تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شرنف]:

صفحة 303 - الجزء 12

  وشَارَفَ الشَّيْءَ: دَنَا منه، وقَارَبَ أَنْ يَظْفَرَ به، وقيل: تَطَلَّعَ إِلَيْهِ، وحَدَّثَتْهُ نَفْسُه بِهِ، وتَوَقَّعَهُ.

  وَمنه: فُلانٌ يتَشَرَّف إِبِلَ فُلانٍ، أي: يَتَعَيَّنُهَا، نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ⁣(⁣١).

  وَشَارَفُوهُمْ: أَشْرَفُوا عليهم.

  وَالإِشْرَافُ: الحِرْصُ والتَّهَالُكُ، ومنه الحديثُ: «مَنْ أَخَذَ الدُّنْيَا بِإِشْرَافِ نَفْسٍ لَم يُبَارَكْ له فيها»، وقال الشاعر:

  لَقَدْ عَلِمْتُ ومَا الْإِشْرَافُ مِنْ طَمَعِي ... أنَّ الذي هُوَ رِزْقي سَوْفَ يَأْتِينِي⁣(⁣٢)

  وَنُهْبَةٌ ذَاتُ شَرَفٍ: أي ذَاتُ قَدْرٍ وقِيمَةٍ ورِفْعَةٍ، يَرْفَعُ النَّاسُ أَبْصَارَهم إِليها، ويَسْتَشْرِفُونَهَا، ويُرْوَى بالسِّينِ، وقد أَشَارَ له المُصَنِّفُ في «س ر ف».

  وَاسْتَشْرَفَ إِبِلَهم: تَعَيَّنَها لِيُصِيبَها بالعَيْنِ.

  وَدَنٌّ شَارِفٌ: قَدِيمُ الخَمْرِ، قال الأَخْطَلُ:

  سُلَافَةٌ حَصَلَتْ مِنْ شَارِفٍ حَلِقٍ ... كَأَنَّمَا فَارَ منها أَبْجَرٌ نَعِرُ

  وَشَرَّفَ النَّاقَةَ، تَشْرِيفاً: كادَ يَقْطَعُ أَخْلافَهَا بالصَّرِّ، قالَهُ ابنُ الأَعْرَابِيِّ، وأَنْشَدَ:

  جَمَعْتُهَا مِنْ أَيْنُقٍ غِزَارِ ... مِن اللَّوا شُرِّفْنَ بِالصِّرَارِ

  أرادَ: مِنَ اللَّوَاتِي، وإِنَّمَا يُفْعَلُ ذلك بها ليَبْقَى بُدْنُها وَسِمَنُهَا، فيُحْمَل عليها في السَّنَةِ المُقْبِلَةِ.

  وَثَوْبٌ مُشَرَّفٌ: مَصْبُوغٌ أَحْمَرُ، وقال أَيضاً: العُمَرِيَّةُ: ثِيَابٌ مَصْبُوغَةٌ بالشَّرَفِ، وهو طِينٌ أَحْمَرُ، وثَوْبٌ مُشَرَّفٌ: مَصْبُوغٌ بالشَّرَفِ، وأَنْشَدَ:

  أَلا لا يَغُرَّنَّ⁣(⁣٣) امْرَأً عُمَرِيَّةٌ ... علَى غَمْلَجٍ طَالَتْ وتَمَّ قَوَامُهَا

  وَيُقال: شَرْفٌ وشَرَفٌ للْمَغْرَةِ، وقال اللَّيْثُ: الشَّرَفُ: [شجرٌ له]⁣(⁣٤) صِبْغٌ أَحْمَرُ، يُقال له: الدَّارْ بَرْنَيان، وقال الأَزْهَرِيُّ: والقَوْلُ ما قَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ في المُشَرَّفِ⁣(⁣٥).

  وَكَعْبُ بنُ الأشْرَفِ، مِن رؤَسَاءِ اليهُودِ.

  وَأَبو الشَّرْفَاءِ: مِن كُنَاهم، قال:

  أَنا أبو الشَّرْفَاءِ مَنَّاعُ الْخَفَرْ

  أَراد: مَنَّاعَ أَهْلِ الخَفَرِ.

  وَالشُّرَفَا، والأَشْرَفِيَّاتُ، ومُنْيَةُ شَرَفٍ، ومُنْيَةُ شَرِيفٍ: قُرًى بمصرَ، من أَعْمَالِ المَنْصُورَةِ، ومُنْيَةُ شَرِيفٍ: أُخْرَى من الغَرْبِيَّةِ، وأُخْرَى مِن المَنُوفِيَّةِ.

  وَمُشَيْرَفُ، مُصَغَّرًا: قَرْيَةٌ بالمَنُوفِيَّةِ، وهي في الدِّيوانِ: شُمَيْرَفُ، بتَقْدِيمِ الشّينِ، كما سيأتِي.

  وَكزُبَيْرٍ: شُرَيْفُ بنُ جِرْوَةَ بنِ أُسَيْدِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِيمٍ.

  في نَسَبِ حَنْظَلَةَ الكاتبِ.

  وَإِبراهيمُ بنُ شُرَيْفٍ، عن أبي طالبِ بنِ سَوادَةَ، وعنه عُمَرُ بنُ إبراهيمَ الحَدَّادُ.

  وَشِرَافَةُ، بالكَسْرِ: قَرْيَةٌ بالمَوْصِلِ، ذكَرَه ابنُ العَلاءِ الفَرَضِيِّ.

  وَشُرَّافَةُ المَسْجِدِ، كتُفَّاحةٍ، والجَمْعُ: شَرَارِيفُ، هكذا اسْتَعْمَلَهُ الفُقَهَاءُ، قال شيخُنَا: وهو من أَغْلاطِهِم، كما نَبَّه عليه ابنُ بَرِّيّ، ونَقَلَهُ الدَّمَامِينِيُّ في شَرْحِ التَّسْهِيلِ.

  وَقَطَع الله شُرُفَهُمْ - بضَمَّتَيْنِ - أي: أُنُوفَهم، نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ.

  [شرنف]: الشِّرْنَافُ، بالنُّونِ، أَهْمَلَهُ الجَوهَرِيُّ، وقال اللَّيْثُ: هو كَالشِّريَافِ، بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ: الذي تقدَّم ذِكْرُه في التي تقدَّمَتْ.

  ويُقَالُ: شَرْنَفَ الزَّرْعَ: إذا قَطَعَ شِرْنَافَهُ، وَذلك إذا طَالَ وَكَثُرَ حتى يُخَافَ فَسَادُهُ، وهي كلمةٌ يَمانِيَةٌ، وشَكَّ الأَزْهَرِيُّ في الشِّرْنَافِ، وشَرْنَفْتُ، أَنَّهما باليَاءِ أو بالنُّونِ، وجَعَلَهما زَائدتَيْنِ⁣(⁣٦).


(١) الذي في الصحاح: «واستشرفت إِبلهم: أي تعيّنتها» زيد في التهذيب: لتصيبها بالعين. وسيرد هذا المعنى قريباً.

(٢) اللسان وبهامشه: قوله: «من طمعي» في شرح ابن هشام لبانت سعاد: من خُلُقي.

(٣) التهذيب واللسان: لا تغرّن.

(٤) زيادة عن التهذيب. وسقطت لفظة «شجر» من اللسان.

(٥) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: في تفسير الشَّرَف.

(٦) قول الأزهري كما حكاه في التهذيب «شرف»: قلت، لا أدري هو شرنفوا زرعهم بالنون أو شريفوا بالياء، وأكبر ظني أنه بالنون لا بالياء.