تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[رحو]:

صفحة 450 - الجزء 19

  أَي ما خِفْتُكَ، ولا تقولُ رَجَوْتُك في مَعْنى خِفْتُك؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:

  إذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها ... وحالَفَها في بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِ⁣(⁣١)

  قالَ الجَوْهريُّ: أَي لم يَخَفْ ولم يُبالِ.

  وأَنْشَدَ الزَّمخشريُّ في الأساسِ:

  تَعَسَّفْتُها وَحْدِي ولم أَرْجُ هَوْلَها ... بحَرْفٍ كقَوْسِ البانِ باقٍ هِبابها

  وقالَ الراغبُ بَعْدَما ذكرَ قَوْل أَبي ذُؤَيْب: ووَجْهُ ذلك أَنَّ الرَّجاءَ والخَوْفَ يَتلازمانِ.

  وفي المِصْباح: لأنَّ الرَّاجي يَخافُ أنَّه لا يُدْرِكُ ما يَتَرَجَّاه.

  ورَجاءٌ ومُرَجّى: اسْمانِ؛ وكَذلِكَ المُرْتَجى.

  وأَبو رَجاءٍ: العُطارِديُّ محدِّثٌ.

  وأَبو رَجاءٍ السَّرْخَسيُّ صاحِبُ الجامِعِ بسَرْخَس الذي نُسِبَ إليه أَبو الفَضْل الرّجائيّ.

  وأَرْجاءُ: مَوْضِعٌ بأَصْبَهان منه: عليُّ بنُ عُمَر بنِ محمدِ ابنِ الحَسَنِ الأَرْجائيُّ المحدِّثُ.

  وأَبو رَجوان: قَرْيةٌ بمِصْرَ في الصَّعيد الأَدْنى.

  [رحو]: والرَّحا: م مَعْروفَةٌ، مُؤَنَّثَةٌ، وهي الحجرُ العَظيمُ المُسْتديرُ الذي يُطْحَنُ به، وهُما رَحَوانِ، بالتَّحْريكِ، والياءُ أَعْلَى.

  قالَ الجوهريُّ: وكلُّ مَنْ مَدَّ فقالَ رَحاءٌ ورَحاآنِ وأرْحِيَةٌ مِثْل عَطاءٍ وعَطاآنِ وأَعْطِيَة، جَعَلَ الأَلِفَ مُنْقَلِبَة عن الواوِ، ولا أَدْرِي ما حُجَّته وما صِحَّتُه.

  ورَحَوْتُها رَحْواً: عَمِلْتُها؛ والياءُ أَكْثَر، كما في المُحْكَم. أَو أَدَرْتُها، كما في الصِّحاحِ.

  ورَحَتِ الحَيَّةُ تَرْحُو: اسْتَدَارَتْ وتَلَوَّتْ، كتَرَحَّتْ؛ كما في الصِّحاحِ.

  زادَ ابنُ سِيدَه: كالرَّحَى، ولذا يقالُ لها إحْدَى بَناتِ طَبَقٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  قَصْعَةٌ رَحَّاءُ، ككتَّانٍ: قَريبَةُ القَعْرِ.

  وقيلَ: واسِعَةٌ.

  والمُرَحَّي، كمُحَدِّثٍ: الثرى في الأرْضِ مقْدَار الرَّاحَةِ؛ عن أَبي حَنيفَةِ.

  [رحي]: ي كرَحَيْتُها رَحْياً: أَي عَمِلْتُها أَو أَدَرْتُها؛ وقَوْلَه: نادِرَةٌ، مُخالِفٌ لمَا في الأُصُولِ: الصِّحاح والتَّهْذِيب والمُحْكَم، إنَّهما لُغتانِ صَحِيحتانِ، وقَوْله: فيهما، أَي في العَمَلِ والإِدارَةِ، والأَلِفُ مُنْقلِبَة عن الياءِ، تقولُ هُما رَحَيانِ، بالتَّحْريكِ، وأَنْشَدَ الجوهريُّ لمُهَلْهِل:

  كأَنَّا غُدْوَةً بَني أَبينا ... بجَنْبِ عُنَيْزَةٍ رَحَيا مُدِيرِ⁣(⁣٢)

  ج في القلَّةِ: أَرْحٍ، والكَثيرِ: أَرْحاءٌ، ويقالُ: أُرْحِيٌّ بالضمِّ وكسْر الحاءِ وتَشْديدِ الياءِ، ورُبَّما قالوا: رُحِيٌّ ورِحِيٌّ، بالضمِّ والكسْرِ، وأَرْحِيَةٌ، نادِرَةٌ وكَرِهَها بعضُهم كما في المُحْكم.

  وفي التَّهْذيبِ: كأنَّها جماعَةُ الجماعَةِ.

  وقالَ أَبو حاتِمٍ: أَرْحاءٌ، ومَنْ قالَ أَرْحِيَةٌ فقد أَخْطَأَ، وكذا في قَفا.

  وفي المِصْباح: قالَ ابنُ الأنبارِي: والاخْتِيارُ أَنْ يُجْمَع الرَّحَا على الأَرْحاء لأنَّ جَمْع فعل عن أَفْعِلة شاذٌّ.

  وقالَ الزجَّاجُ: ولا يَجوزُ أَرْحِيَة لأنَّ أَفْعلة جَمْعُ المَمْدودِ ولا المَقْصُور، وليسَ في المَقْصورِ شيءٌ يُجْمَع على أَفْعلة.


(١) ديوان الهذليين ١/ ١٤٣ واللسان والصحاح والمفردات للراغب، والتهذيب وفيهما «عوامل» والمقاييس ٢/ ٤٩٥ وفيها:

وخالفها في بيت نوب عوامل

(٢) الأساس بدون نسبة.