تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حيي]:

صفحة 356 - الجزء 19

  والحَوِيَّةُ: مَرْكَبٌ يُهَيَّأُ للمرْأَةِ لتَرْكبُته.

  وقد حَوَّى حَوِيَّةً: عَمِلَها.

  والحَوِيُّ، كغَنِيِّ: العَليلُ: نَقَلَهُ الأزهريُّ.

  وماءٌ لبَلْقَين.

  وكسُمَيِّ: جَبَلٌ في دِيار خَثْعَم.

  واحْتَوَى حَوِيّاً: عَمِلَ حَوْضاً لإبلِهِ.

  والحَوَايا: حَفائِرُ مُلْتَوِية يَمْلَؤُها ماءُ السَّماءِ⁣(⁣١) فيَبْقى فيها دَهْراً طَويلاً، لأنَّ طينَ أَسْفلها عَلِكٌ صُلْبٌ يُمْسِكُ الماءَ، واحِدَتُه حَوِيَّةٌ، ويُسَمِّيها العَرَبُ الأَمْعاء تَشْبيهاً بحَوَايا البَطْنِ يَسْتَنْقِعُ فيها الماءُ.

  وقالَ أَبو عَمْروٍ: الحَوايا المَساطِحُ؛ وهو أَن يَعْمِدُوا إلى الصَّفا فيَحُوون له تُراباً وحِجارَةً تَحْبِسُ عليهم الماءَ.

  وقالَ ابنُ بَرِّي: الحَوايا آبارٌ تُحْفَر ببِلادِ كلْبٍ في أَرْضٍ صُلْبَة يُحْبَس فيها ماءُ السَّيولِ يَشْربونَه طُولَ سَنَتِهم؛ عن ابنِ خَالَوَيْه.

  وقالَ ابنُ سِيدَه الحَوِيَّةُ صَفاةٌ يُحاطُ عليها بالحِجارَةِ أَو التُّرابِ فيَجْتمِع فيها الماءُ.

  وقالَ نَصْر: حوايا بِناءٌ بالصحرِ كهَيْئةِ البرْكةِ دونَ التَّغْلبيَّة⁣(⁣٢) يِقُربِ أود.

  ويقالُ لمُجْتَمَعِ بُيُوتِ الحَيِّ: مُحْتَوًى ومَحْوًى، والجَمْعُ مَحاوِي⁣(⁣٣)؛ نَقَلَهُ الليْثُ، وأَنْشَدَ:

  ودَهْماء تَسْتَوْفي الحرورَ كأنَّها ... بأَفْنِيَةِ المَحْوَى حِصانٌ مُقَيَّد

  * قُلْتُ: والمَحْوَى لُغَةُ اليَمَنِ وهم يطْلِقُونَه على بُوَيْتاتٍ قَلِيلَةٍ مُجْتَمِعَة في الرِّيف.

  وحُوَيٌّ، كسُمَيَّ: اسمٌ؛ أَنْشَدَ ثَعْلب لبعضِ اللّصوص:

  تقولُ وقد نَكَّبْتُها عن بلادِها ... أَتَفْعَلُ هذا يا حُوَيُّ علي عَمْدِ؟

  والحُوَيَّا⁣(⁣٤)، كالثُّرَيَّا: ماءٌ في حقفِ رَمْلَة لعبدِ اللهِ بنِ كِلابٍ؛ عن نَصْر.

  وفي حدِيثِ أَنَس: «شَفاعَتِي لأَهْلِ الكَبائِرِ من أُمَّتِي حتى حَكَمٍ وحاءٍ»؛ وهُما حَيَّان مِن اليَمَنِ مِن وَرَاء رَمْل يَبْرينَ.

  قالَ أَبو موسَى: يَجوزُ أنْ يكونَ حاء من الحُوِّ، وقد حُذِفَتْ لامُه، ويَجوزُ أنْ يكونَ من حَوَى يَحْوِي، ويجوزُ أَنْ يكونَ مَقْصوراً لا مَمْدوداً.

  وحكَى ثَعْلَب عن أَبي⁣(⁣٥) معاذٍ الهَرَّاء أَنَّه سَمِعَ العَرَبَ تقولُ: هذه قَصِيدَةٌ حاوِيَّةٌ، أَي على الحاءِ؛ ومنهم مَنْ يقولُ حائِيَّةٌ.

  [حيي]: ي الحِيُّ، بكسْر الحاءِ: الحَياةُ زَعَمُوا؛ قالَهُ ابنُ سِيدَه، وأَنْشَدَ للعجَّاجِ:

  كأنَّها إذِ الحَياةُ حِيُّ ... وإِذْ زَمانُ الناسِ دَغْفَلِيُّ⁣(⁣٦)

  ووكذلِك الحَيَوانُ بالتَّحْرِيكِ⁣(⁣٧)؛ ومنه قوْلُه تعالى: {وَإِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ}⁣(⁣٨)، أَي دارُ الحَياةِ الدَّائِمَةِ.

  قالَ الفرَّاءُ: كسر أَوَّل حِيِّ لئَلَّا تُبْدَل الياءُ واواً كما قالوا بِيضٌ وعِينٌ.

  قال ابنُ برِّي: الحِيُّ والحَيَوانُ والحَياةُ مَصادِرُ، ويكونُ⁣(⁣٩) الحَيَوانُ صِفَةً كالحِيِّ كالصَّمَيانِ للسَّرِيعِ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: والحَياةُ كُتِبَتْ في المصْحفِ بالواوِ ليعلمَ أنَّ الواوَ بعْدَ الياءِ في حَدِّ الجَمْعِ، وقيلَ: على تَفْخِيم الألفِ.

  وحَكَى ابنُ جنِّي عن قُطْرُب أنَّ أَهْلَ اليَمَنِ يقُولُونَ:


(١) في التهذيب: ماء السيل.

(٢) في ياقوت: الثعلبية.

(٣) اللسان: «محاوٍ».

(٤) قيدها ياقوت بالمدّ.

(٥) في اللسان: «عن معاذ» باسقاط «أبي».

(٦) ديوانه ص ٣١٣ واللسان والتكملة. ويروى: فإن تسألوني بالبيان.

(٧) في القاموس: محركة.

(٨) سورة العنكبوت، الآية ٦٤.

(٩) في اللسان: وتكون الحياة.