تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[كرد]:

صفحة 221 - الجزء 5

  والمَكْدُود: المَغلُوب.

  والكَدُّ: السَّعْيُ والاجتهادُ.

  ورَجُلٌ كَدودٌ: شَغَلَ نَفْسَه في تَعَبٍ، وناقَةٌ كَدُودٌ، على المَثَل.

  وكُدَادَةُ الكَلإِ: القَلِيلُ منه.

  وعن أَبي عَمرو: الكُدَّدُ⁣(⁣١): المُجاهدون في سبيل الله تعالى.

  والكَدْكَدَةُ: حِكَايَةُ صَوْتِ شَيْءٍ يُضْرَب على شَيْءٍ صُلْبٍ⁣(⁣٢)، وهذا من كتاب الأَفعال.

  والكَدُّ: إِناءٌ من الخَزَف على هيْئةِ الأَوانِي المَجْلُوبة من دَيْرِ البَلَّاص إِلى مصْر يُمْلأُ فيه الماءُ، والجَمْعُ الكِدَّانُ، يمانِيَة، ولقد استظرف البَدْرُ الدِّمامينيُّ حيث قال:

  رَعَى اللهُ مصْراً إِنَّنَا فِي ظِلَالِها ... نَرُوح ونَغْدُو سَالِمينَ مِنَ الكَدِّ

  ونَشْرَبُ مَاءَ النِّيلِ بالكَأْسِ صَافِياً ... وأَهْلُ زَبِيدِ يَشْرَبُونَ مِنَ الكَدِّ

  وكادَّه مُكَادَّةً: غَالَبَه.

  وظَبْيَانُ بن كدادة، قاله أَبو عُمَر، وابن الأَثير، ويقال: ابن كرادة له وِفَادَةٌ وخَبَرٌ لا يَصِحُّ.

  وكدادة: بطْن من مُرادٍ، وهو كدادة بن مُفرِّج بن ناجِيَة بن مُرَادِ واسم كدادة الحارث، ويقال إِنه من الأَزد، وهو الحارث بن مُفرِّج بن مالك بن زَهرانَ بن كَعْب بن الحارث بن كَعْب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأَزد، قاله ابنُ الكلبيّ.

  والمُكَدَّد لقبُ شُرَيح بن مُرَّة بن سَلَمَة الكِنْدِيّ الصحابيّ، لُقِّب به لقوله:

  سَلُونِي وكُدُّوني فإِنِي لَبَاذِلٌ ... لَكُمْ مَا حَوَتْ كَفَّايَ فِي العُسْرِ واليُسْرِ

  ورَأَيْتُ القَوْمَ أَكداداً وأَكادِيدَ، أَي مُنهَزِمين. والكِدَّةُ: الأَرْضُ الغليظةُ.

  وسعدُ الله بن بَقِيَّة الله بن كَدْكَدَة. ودُلَفُ بن أَبي نَصْر بن كَدْكَدَة، مُحدِّثان.

  [كرد]: الكَرْدُ: العُنُقُ، لُغَة في القَرْدِ، فارِسِيّ مُعَرَّب، قال الشاعر:

  فَطَارَ بِمَشْحُوذِ الحَدِيدَةِ صَارِمٍ ... فَطَبَّقَ مَا بَيْنَ الذُّؤَابَةِ والكَرْدِ

  وقال آخر:

  وكُنَّا إِذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ... ضَرَبْنَاهُ دُون الأُنْثَيَيْنِ عَلَى الكَرْدِ⁣(⁣٣)

  أَوْ أَصْلُها، وهو مَجْثَمُ الرّأْسِ على العُنق، وتأْنيثُ الضَّمير على لُغةِ بعضِ أَهلِ الحِجاز، فإِنهم يُؤنِّثون العُنُقَ، وهي مَرجُوحةٌ، قاله شيخُنَا. وفي اللسان: والحَقيقة في الكَرْد أَنه أَصْلُ العُنُقِ.

  والكَرْدُ: السَّوْقُ وطَرْدُ العَدُوِّ كَرَدَهم يَكْرُدُهم كَرْداً: ساقَهم وطَرَدَهم ودَفَعَهم، وخَصَّ بعضُهم بالكَرْدِ سَوْقَ العَدُوِّ في الحَمْلَةِ. وفي حديثِ عُثْمَانَ ¥ لمَّا أَرادوا الدُّخول عليه لقتله: «جَعَلَ المُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَسِ يَحْمِل عَلَيْهِم وَيَكْرُدُهم بِسَيْفِه» أَي يَكُفُّهم ويَطْرُدُهم.

  والكَرْدُ: القَطْعُ، ومنه: شَارِبٌ مَكْرُودٌ، أَي مقطوع.

  والكَرْدُ: بالضمِّ: جِيلٌ م معروف وقبائلُ شَتَّى، ج أَكْرَادٌ كقُفل وأَقْفَالٍ، واختُلِف في نَسبهم، فقيل: جَدُّهم كُرْدُ بن عَمْرٍ ومُزَيْقَاءَ وهو لَقَبٌ لِعَمْرٍ و، لأنه كان كلَّ يوم يَلْبَس حُلَّةً، فإِذا كان آخر النهار مَزَّقها لئلا تُلْبَس بعدَه، ابنِ عامِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ، هكذا في سائر النُّسخ والصواب أَنّ ماءَ السماءِ لَقَبٌ لعامر⁣(⁣٤)، ويَدُلُّ له قولُ الشاعِرِ:


(١) اعتمدنا ضبط اللسان، وفي التهذيب: «الكُدُد» وكلاهما ضبط قلم.

(٢) العبارة في الصحاح واللسان.

(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وكنا الخ قال في اللسان: وقد روي هذا البيت:

وكنا إذا العبسي نبّ عتوده ... ضربناه بين الانثيين على الكَرْدِ

قال ابن بري: البيت للفرزدق، وصواب إنشاده: وكنا إذا القيسي بالقاف».

(٤) جمهرة ابن حزم ص ٣٣١.