[وعس]:
  والوَطْسُ: الدَّقُّ والكَسْرُ، يُقَال: وَطَسَتِ الرِّكابُ اليَرْمَعَ، إِذا كَسَرَتْه، وقالَ عَنْتَرَةُ:
  خَطّارَةٌ غِبَّ السُّرَى مَوَّارَةٌ ... تَطِسُ الإِكَامَ بوَقْعِ خُفٍّ مِيثَمِ(١)
  ويُرْوَى: «بِذَاتِ خُفٍّ، أَي تَكْسِرُ ما تَطَؤُه، وأَصْلُ الوَطْسِ في وَطْأَةِ الخَيْلِ، ثمّ استُعْمِلَ في الإِبِلِ كَمَا هُنَا.
  والوَطِيسُ: التَّنُّورُ، قالَه الجَوْهَرِيُّ، وأَنْكرَه أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ، وقيل: هو تَنُّورٌ من حَدِيد، وقِيلَ: هو شيْءٌ يُتخَذُ مِثْلَ التَّنُّور يُخْتَبَزُ فيه.
  وقال الأصْمَعِيّ: الوَطِيسُ: حِجارَةٌ مُدَوَّرَةٌ، فإِذا حَمِيَتْ لم يُمْكِنْ أَحَداً الوَطْءُ عليهَا.
  وقال زَيْدُ بن كَثْوَةَ: الوَطِيسُ يُحْتَفَرُ في الأَرْضِ ويُصَغَّرُ رَأْسُهُ ويُخْرَقُ فيه خَرْقٌ للدُّخانِ ثُمّ يُوقَدُ فيه حَتَّى يَحْمَى، ثُمَّ يُوضَعُ فيه اللَّحْمُ ويُسَدُّ، ثُمَّ يُؤْتَى من الغَدِ واللَّحْمُ [غابٍ](٢) لم يَحْتَرِقْ، ورُوِيَ عَن الأَخْفَشِ نَحْوُه.
  ومن المَجَازِ قولُ النّبِيّ ﷺ في حُنَيْن «الآنَ حَمِيَ الوَطِيسُ»، وهي كَلِمَةٌ لمْ تُسْمَع إِلاّ منه، وهو من فَصِيحِ الكَلامِ، و يُرْوَى أَنّه قالَه حِينَ رُفِعَتْ له يَوْم مُؤْتَةَ، فرَأى مُعْتَرَكَ القَوْمِ. ونَسَبَه أَبو سَعِيدٍ إِلى عَلِيٍّ كرَّمَ الله تَعَالَى وَجْهَه: أَي اشْتَدتِ الحَرْبُ وجَدَّتْ، وَحَمِيَ الضِّرَابُ، عَبَّر به عن اشْتِبَاكِ الحَرْبِ، وقِيَامِهَا على ساقٍ، وقال الأَصْمَعِيّ: يُضْرَب مَثَلاً لِلأَمْرِ إِذَا اشْتَدَّ.
  والوَطِيسَةُ، بِهَاءٍ: شِدَّةُ الأَمْرِ نقله الصاغانِيُّ.
  وأَوْطَاسٌ: وَادٍ بدِيارِ هَوَازِنَ، قال بِشّرُ بنُ أَبِي خَازِمٍ:
  قَطَعْنَاهُمُ فباليَمَامَةِ فِرْقَةٌ ... وأُخْرَى بأَوْطَاس يَهِرُّ كَلِيبُهَا
  والوَطّاسُ، ككَتّانٍ: الرّاعِي، يَطِسُ علَيْهَا ويَعْدُو.
  ويُقَال: تَوَاطَسُوا عَلَيَّ، أَي تَوَاطَحُوا(٣)، نَقَلَه الصاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّاد. ومن المَجَازِ تَوَاطَسَ المَوْجُ، إِذا تَلاطَمَ، نَقَلَه الزّمَخْشَرِيُّ والصّاغَانِيُّ.
  * ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه.
  الوَطِيسُ: المَعْرَكة، لأَنّ الخَيْلَ تَطِسُهَا بحَوَافرِهَا.
  ووَطَسْتُ الأَرْضَ: هَزَمْتُ فِيهَا، ويُقَال: طِسِ الشَّيْءَ، أَيْ أَحْمِ الحِجَارةَ، وضَعْهَا عليه.
  وقال ابنُ الأَعْرابِيّ: الوَطِيسُ: البَلاءُ الذِي يَطِسُ الناسَ ويَدُقُّهُم ويَقْتُلُهم، قال ابنُ سِيدَه: وليس ذلِكَ بقَويّ، وجَمْعُ الوَطِيسِ: أَوْطِسَةٌ ووُطُسٌ.
  ومُحَمّدُ بنُ عليّ بنِ يُوسُفَ بنِ زَبّان الوَطّاسِيّ، بالتشْدِيد: وَزِيرُ صاحِبِ فاسَ بالمَغْرِبِ.
  [وعس]: الوَعْسُ - كالوَعْد -: شَجَرٌ تُعْمَلُ منه البَرَابِطُ والأَعْوَادُ، الَّتِي يُضْرَبُ بها، قال ابنُ مُقْبِل:
  رَهَاوِيَّةٌ مُنْزَعٌ دَفُّهَا ... تُرَجِّعُ في عُودِ وَعْسٍ مَرَنْ
  والوَعْسُ: الأَثَرُ، نقلَهُ الصّاغَانِيّ، وفي بعضِ النُّسَخِ: الأَشَرُ، بالشّين، وهو غَلَط.
  والوَعْسُ: شِدَّةُ الوَطْء على الأَرْضِ، عن ابنِ عَبّاد، والمَوْعُوس كالْمَدْعُوس.
  وقال ابنُ دُرَيْد: الوَعْسُ: الرَّمْلُ السَّهْلُ اللّيِّنُ يَصْعُبُ فيه المَشْيُ، وقيل: هو الرَّمْلُ تَغِيبُ فيه الأَرجُلُ. وفي العَيْنِ: تَسُوخُ فيه القَوَائِمُ، كالوَعْسَةِ، والأَوْعَسِ، والوَعْسَاءِ.
  وأَوْعَسَ الرجُلُ: رَكِبَه، أَي الوَعْسَ من الرَّمْلِ.
  وقِيل: الوَعْسَاءُ: رَابِيَةٌ من رَمْل لَيِّنَةٌ تُنْبِتُ أَحْرَارَ البُقُولِ.
  وقيل: وَعْسَاءُ الرَّمْلِ، وأَوْعَسُه: ما انْدَكَّ منه وسَهُلَ.
  والوَعْسَاءُ: مَوْضِعُ م مَعرُوفٌ بَيْنَ الثَّعْلَبِيَّةِ والخُزَيْمِيَّةِ، على جَادَّةِ الحاجِّ، وهي شَقَائِقُ رَمْلٍ مُتَّصِلةٌ، وقال ذو الرُّمّة:
  هَيَا ظَبْيَةَ الوَعْسَاءِ بَيْنَ حُلَاحِلٍ ... وبَيْنَ النَّقَاآ أَنْتِ أَمْ أُمُّ سالِمِ
(١) قوله: موارة: سريعة دوران اليدين والرجلين، وقوله: ذات خف ميثم أي تكسر ما تطؤه، يقال: وثمه يثمه إذا كسره.
(٢) زيادة عن التهذيب، والغاب: اللحم البائت.
(٣) يقال تواطحوا أي تداولوا الشر بينهم أو تقاتلوا.