تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بلجه]:

صفحة 20 - الجزء 19

  وبَلْهَ بمعْنَى على؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَنْبارِي عن جماعَةٍ.

  وقالَ الفرَّاءُ: مَنْ خَفَضَ بها جَعَلَها بمنْزِلَةِ على وما أَشْبَهها مِن حُرُوفِ الخَفْضِ.

  والبُلَهاءُ، ككُرَماءِ: البُلَداءُ، مُوَلَّدَةٌ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [بلجه]: بُلْجَيه، بضمِّ فسكونٍ ففتحٍ: قَرْيةٌ بمِصْرَ من الدقهلية والنِّسْبَةُ بلجيهيُّ.

  [بنه]: بِنْها، بالكسْرِ والقَصْرِ: أَهْمَلَهُ⁣(⁣١) الجماعَةُ.

  وقالَ ابنُ الأثيرِ: هي ة بمِصْرَ مِن أَعْمالِ الشرقية.

  وقالَ غيرُهُ: هي على ستَّةِ فَراسِخَ من فُسْطاطِ مِصْرَ.

  قالَ ابنُ الأثيرِ: والناسُ اليوم يَفْتحُونَ الباءَ.

  * قُلْتُ: وهو المَشْهُورُ على أَلْسِنَتِهم ولا يَعْرفونَ الكَسْر.

  عَسَلَهُ فائِقٌ.

  قالَ شيْخُنا: الظاهِرُ عَسَلُها لأَنَّ الضّميرِ للقَرْيةِ وكأَنَّه ظَنَّها بلداً.

  وقد جاءَ ذِكْرُها في الحدِيثِ: وبارَكَ النبيُّ في عَسَلِها، بقوْلِه: «بارَكَ اللهُ في بِنْها وعَسَلِها»، فالدُّعاءُ منه لأهْلِها ولعَسَلِها. ومن منذ زمان لا يُوجدُ فيها عَسَل، ولا يَقْتنونَ النَّحْلَ إِلَّا ما جُلِبَ مِن حَوالَيْها وقد شَمَلَتْهم بَرَكَةُ دُعائِه ، وهُم أَحْسَنُ الناسِ أَخْلاقاً وأَلْينهم عَرِيكةً، والغالِبُ عليهم الصِّلاحُ ومُلازَمَة السُّنَّةِ؛ وَرَدْتُ عليهم مِراراً حينَ ذِهابي إِلى دمياط ورُجُوعي إِليهم فوَجَدْتهم أَهْلَ البرِّ والحَبِّ واللّطافَةِ، وخَرَجَ منها أَكابِرُ العُلَماءِ والمُحدِّثِين، فمن مُتَأَخِّريهم الشَّمْسُ محمدُ بنُ محمدِ بنِ إِسْماعيلَ البِنْهاوِيُّ الشافِعِيُّ رَوَى عن ابنِ الشّحْنَةِ، وعنه الحافِظُ السّخاوِي والبرهان البقاعي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  [بنجده]: بَنجدِيه⁣(⁣٢)، بفتْح فسكون نونٍ وجيمِ وكسْرِ الدالِ: قَرْيةٌ مِن عَمَلِ خُرَاسانِ؛ ويقالُ لها أَيْضاً فنجديه بالفاءِ أولاً ومَعْناه خَمْس قُرًى، وإِليها يُنْسَبُ الحافِظُ أَبو سعْدٍ⁣(⁣٣) محمدُ بنُ عبدِ الرحمنِ المَسْعودِي شارحُ المَقامَات الحَرِيرِيَّة.

  [بوه]: البُوهَةُ، بالضَّمِّ: الصَّقْرُ يَسْقُطُ رِيشُه كالبُوهِ.

  وأَيْضاً: الرَّجُلُ الضَّاوِيُّ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.

  وقيلَ: الضَّعيفُ الطَّائِشُ.

  وقيلَ: الأَحْمَقُ؛ قالَ امرؤُ القَيْسِ:

  أَيا هِنْدُ لا تَنْكحِي بُوهةً ... عليه عَقيقتُه أَحْسَبا⁣(⁣٤)

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: هي البُومَةُ الصَّغيرَةُ، ويُشَبَّه بها الأَحْمقُ مِن الرِّجالِ؛ وأَنْشَدَ قَوْل امْرِئِ القَيْسِ.

  والبُوهَةُ: الصُّوفَةُ المَنْفُوشَةُ تُعْمَلُ للدَّواةِ قَبْلَ أَن تُبَلَّ.

  وأَيْضاً: الرِّيشَةُ تَلْعَبُ بها الرِّياحُ في الجوِّ بينَ السَّماءِ والأرْضِ.

  وفي الصِّحاحِ: قَوْلُهم: صُوفَةٌ في بُوهَةٍ يرادُ بها الهَباءُ المَنْثورُ الذي يُرى في الكَوَّةِ.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: هو ما أَطارَتْه الرِّيحُ مِن التُّرابِ.

  يقالُ: هو أَهْونُ من صُوفةٍ في بُوهةٍ.

  وباهَ للشَّيءِ يَبوهُ ويَباهُ بَوْهاً وبَيْهاً: تَنَبَّه له وفطنَ كبَأَه وأَبه والبُوهُ أَيْضاً: ذَكَرُ البُومِ، كالبُوهَةِ، أَو كبيرُه؛ قالَ رُؤْبَة يَذْكُرُ كِبَره:

  كالبُوه تحت الظُّلَّة المَرْشوشِ⁣(⁣٥)


(١) كذا، والمادة مذكورة في اللسان في ترجمة مستقلة.

(٢) قيدها ياقوت: بَنْج دِيه، معناه بالفارسية الخمس قرى، وهي كذلك خمس قرى متقاربة.

(٣) في معجم البلدان: «أبو عبد الله».

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٧٤ وفي شرحه: البوهة: البومة العظيمة تضرب مثلاً للرجل الضعيف الذي لا خير فيه ولا عقل. والبيت في اللسان والصحاح والمقاييس ١/ ٣٢٤ والتهذيب.

(٥) ديوانه ص ٧٩ والمقاييس ١/ ٣٢٤ واللسان، وقبله:

لما رأتني نزق المتحفيش ... ذا رثيات دهش التدهيش