تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عزف]:

صفحة 384 - الجزء 12

  وقد عَرَفَ عندَ المُصِيبَةِ: إذا صَبَرَ.

  وَعَرُفَ، ككَرُمَ، عَرافَةً: طابَ رِيحُه.

  وَأَعْرفَ الطَّعامُ: طابَ عَرْفُه، أي رائِحَتُه.

  وَالأَعَارفُ: جِبالُ اليمامَةِ، عن الحَفْصِيِّ.

  وَالأَعْرَفُ: اسمُ جَبَلٍ⁣(⁣١) مُشْرِفٍ على قُعَيْقِعانَ بمَكَّةَ.

  وَالأُعَيْرِفُ: جَبَلٌ لطَيِّئٍ، لهم فيه نَخْلٌ، يُقالُ له: الأَفِيقُ.

  وَعَرَف، مُحَرَّكَةً: من قُرَى الشِّحْرِ باليَمَنِ.

  وَعَبْدُ الله بنُ مُحمَّدِ بنِ حُجْرٍ العَرّافيُّ بالفتح [مع التَّشديد]⁣(⁣٢) رَوَى عن شيخٍ يُكْنَى أَبا الحَسَنِ، وعنه حَسَنُ ابنُ يَزْدادَ.

  [عزف]: عَزَفَتْ نَفْسِي عنه تَعْزِفُ بالكسرِ وتَعْزُفُ بالضمِّ، عَزْفاً، وعُزُوفاً: تَرَكَتْه بعدَ إِعْجابِها به.

  وزَهِدَتْ فِيه، وانْصَرَفَتْ عنه وقِيلَ: سَلَتْ.

  أو عَزَفَتْ: مَلَّتْهُ وهذه عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  أو صَدَّتْ عنهُ فهو عَزُوفٌ عنه: أي عن الأَمرِ، إذا أَباهُ، وَأَنْشَدَ اللَّيْثُ:

  أَلَم تَعْلَمِي أَنِّي عَزُوفٌ عن الهَوَى ... إذا صاحِبِي في غَيْرِ شَيءٍ تَعَصَّبَا⁣(⁣٣)

  وَأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ للفَرَزْدَقِ يُخاطب نفسَه:

  عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ ... وَأَنْكَرْتَ من حَدْراءَ ما كُنْتَ تَعْرِفُ

  وَقد تَقَدَّم البَحْثُ فيهِ في: «عشش» وفي «حدر».

  والعَزْفُ، والعَزِيفُ: صوتُ الجِنِّ، وهو جَرْسٌ يُسْمَعُ في المَفاوِزِ باللَّيْلِ.

  وَقِيلَ: هو صَوْتٌ يُسمَعُ باللَّيْلِ كالطَّبْلِ.

  وَقِيلَ: هو صَوْتُ الرِّياح في الجَوِّ، فتَوَهَّمَه أَهلُ البادِيَةِ صَوْتَ الجِنِّ، وفيه يَقُولُ قائِلُهم:

  وإِنِّي لأَجْتابُ الفَلاةَ وبَيْنَها ... عوازِفُ جِنّانٍ وهامٌ صَواخِدُ

  وَقد عَزَفَت الجِنُّ تَعَزِفُ عَزْفاً، وعَزِيفاً، ومن حديثِ ابنِ عبّاسٍ: «كانَت الجِنُّ تَعْزِفُ اللَّيْلَ كُلَّه بينَ الصَّفا والمَرْوَةِ».

  والعَزّافُ كشَدّادٍ: سَحابٌ يُسْمَعُ فيه عَزِيفُ الرَّعْدِ وهو دَوِيُّهُ، قال جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّى يَدْعُو على رَجُلٍ:

  يا رَبَّ رَبَّ المُسْلِمِينَ بالسُّوَرْ ... لا تَسْقِه صَيِّبَ عَزّافٍ جُؤَرْ

  ذِي كِرْفِئٍ وذي عِفاءٍ مُنْهَمِرْ

  هكَذا أَورَدَه الأَصْمَعِيُّ والفارِسيُّ، وروايةُ ابنِ السّكِّيتِ «غَرّاف» بالغين معجمة.

  والعَزّافُ: رَمْلٌ لبَنِي سَعْدٍ صفةٌ غالبةً، مشتَقَّةٌ من عَزِيفِ الجنِّ.

  أَو جَبَلٌ بالدَّهْناءِ قال السُّكَّرِيُّ: على اثْنَيْ عَشَرَ مِيلاً مِنَ المَدِينَةِ قيل: سُمِّيَ به لأَنّه كانَ يُسْمَعُ به عَزِيفُ الجِنِّ وهو يسْرَةَ طَرِيقِ الكُوفَةِ من زَرُودَ، قال جرِيرٌ:

  بين المُخَيْصِرِ فَالعَزّافِ منْزِلةً ... كالوَحْيِ مِنْ عَهْدِ مُوسَى في القَراطِيسِ⁣(⁣٤)

  وَفي الصِّحاحِ: ويُقال: أَبْرقُ العَزّافِ، وهو قَرِيبٌ من زرُودَ.

  وفي العُبابِ: ويُقال: أَبْرَقُ العزّافِ: ماءٌ لبَنِي أَسَد بنِ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ مَشْهُورٌ، له ذِكْرٌ في أَخبارِهِمْ وهو في طَرِيقِ القاصِدِ إلى المَدِينةِ من البَصْرَةِ يُجاءُ مِنْ حَوْمانَةِ الدَّرّاجِ إِليهِ، ومنه إلى بَطْنِ نَخْلٍ، ثُم الطَّرْفِ، ثُم المَدِينَةِ وَمِثْلُه في المُعْجَم، قال الشاعِرُ:

  لِمَن الدِّيارُ بأَبْرَقِ العَزّافِ ... أَضْحَت تَجُرُّ بِهَا الذُّيُولَ سوافِ

  وَقالَ ابنُ كَيْساني: أَنْشَدَنِي المَبرِّدُ لرَجُلٍ يَهْجُو بنِي سَعِيدِ ابنِ قُتَيْبةَ البِاهِليِّ:

  وَكأَنَّنِي لمّا حَطَطْتُ إِليهِمُ ... رَحْلِي نَزَلْتُ بأَبْرَقِ العَزّافِ


(١) في معجم البلدان «الأعراف»: «للجبل المشرف».

(٢) زيادة عن المطبوعة الكويتية، اقتضاها السياق.

(٣) في اللسان «على الهوى» بدل «عن الهوى»، وفي المحكم: «تغضّباً» بدل «تعصباً».

(٤) ويروى: «بين المحيصر».