تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فعل]:

صفحة 583 - الجزء 15

  بعدُ؛ وفي الصِّحاحِ: زَمَنٌ بدلُ دَهْر.

  أَو زَمَنُ الفِطَحْلِ: زَمَنُ نوحٍ، # وعلى نبيِّنا.

  أَو زَمَنٌ كانَتِ الحِجارَةُ فيه رِطاباً، وهكذا أَجابَ به رُؤْبَة حينَ سُئِلَ عنه.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ الجرميُّ: سأَلْتُ أَبا عُبَيْدَة عنه فقالَ: الأَعْرابُ تقولُ: زَمَنٌ كانَتِ الحِجارَةُ فيه رطْبةً، انتَهَى.

  وقالَ بعضُهم:

  زَمَن الفِطَحْل إذ السَّلام رِطاب⁣(⁣١)

  وقالَ أَبو حنيفَةَ: أَتَيْتك عامَ الفِطَحْل والهِدَمْلة، يعْني زَمَن الخِصْبِ والرِّيفِ.

  وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدَةَ للعجَّاجِ كما في الصِّحاحِ، والصَّوابُ لرُؤْبَة، كما في العُبَابِ، ونبَّه عليه أَبو سَهْلٍ الهَرَويُّ.

  ويُرْوَى أَنَّ رُؤْبَة بن العجَّاجِ نَزَلَ ماءً مِن المِياهِ فأراد أَنْ يتزوَّجَ امْرأَةً فقالَتْ له المرْأَةُ: ما سِنُّك ما مالُكَ ما كذا؟

  فأَنْشَأَ يقولُ:

  لمَّا ازْدَرَتْ نَقْدِي وقلَّتْ إبلي

  تأَلَّقَتْ واتَّصَلَتْ بعُكْل

  تَسْأَلُني عن السِّنِين كَمْ لي؟

  فقلت: لو عَمَّرْتُ عمرَ الحِسْل

  أَو عُمْرَ زمنَ الفِطَحْل

  والصَّخْر مُبْتَلٌّ كطِين الوَحْل

  أَو أَنَّني أُوتِيتُ عِلْم الحُكْل

  عِلْم سُلَيْمن كلامَ النَّمْل

  كنتُ رَهِين هَرَم أَو قَتْل⁣(⁣٢)

  والفِطَحْلُ: السَّيْلُ؛ عن شَمِرٍ.

  وأَيْضاً: التَّارُ العَظيمُ، عن ابنِ عَبَّادٍ.

  وأَيْضاً: الضَّخْمُ من الإِبِلِ، كسِبَحْلٍ عن الفرَّاءِ وشَمِرٍ.

  وفَطْحَل، كجَعْفَرٍ، وعليه اقْتَصَرَ الجوْهرِيُّ؛ زادَ الصَّاغانيُّ: وفُطْحُل مِثَالُ قُنْفُذٍ وبرقعٍ: اسْمُ رجُلٍ؛ وأَنْشَدَ ثَعْلَب: قلْتُ: وهو لجُبَيْرِ بنِ الأَضْبط:

  تَباعَد مني فَطْحَلٌ إذ سأَلْتُه

  أَمينَ فزادَ اللهُ ما بَيْننا بُعْدَا⁣(⁣٣)

  وفي الصِّحاحِ: إذ دَعَوْته؛ وبخطِّه في الهامِشِ: إذ رأَيْتُه.

  ووَقَعَ في نسخِ المُحْكَم: تَباعَد مني فَحْطَل، بتقْدِيمِ الحاءِ وقد أَشَرْنا إليه.

  [فعل]: الفِعْلُ، بالكسْرِ: حَرَكَةُ الإنْسانِ.

  وقالَ الصَّاغانيُّ: هو إحْداثُ كلِّ شيءٍ مِن عَمَلٍ أَو غَيرِهِ فهو أَخَصُّ مِن العَمَلِ.

  أَو كِنايةٌ عن كُلِّ عَمَلٍ مُتَعَدٍّ أَو غَيْر مُتَعَدٍّ كما في المُحْكَمِ.

  وقيلَ: هو الهَيْئَةُ العارِضَةُ للمُؤَثِّر في غيرِهِ بسَببِ التَّأْثيرِ أَوَّلاً كالهَيْئةِ الحاصِلَةِ للقاطِعِ بسَببِ كَوْنِه قاطِعاً؛ قالَهُ ابنُ الكَمالِ.

  وقالَ الرَّاغبُ: الفِعْلُ التَّأْثيرُ مِن جهَةِ مُؤَثِّر وهو عامٌّ لمَا كانَ بإِيجادِهِ أَو بغيرِهِ⁣(⁣٤) ولمَا كان بعلْمٍ أَو بغيرِهِ، ولمَا كان بقَصْدٍ أَو غيرِهِ، ولمَا كانَ مِن الإِنْسانِ أَو الحَيوانِ أَو الجَمادِ، والعَمَلُ والصّنعُ أَخَصّ⁣(⁣٥) منه، انتَهَى.

  وقالَ الحراليُّ: الفِعْلُ ما ظَهَرَ عن داعِيَةٍ من الموقعِ كانَ عن عِلْمٍ أَو غيرِ عِلْم لتَدَيّنٍ كان أَو غيرِهِ.

  وقالَ الجوينيُّ: الفِعْلُ ما كانَ في زَمَنٍ يَسيرٍ بِلا تَكْرِير، والعَمَلُ ما تَكرَّرَ وطَالَ زَمَنُه واسْتَمرَّ وردّ بحديث ما فعل النغير. والفِعْلُ عندَ النُّحاةِ ما دَلَّ على معْنىً في نفْسِه مُقْترنٍ بأَحدِ الأَزْمِنَةِ الثلاثَةِ.

  وقالَ السَّعْدُ في شرْحِ التَّصريفِ: الفِعْلُ بالكسْرِ، اسْمٌ لكَلِمَةٍ مَخْصوصَةٍ، وبالفَتْحِ مَصْدَرُ فَعَلَ، كمَنَعَ، وفَعَلَ به يَفْعَلَ فَعْلاً وفِعْلاً، فالاسْمُ مَكْسورٌ والمَصْدَرُ مَفْتوحٌ.


(١) اللسان.

(٢) اللسان والسادس في الصحاح مع شطرٍ آخر.

وقد أتانا زمن الفطحل

ونسبهما للحجاج، وصوب الصاغاني في التكملة نسبتهما لرؤبة، والرجز في ديوانه ص ١٣٥.

(٣) اللسان في مادتي «فحطل وفطحل» والصحاح.

(٤) في المفردات: باجادة «أو غير إجادة».

(٥) في المفردات: والعمل مثله، والصنع أخص منهما.