تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حشف]:

صفحة 139 - الجزء 12

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيه:

  حُسَافُ المائدةِ، بالضَّمِّ: ما يَنْتَثِرُ فيُؤْكَلُ، فيُرْجَى فيه الثَّوَابُ، وحُسَافُ الصِّلِّيانِ ونَحْوِه: يَبِيسُهُ، والجَمْعُ أَحْسَافٌ.

  وَقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ الحُسُوفُ: استِقْصَاء الشَّيْءِ وتَنْقِيَتُه.

  وَتَحَسَّفَ الجِلْدُ: [تَقَشَّرَ]⁣(⁣١)، عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ.

  وَهو مِن حُسَافَتِهِمْ: أي مِن خُشَارَتِهِم، وحُسَافَةُ النَّاسِ: رُذَالُهم.

  وَحَسَفَ القَرْحَةَ: قَشَرَهَا.

  [حشف]: الحَشْفُ بالفَتْح: الْخُبْزُ الْيَابِسُ قال مُزَرِّدٌ:

  وَما زَوَّدُونِي غَيْرَ حَشْفٍ مُرتدٍ ... نَسُوا الزَّيْتَ عنه فهْو أَغْبَرُ شَاسِفُ⁣(⁣٢)

  وَيروى: «غَيْرَ شَسْفٍ» وهما بِمَعْنًى.

  والْحَشَفُ، بالتَّحْرِيكِ: أَرْدَأُ التَّمْرِ، كما في الصِّحاحِ، أَو هو الضَّعِيفُ الذي لا نَوَى لَهُ، كالشِّيصِ، أَو الْيَابِسُ الْفَاسِدُ منه، فإِنَّهُ إذا يَبِسَ صَلُبَ وفَسَدَ، لا طَعْمَ له ولا حَلَاوَة، قال امْرُؤُ القَيْسِ يصِف عُقَاباً:

  كأَنَّ قُلوبَ الطَّيْرِ رطْباً ويَابِساً ... لَدَى وَكْرِهَا الْعُنَّابُ والْحَشَفُ الْبَالِي

  والحَشَفُ: الضَّرْعُ الْبَالِي، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ، وتُكْسَرُ شِينُهُ، وَبهما رُوِيَ قَوْلُ طَرَفَةَ، يصِف نَاقَتَهُ:

  فَطَوْرًا به خَلْفَ الزَّمِيلِ وتَارَةً ... علَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ

  والْحَشَفَةُ، مُحَرَّكَةً: الكَمَرَةُ. وفي الصِّحاحِ والتَّهْذِيبِ: مَا فَوْقَ الْخِتَانِ، وَفي حَدِيثِ عَلِيٍّ ¥: «في الْحَشَفَةِ الدِّيَةُ»، هي رأْسُ الذَّكَرِ، إذا قَطَعَهَا إِنْسَانٌ وَجَبَت عليه الدِّيَةُ كامِلَةً، وفي حدِيثٍ آخَرَ: «إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ، وَتَوَارَتِ الْحَشَفَةُ، وَجَبَ الْغُسْلُ». والحَشَفَةُ: أُصُولُ الزَّرْعِ التي تَبْقَى بَعْدَ الْحَصَادِ، بلُغَةِ أَهلِ اليَمَنِ، والعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ، يُقَال لها: الحَشَفَةُ، والحَشَفَةُ: الْخَمِيرَةُ الْيَابِسَةُ، والحَشَفَةُ: قَرْحَةٌ تَخْرُجُ بِحَلْقِ الانْسَانِ والْبَعِيرِ. وقال ابنُ دُرَيْدٍ: الحَشَفَةُ: صَخْرَةٌ رِخْوَةٌ حَوْلَهَا سَهْلٌ مِن الْأَرْضِ، أَوْ: هي صَخْرَةٌ تَنْبُتُ في الْبَحْرِ، قال ابنُ هَرْمَةَ يَصِفُ نَاقَةً:

  كأَنَّهَا قَادِسٌ يُصَرِّفُهُ النُّو ... تِيُّ تحتَ الأَمْوَاجِ عن حَشَفَهْ

  : ج حِشَافٌ، ككِتَابٍ.

  وَقال الأَزْهَرِيُّ: الحَشَفَةُ: جَزِيرَةٌ في البَحْرِ لا يَعْلُوها الماءُ إذا كانتْ صغِيرَةً مُسْتَدِيرَةً، وجاءَ في الحَدِيثِ: «إنَّ مَوْضِعَ بَيْتِ الله كَانَتْ⁣(⁣٣) حَشَفَةً فَدَحَا الله الْأَرْضَ عَنْهَا».

  والحُشَافَةُ، ككُنَاسَةٍ: المَاءُ الْقَلِيلُ، حَكَاهُ شَمِر، والسِّينُ لُغَةٌ فيه.

  والحَشِيفُ: كأَمِيرٍ: الْخَلَقُ مِن الثِّيَابِ، قال صَخْرُ الْغَيِّ الهُذَلِيُّ:

  أُتِيحَ لَهَا أُقَيْدِرُ ذُو حَشِيفٍ ... إذا سَامَتْ علَى الْمَلَقَاتِ سَامَا

  واسْتَحْشَفَ الرَّجُلُ، هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، وصَوَابُه: تَحَشَّفَ، كما هو نَصُّ العُبَابِ واللِّسَانِ: لَبِسَهُ، أي: الحَشِيفُ، وهو الثَّوْبُ البَالِي، يقال: رَجُلٌ مُتَحَشِّفٌ: عَليه أَطْمارٌ رِثاثٌ، كما في الصِّحاحِ، ومنه حديثُ عُثْمَانَ: قال له أَبَانُ بنُ سَعِيدٍ ®: «مَالِي أَرَاكَ مُتَحَشِّفاً! أَسْبِلْ، فقَالَ: هكذا كانَتْ إِزْرَةُ صَاحِبِنَا .» وقال ابن دُرَيد: حَشّفَ الرجُلُ عَيْنَهُ تَحْشِيفاً: إذا ضَمَّ جُفُونَه، ونَظَرَ مِن خَلَلِ هُدْبِها.

  قال: واسْتَحْشَفَتِ الْأُذُنُ: إذا يَبِسَتْ فتَقَبَّضَتْ، واسْتَحْشَفَ الضَّرْعُ: إذا يَبِسَتْ فتَقَلَّصَت⁣(⁣٤)، هكذا في سائِرِ النُّسَخِ، والصَّوابُ: يَبِسَ فتَقَلَّصَ، ونَصُّ الجَمْهَرَةِ: وَكذلك ضرْعُ الأُنْثَى إذا تَقَلَّصَ⁣(⁣٥) وتَقَبَّضَ، يُقَال: قد اسْتَحْشَفَ.


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: غير حشف مرتد، لعله مربَدّ فقد مرّ للمصنف أن المربد المولع بسواد وبياض» وصححها في المطبوعة الكويتية «مرمَّد عن العباب».

(٣) كذا بالأصل، والصواب «كان».

(٤) في القاموس: وتَقَلّصَتْ.

(٥) في التهذيب والتكملة: قَلَصَ.