تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حبرت]:

صفحة 34 - الجزء 3

  وقال الأَزهريّ في آخر ترجمةِ بحت: وحبْتُون⁣(⁣١) بالكسرِ: اسْمُ جَبَلٍ بالمَوْصلِ.

  [حبرت]: كَذِبٌ حِبْريتُ، كبِحْرِيت: أَهمله الجوهريُّ، وأَوردَهُ ابنُ الأَعرابيّ، ومثلُه حَنْبَرِيتٌ⁣(⁣٢): أَي خالصٌ مُجَرَّدٌ، لا يَسْتُرُهُ شيءٌ.

  [حتت]: حَتَّهُ، أَي الشَّيْء، عن الثَّوْب وغيرِه، يَحُتُّهُ، حَتًّا: فَرَكَهُ، وقَشَرَهُ، فانْحَتَّ، وتَحَاتَّ، واسْمُ ما تَحاتَّ منه: الحُتاتُ كالدُّقاق. وهذا البِناءُ من الغالب على مثل هذا، وعامَّتُه بالهَاءِ. وكُلُّ ما قُشِرَ، فقد حُتَّ. وفي الحديث أَنَّه قال لِامْرَأَةٍ سأَلْته عن الدَّمِ يُصِيبُ ثَوْبَها، فقال لها: «حُتِّيه ولو بِضِلَعٍ» معناه: حُكِّيه وأَزِيليه. والضِّلَعُ: العُودُ. والحَتُّ والحَكُّ، والقَشْرُ، سواءٌ. وقال الشّاعر:

  وما أَخذَا⁣(⁣٣) الدِّيوانَ حَتَّى تَصَعْلَكا ... زماناً وحَتَّ الأَشْهَبَانِ غناهُمَا

  حَتَّ: قَشَرَ وحَكَّ. وفي حديث كَعْب: يُبْعَثُ من بَقيع الغَرْقَد سبعونَ أَلفاً، هم خيارُ مَنْ يَنْحَتُّ عن خَطْمه المَدَرُ» أَي: يَنْقَشرُ ويسقُطُ عن أُنُوفهم التُّرابُ.

  والحَتُّ، والانْحتاتُ، والتَّحاتُّ، والتَّحَتْحُتُ: سُقُوطُ الوَرَقِ عن الغُصْن وغيرِه.

  وفي الحديث: «تَحَاتَّتْ عنه ذُنُوبُه» أَي: سَقَطَتْ.

  وشَجَرَةٌ مِحْتَاتٌ: أَي مِنْثارٌ.

  والحَتَتُ: داءٌ يُصيبُ الشَّجرَ، تَحاتُّ أَوراقُهَا منه.

  كانْحَتَّتْ، وتَحَاتَّتْ، وتَحَتْحَتَتْ قال شيخنا: أَنَّث باعتبارِ المعنى، وهو الأَفصحُ في اسم الجِنس الجمعيّ، والتّذكيرُ فصيحٌ.

  وتَحَاتَّ الشَّيْءُ: أَي تَنَاثَرَ، وفي الحديث: «ذاكِرُ اللهِ في الغافلينَ مثلُ الشَّجَرَةِ الخَضْراءِ وَسَطَ الشَّجَرِ الّذي تَحَاتَّ وَرَقُهُ من الضَّريبِ»، أَي: تساقَطَ. والضَّرِيبُ: الجَلِيدُ.

  وحَتَّ الشَّيْءَ: حَطَّهُ.

  ومن المَجَاز: الحَتُّ: الجَوَادُ من الفَرَسِ الكثيرُ العَرَقِ، وقيل: السَّرِيعُ العرقِ منه. وفَرَسٌ حَتٌّ: سَريعٌ، كأَنّه يَحُتُّ الأَرْضَ. والحَتُّ: سريعُ السَّيْرِ مِنَ الإِبِلِ، والخَفِيفَةُ، كالحَتْحَتِ وكذلك الظَّلِيمُ، وقال الأَعْلَمُ بنُ عبدِ اللهِ الهُذَلِيّ:

  على حَتِّ البُرَايَةِ زَمْخَرِيِّ السَّ ... وَاعِدِ ظَلَّ في شَرْيٍ طِوَالِ

  وإنَّمَا أَرادَ حَتّاً عندَ البُرَايَة، أَي: سَريعٌ⁣(⁣٤) عندَ ما يَبْريه من السَّفَرِ وقيل: أَراد حَتَّ البَرْيِ، فوضعَ الاسْم موضعَ المصدرِ. وخالَف قومٌ من البصريّين تفسيرَ هذا البيت فقالوا: يَعنِي بعيراً، فقال الأَصمعيّ: كيف يكونُ ذلك، وهو يقولُ قبلَهُ:

  كَأَنَّ مُلاءَتَيَّ على هِجَفٍّ ... يَعِنُّ مع العَشِيَّةِ لِلرِّئالِ

  قال ابْنُ سِيدَهْ: وعندي [أَنه]⁣(⁣٥) إنّما هو ظَلِيم، شَبَّهَ [به] فَرسَه أَو بَعيرَه، أَلا تَراه قال: هِجَفّ. وهذا من صفة الظَّلِيم. وقال: ظَلَّ في شَرْي طِوَالِ، والفَرسُ أَو⁣(⁣٦) البعيرُ لا يأْكُلانِ الشَّرْيَ، إِنَّمَا يَهْتَبِدُه النَّعامُ. والشَّرْيُ: شَجرُ الحَنْظَل. وقال ابنُ جِنّي: الشَّرْيُ: شجرٌ تُتَّخذُ منه القِسِيُّ.

  قال: وقوله: ظَلَّ في شرْيٍ طِوالِ، يريد أَنهنَّ إِذا كُنَّ طِوالاً سَتَرْنَهُ، فزادَ استيحاشُه، ولو كُنَّ قِصَاراً لسَرّحَ بَصَرَهُ، وطابتْ نَفسُه، فَخَفَّضَ عَدْوَه. كذا في لسان العرب.

  والحَتُّ، أَيضاً: الكريمُ العتيقُ⁣(⁣٧)، هكذا فسّرَه غيرُ واحد.

  والحَتُّ: المَيِّتُ من الجَرادِ، وج أَحْتاتٌ لا تُجاوزُ به هذا البناءَ، حُمِلَ على المُعْتَلِّ، لأَنّه تَقرّرَ أَن فَعْلاً بالفتح، لا يُجْمَعُ على أَفْعالٍ، إلّا في أَلفاظ ثلاثة: أَحْمَال، وأَزْنَاد، وأَفْرَاخ، وجاءَت أَلفاظٌ معتلَّةٌ أَو مضاعَفَةٌ تُوجَد مع الاستقراءِ، قاله شيخُنا.


(١) في التهذيب: وحِبتون ضبط قلم اسم جبل بناحية الموصل. وضبطت في اللسان: حبتون ضبط قلم. (٤) في المطبوعة الكويتية: «مريع» تصحيف.

(٢) عن اللسان، وبالأصل: «خبريت». (٥) زيادة عن اللسان. (٦) عن اللسان، وبالأصل «والبعير».

(٣) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: وما أخذ. (٧) بهامش المطبوعة المصرية: في نسخة المتن المطبوع: الكريم والعتيق.