَرِيُّ السَّوَاعِد، أَي طَوَيلُها أَو أَنها جُوفٌ كالقَصَب. وبهما فُسِّرَ بيتُ الأَعْلمِ يَصِف نَعَاماً:

  على حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيّ السَّ ... واعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوَالِ

  وأَراد بالسَّوَاعدِ هنا مَجَارِيَ المُخِّ في العِظَام.

  كالزُّمَاخِرِيِّ، بالضَّمِّ. وعُودٌ زَمْخَرِيٌّ وزُمَاخِرٌ: أَجْوَفُ.

  ويقال للقَصَب: زَمْخَرٌ وزَمْخَرِيٌّ.

  * ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  زَمْخَرَةُ الشَّبَابِ: امتِلاؤُه واكْتِهالُه.

  ورَجلٌ زَمْخَرٌ: عَالِي الشَّأْنِ. وهذا استدركه شيخُنا.

  وزعم أَنه من زَخَرَ الوادِي، والمِيم زَائِدة، وفيه نَظَر.

  وزَمَاخِرُ، كحَضَاجِر: من الأَعْلام.

  [زمخشر]: زَمَخْشَرُ، كسَفَرْجَل: ة صغِيرة بنَواحِي خُوَارَزْمَ، وقال الزَّمَخْشَرِيّ في الرِّسالة التي كَتَبها لأَبي طاهِرٍ السِّلَفِيِّ جَواباً عن استِدْعَائه له قال في آخره: وأَما المَوْلِدُ فقَرْيةٌ مَجهولةٌ من خُوارَزْمَ تُسمَّى زَمَخْشَر، قال: وسَمِعتُ أَبِي | يقول: اجْتَازَ بِها، أَي مَرَّ بها، ووقع في نُسْخَةِ شَيْخِنا اجتازَها أَعرابِيّ فسأَلَ عن اسْمِها واسْمِ كبيرِهَا، أَي رئيسها فقيل اسمُ القَرْيةِ زَمَخْشَرُ، واسم كَبِيرِهَا الرَّدَّادُ. فقال: لا خَيرَ في شَرٍّ ورَدٍّ، رجعَ ولم يُلْمِمْ بِها، أَي لم يَدْخُل، مِن أَلَمَّ بالمكان، إِذا وَرَدَه. منها عَلَّامة الدُّنْيا جارُ الله، لُقِّب به لِطُوله في مُجَاوَرة مَكَّة المُشرَّفة.

  وكُنيتُه أَبُو القاسِم مَحْمُودُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحْمَد الخُوَارَزْميّ النَّحويّ اللَّغَويّ المتكلِّم المُفَسِّر، وُلدَ سنة ٤٦٧ في رجب، وتُوفِّيَ يومَ عرفَةَ سنة ٥٣٨، قَدِمَ بغدَادَ، فسمعَ من أَبِي الخَطَّاب بن البَطِر وابن مَنْصُورٍ الحارِثيّ وغيرهما، وحَدَّث، وأَخذَ الأَدبَ عن أَبِي الحَسَن


(١) في اللسان: أبو عمرو.

(٢) على هامش القاموس عن نسخة أخرى: والَأخرقُ.