[صرح]:
  ابْنُ شُميلٍ. والصَّدَحُ: حَجَرٌ عَريضٌ. وحَكَى ابنُ الأَعرابيّ: الصَّدَحُ: الأَسْوَدُ، ج صِدْحانٌ، بالكسر.
  والأَصْدَح: الأَسدُ لِزَئيرِه.
  وصَيْدَحُ: اسمُ ناقَة ذي الرُّمَّة الشّاعرِ المشهورِ، وفيها يقول:
  سَمِعْتُ: النّاسُ يَنْتَجعونَ غَيْثاً
  فقلتُ لصَيْدَحَ انْتَجِعي بِلَالا(١)
  وفي الصّحاحِ: «رَأَيتُ النّاس»، بدل: «سمعْت»، والنّاس مرفوعٌ. قال أَبو سهْل: هكذا بخطّ الجَوهريّ، وصَحَّحَ عليه، والمحفوظ: «سمعتُ النّاس». ووَجدْت في الهامش لابن القَطّاع: يُرْوَى هذا البيت برَفْع النّاس ونَصْبه بعد «سمعت» فالنّصب ظاهر، وأَما الرّفع فعَلَى الحِكَاية، لأَنّ سمعْت فِعل مؤثِّر، فجازَ أَن يُعَلَّق وتَقَعَ بعدَه الجُمَلُ، وتقديرُ المعنّى: سمِعْتُ مَنْ يقول: الناسُ يَنْتَجِعون غَيْثاً، وأَما مع رأَيت فلا يَصِحّ ذلك.
  وهو، أَي الصَّيْدَح أَيضاً: الفَرَسُ الشَّدِيدُ الصَّوْت.
  ومن المجاز: قَيْنَةٌ صادِحةٌ، وحَادٍ صَيْدَحٌ، ومِزْهَرٌ صَدّاحٌ؛ كذا في الأَساس.
  [صرح]: الصَّرْحُ: بيتٌ واحدٌ يُبْنَى مُنْفَرداً ضَخْماً طويلاً في السَّماءِ. وقيل: هو القَصْر، قاله الزّجّاج. وقيل: هو كلُّ بِناءٍ عالٍ مرتفِع. وفي التنزيل {إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوارِيرَ}(٢) والجَمْع صُرُوحٌ. قال أَبو ذُؤَيْب:
  عَلى طُرُقٍ كنُحُورِ الظِّبَا
  ءِ تَحْسِبُ آرَامَهُنَّ الصُّرُوحَا
  وقال بعضُ المُفَسِّرِين: الصَّرْحُ: بَلاطٌ اتُّخِذَ لِبلْقِيسَ من قَوَارِيرَ. والصَّرْح: قَصْرٌ لبُخْتَ نَصَّرَ الجَبّارِ المشهورِ قُرْبَ بابِلَ بالعِراق، كان اتَّخَذَه لتَجبُّره وعِنَادِه، وقِصَّتُه مشهورةٌ.
  والصَّرَحُ بالتّحْريك: المَحْضُ الخَالِصُ من كُلِّ شَيْءٍ.
  ومنهم من قَيَّدَه بالأَبيضِ، وأَنشد للمُتنخِّل الهُذليّ:
  تَعْلُو السيوفُ بأَيْدِينا(٣) جَماجِمَهمْ
  كما يُفلَّق مَرْوُ الأَمْعَزِ الصَّرَحُ
  وأَوْرَدَ الأَزهريّ والجوهَرِيّ هذا البيتَ مُسْتَشْهَداً به على الخالص، من غير تقييد، كالصَّريحِ كأَميرٍ والصّرَاح، بالفتح والضّمّ، والكسر أَفصح. والاسمُ الصَّراحةُ بالفتح، والصُّرُوحةُ، بالضَّمّ.
  وصَرُحَ نَسَبُه، ككَرُمَ: خَلُصَ، وكذا كل شيْءٍ.
  وكُلُّ خالصِ: صَرِيحٌ، وهو أَي الرّجلُ الخالصُ النَّسبِ: صَريحٌ من قَوْم صُرَحاءَ، وهي أَعْلَى. وفي التهذيب: والصَّريح من الرِّجال والخيلِ: المَحْضُ، ويُجْمَع الرِّجالُ على صُرَحاءَ، والخَيْلُ على الصَّرائِحِ.
  يقال: فَرَسٌ صَريحٌ من خيلِ صَرَائِحَ.
  ويقال: شَتَمَه مُصَارَحةً وصُراحاً، بالضّمّ والكسر، أَي كِفَاحاً ومُوَاجَهَةً. والاسمُ الصُّرَاحُ بالضّمّ، كغُرَاب. ويقال: لَقِيته مُصَارَحَةً ومُقَارَحَة(٤) وصُراحاً، وصِرَاحاً وكِفَاحاً: بمعنًى واحدٍ، إِذا لقِيته مُوَاجهةً. قال:
  قد كنتُ أَنْذَرْتُ أَخا مَنّاحِ
  عَمْراً وعَمْرٌو عُرْضَةُ الصُّرَاحِ
  وكأْسٌ صُرَاحٌ، بالضَّمّ: لم تُشَبْ، أَي خالِصَةٌ لم تُخْلَطْ بمِزاجٍ، هكذا في النُّسخ، وفي بعضها: بمِزْحٍ(٥).
  والتَّصْريحُ: خِلافُ التَّعْريضِ يقال: صَرَّح فُلانٌ بما في نَفسه تَصْرِيحاً: إِذا أَبداه. والتَّصْريح: تَبْيِين الأَمر، كالصَّرْحِ، بفتح فسكون، والإِصْرَاحِ. يقال: صَرَحَ الشَّيْءَ وصَرَّحَه وأَصْرَحه، إِذا بَيَّنه وأَظْهَرَه.
  وفي حديث ابن عباس: «سُئِلَ متَى يَحِلُّ شِرَاءُ النَّخْل؟ قال: حين يُصرِّحُ، قيل: وما التَّصْريح؟ قال: حين يَسْتَبِينُ الحُلْوُ من المُرّ».
  قال الخَطّابيّ: هكذا يُرْوَى ويُفَسَّر، والصّوَاب: يُصوِّح، بالواو، وسيُذْكَر في موضعه. ومن أَمثالهم: «صَرَّحَتْ
(١) بهامش اللسان: «قوله سمعت الناس الخ برفع الناس هكذا ضبطه غير واحد، ووجدت بخط الجوهري: رأيت بدل سمعت وهو خطأ، والصواب ما هنا فتأمل. كذا بخط السيد مرتضى بهامش الأصل» أي بأصل اللسان.
(٢) سورة النحل الآية ٤٤.
(٣) في التهذيب والصحاح واللسان: بأيديهم.
(٤) سقطت من المطبوعة الكويتية.
(٥) وهي رواية اللسان.