تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شجذ]:

صفحة 372 - الجزء 5

  لَقَدْ أُوقِدَتْ نَارُ الشَّبَرْذَى بِأَرْؤُسٍ ... عِظَامِ الِلُّحَى مُعْرَنْزِمَاتِ اللهَازِمِ

  ويُرْوَى الشَّمَرْذَى، والميم في كلّ ذلك لُغَة، قاله الأَزهَرِيّ.

  والشَّبْرَذَةُ: السُّرْعَة فيما أَخَذَ فيه، كالشَّمْرَذَةِ.

  [شجذ]: الشَّجْذَةُ: المَطَرَةُ الضَّعيفة، وهي فَوْقَ البَغْشَةِ والمِشْجَاذُ: المِقْلَاعُ، نقلَه الصاغانيّ وقال: كأَنّه بُنِيَ من الثلاثيِّ، قال عَمْرُو بن حُمَيلٍ.

  كَمْشُ التَّوَالِي رَيِّثُ النَّفَاذِ ... دِرَّاتِ لَا خَالٍ ولا مِشْجَاذِ

  وشَجَاذِ، كقَطَامِ، مَعْدُولٌ منه قال عمْرٌو أَيضاً:

  تَدُرُّ بَعْدَ الوَبَلَى شَجَاذِ ... مِنْهَا هَمَاذِيٌّ إِلَى هَمَاذِي⁣(⁣١)

  وأَشْجَذَه الشيءُ: اشتَدَّ عليه وآذَاه، نقلَه الصاغانيُّ.

  وأَشْجَذَ المَطَرُ: أَنْجَمَ بَعْدَ الإِثْجامِ، وعن الأَصمعيّ: أَشْجَذَ المَطَرُ منذُ حِينٍ، أَي نأَى وبَعُدَ وأَقْلَعَ بعد إِثْجامِه.

  وأَشْجَذَتِ السَّمَاءُ: ضَعُفَ مَطَرُهَا وسَكَن، قال امرؤُ القَيْسِ يصف دِيمَةً:

  تُخْرِجُ الوَدَّ إِذَا مَا أَشْجَذَتْ ... وَتُوَارِيهِ إِذَا مَا تَشْتَكِرْ⁣(⁣٢)

  يقول: إِذا أَقْلَعَتْ هذه الدِّيَمةُ ظَهَر الوَتِدُ، فإِذا عادَتْ مَاطِرَةً وَارتْهُ.

  * ومما يستدرك عليه:

  يقال: أَشْجَذَت الحُمَّى، إِذا أَقْلَعَتْ. وقرأْت في التهذيب لابن القطّاع: أَشْجَذَ المَطَرُ إِذا أَقْلَع، وأَيضاً: دَامَ، وهو من الأَضداد، فتأَمَّلْ.

  [شحذ]: شَحَذَ السِّكِّينَ، كَمَنَعَ يَشْحَذُوها شَحْذاً: أَحَدَّها بالمِسَنِّ وغيرِه مما يُخْرِجُ حَدَّهُ، فهو شَحِيذٌ ومَشْحُوذٌ، قاله الليث، كأَشْحَذَها، وهذه عن الصاغانيّ. وشَحَذَ الجُوعُ المَعِدَةَ: ضَرَّمَهَا وقَوَّاها على الطَّعَامِ وأَحَدَّها، نقله الصاغانيُّ.

  وشَحَذَ الرَّجُلَ: طَرَدَه وساقَه، كَتَشَحَّذَه⁣(⁣٣) تَشْحِيذاً⁣(⁣٤).

  ومن المَجاز: شَحَذَه بعَيْنِه: أَحَدَّهَا إِليه ورَمَاهُ بِها حتى أَصابَه بها، قاله اللِّحْيَانيُّ، وكذلك ذَرَقْتُه وَحَدَجْتُه.

  والشَّحَذَانُ، مُحَرَّكَةً: السَّوَّاقُ، مِنْ شَحَذْتُه، أَي سُقْتَه سَوْقاً شديداً، وفي المحكم: الشَّحَذَانُ: الجَائعُ، وهو من شَحَذَ الجُوعُ مَعِدَتَه، وقد تَقَدّم. والشَّحَذَان: الخَفِيفُ في سَعْيِه.

  والمِشْحَاذُ، بالكسر: الأَكَمَةُ القَوْرَاءُ، كذا في النُّسخ، والصواب القَرْوَاءُ، كما هو بخطّ الصاغانيّ، التي ليستْ بِضَرِسَةِ الحِجَارةِ ولكنَّها مُستَطِيلَة في الأَرْض، وليس فيها شَجَرٌ ولا سَهْلٌ. وقال ابنُ شُمَيْل: المِشْحَاذُ: الأَرْض المُسْتَوِيَةُ فيها حَصًى نَحْوُ حَصَى المَسْجدِ ولا جَبَلَ فيها، وأَنكره أَبو الدُّقَيْش، وقيل: المِشْحَاذُ: رأْسُ الجَبَلِ إِذا تَحَدَّد، والجمع المَشَاحِيذُ، قاله الفَرَّاءُ.

  والشَّحْذُ، كالمَنْعِ: السَّوْقُ الشديدُ، والغَضَبُ، والقَشْرُ، كلّ ذلك عن الصاغانيّ، وفُلانٌ مَشْحُوذٌ عليه، أَي مَغضوب علَيْه، قال الأَخطل:

  خَيَالٌ لِأَرْوَى والرَّبَابِ ومَنْ يَكُنْ ... لَهُ عِنْدَ أَرْوَى والرَّبَابِ تُبُولُ

  يَبِتْ وهْوَ مَشْحُوذٌ عَلَيْهِ ولا يُرَى ... إِلَى بَيْضَتَيْ وَكْرِ الأَنُوقِ سَبِيل

  ومن المَجاز: الشَّحْذ: الإِلْحَاحُ في السُّؤال، ويقال: هو شَحَّاذٌ أَي مُلِحٌّ عليهم في سُؤَالِه، قال عَمْرو بن حُمَيْل:

  بَقَي عَلَى الوَابِلِ والرَّذَاذِ ... وكُلِّ نَحْسٍ سَاهِكٍ شَحَّاذِ⁣(⁣٥)

  ولا تَقُلْ شَحَّاثٌ، كذا حَقَّقه ابنُ بَرِّيّ في حواشيه، وتبعه المصنِّفُ، وإِن صحَّحه بعضُ اللغويين على جِهَةِ البَدَل،


(١) قوله الوبلى هي التي تدر بعد الدفقة الشديدة. والهماذي: معظم المطر (كذا في التكملة).

(٢) قوله: تشتكر: يشتد مطرها. والودّ: جبل معروف.

(٣) عن القاموس وبالأصل «كشحذه».

(٤) كذا بالأصل، وصححت في المطبوعة الكويتية: تَشَحُّذاً.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: بقى كرمى لغة في بقي والنحس: الغبار، والساهك: الساحق. أفاده في التكملة».