[شرحل]:
  قالَ شيْخُنا: ومن العجائِبِ ما نَقَلَه شيْخُنا الإِمامُ العارِفُ الجامِعُ أَبُو العَبَّاسِ سِيْدِي أَحْمد بن ناصِر في رحْلَتِه عن كتابِ الأَذْكارِ للمَقْرِيزي: أَنَّ الشاذُليَّ بضمِ الذَّالِ المعْجَمَةِ؛ قالَ: وكَتَبْته لأَنَّا لا نَنْطُقُ به إلَّا بكسرِ الذالِ انتهى.
  قلْتُ: ليْسَ هذا بعَجِيبٍ، فقد ورد أَنَّه رَضِيَ اللُّه تعالى عنه خُوطِبَ يَوْماً من الأَيَّامِ فقيلَ له: يا عليُّ أَنْتَ الشَّاذِليُّ، أَي أَنْتَ الفَرْدُ في خدْمَتِي، فتأَمَّلْ ذلِكَ.
  قالَ سِيْدِي شَمْس الدِّين أَبُو مَحْمودٍ الحَنْفِيّ قدس سره، اخْتَصَّت الشَّادِلِيَّةُ بثَلاثَةِ أَشْياءَ لم تكن لأَحَدٍ قَبْلهم ولا بَعْدهم.
  الأَوَّلُ: أَنَّهم مُخْتارُون من اللّوْحِ المَحْفُوظِ.
  الثاني: أَنَّ المَجْذُوبَ منهم يَرْجعُ إلى الصَّحْوِ.
  الثالِثُ: أَنَّ القطبَ منهم دَائِماً أَبَداً إلى يَوْم القِيَامَةِ.
  وقالَ القطبُ سِيْدِي ناصِرُ الدِّيْن محمدُ الشَّاطِر لتلميذِه سِيْدِي مُحَمد الشَّرِيفيّ: يا محمدُ إذا أَرَادَ الله بعَبْدٍ سُوءاً سَلَّطَه على شادِليٍّ.
  وقالَ أَبُو العَبَّاسِ المرسي: إذا أَرَادَ الله أَنْ ينزلَ بلاءً سَلَّم منه أُمَّة محمدٍ، صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم، فإن كانَ عُموماً سَلِمَتْ منه الشَّادِلِيَّةُ. واخْتُلِفَ في أَخْذِ سِيْدِي أَبي الحَسَنِ الشَّادِلِيّ فقيلَ: أَخَذَ عن سِيْدِي عبد السَّلام بن بَشِيش، عن أَبي العَبَّاس السَّبْتِي، عن أَبي محمدٍ صالح عن أَبي مَدِين الغَوْث.
  وذَكَرَ القشاشيُّ في السمط المجيدِ أَنَّ سِيْدِي عبدَ السَّلام أَخَذَ عن أَبي مدين من غيرِ وَاسِطَةٍ.
  قالَ أَبُو سالِمٍ العياشِيّ: والتارِيخُ يقْبَلُه، وأَخَذَ الإمامُ أَبُو الحَسَنِ أَيْضاً عن أَبي الفتحِ الوَاسِطِيّ شيخُ مشايخِ الرفاعِيَّةِ بمِصْرَ؛ وسَنَدُ هذه الطَّرِيقَة وكَيْفِيَّة تَسَلْسلها إلى فَوْق قد بَيَّناه في كتابِنِا العَقْدِ الثّمِين وفي إِتْحاف الأَصْفِياء وغيرِهما من الرَّسَائِل.
  [شذل]: شاذِلٌ كصاحِبٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ.
  وقالَ الصَّاغانيُّ: هو عَلَمٌ والذالُ مُعْجَمةٌ.
  وشَهْرانُ هكذا في النسخِ، والصَّوابُ: سَهْرَابُ بنُ شاذِلٍ، كما في التَّبْصِيرِ(١)، من أَجْدادِ مكحولٍ.
  قالَ الحافِظُ: سَهْرابُ(١) هو أَبُو مُسْلِمٍ والِدُ مَكْحولٍ كذا في الإِكْمالَ، فهو مَكْحُولُ بنُ مُسْلِم بنِ سَهْراب بنِ شاذِلٍ.
  وشَيْذَلَةُ: كحَيْدَرَةٍ، لَقَبُ عُزَيْزِيِّ بنِ عبدِ المَلِكِ الفَقيهِ الشَّافِعِيِّ، تَرْجَمه السَّبْكِيُّ في الطَّبَقاتِ، وقالَ: كانَ وَاعِظاً مَشْهوراً غَيْر أَنَّه ضَبَطَه بالدَّالِ المُهْمَلةِ.
  [شرحل]: شَرَاحيلُ بنُ أُدَّةَ(٢) أَبُو الأَشْعَثِ الصَّاغانيّ، وفي أَبيهِ أَقْوالٌ، عن عَبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ وشَدِّادِ بنِ أَوْس، وعنه حَسَّانُ بنُ عَطِيَّةَ وعبدُ الرَّحمن بنُ يَزِيدِ بنِ جابِر، ثِقَةٌ شَهِدَ فَتْحَ دِمَشْق.
  وشَراحِيلُ بنُ يَزيدَ المْعَافِرِيّ عن أَبي قلابَةَ وأَبي عبدِ الرَّحْمن الحَبْلِيّ، وعنه حَيْوَةُ بنُ شريحٍ وعبدُ الرَّحمنَ بنُ شُرَيْح وابنُ لُهَيْعَة، ثِقَةٌ.
  وشَراحِيلُ بنُ عَمْرٍو العَنْسِيُّ عن محمدِ بنِ عَمْرِو بنِ الأَسْودِ ضَعَّفَه محمدُ بنُ عَوْفٍ، مُحَدِّثونَ. ولهم رجُلٌ آخَر يُسَمَّى شَراحِيلُ بنُ عَمْرٍو رَوَى عن بَكْرِ بنِ خنيس ضعفَ أَيْضاً: وأَمَّا شَرَاحِيلُ بنُ عبدِ الحَمِيدِ وشَرَاحِيلُ عن فضَالَةَ وشَرَاحِيلُ عن إبْراهيمَ فمَجْهُولُون.
  وشَرَاحيلُ المِنْقَرِيُّ يُعَدُّ في الحْمصِيِّين رَوَى عنه أَبُو يَزِيد الهوزنيّ، وشَرَاحِيلُ الجُعْفِيُّ رَوَى عنه ابنُه عبدُ الرَّحْمن، أَو هو شُرَحْبيلُ. وشَرَاحِيلُ بنُ مُرَّةَ الهَمَدانيُّ، وقيلَ الكنْدِيُّ رَوَى عنه حجرُ بنُ عَدِيِّ. وشَرَاحِيلُ بنُ زُرْعَةَ الحَضْرَميُّ له وِفَادَةٌ صَحابِيُّونَ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهم.
  قلْتُ: وشَرَاحيلُ بنُ مالِكِ بنِ ذبيان إِليه انْتَهَى شَرَفُ عكٍّ، وهو جَدُّ الأَمِير سملقة الذي مَرَّ ذِكْرُه في القافِ قالَهُ النَّاشِريُّ.
  و* قالَ الجَوْهَرِيُّ: شَرَاحِيلُ لا يَنْصَرِفُ عند سِيْبَوَيْه في
(١) التبصير ٢/ ٧٦٤ وفيه شهران.
(٢) قيدها في تقريب التهذيب: آدة بالمد وتخفيف الدال ... ويقال آدة جد أبيه، وهو ابن شراحيل بن كلب.
(*) ساقطة من الأصل.