تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نحز]:

صفحة 155 - الجزء 8

  والنّاجِزُ والنَّجِيزُ، كناصِرٍ وأَمير: الحَاضِرُ المُعَجَّلُ. ومن أَمثالهم: «ناجِزاً بناجِزٍ»، كقَولك: يَداً بيَدٍ، وعاجلاً بعاجل.

  وفي الحديث: «إِلاَّ ناجِزاً بناجِزٍ»، أَي حاضِراً بحاضِرٍ.

  والمُنَاجَزَةُ في القِتَال: المُبَارَزَةُ والمُقَاتَلَةُ: وهو أَن يَتَبَارَزَ الفارِسَان، فيتَمَارَسَا حتّى يَقْتُلَ كلُّ وَاحدٍ منهُمَا صاحبَه، أَو يُقْتَلَ أَحدُهما، قَال عَبيدٌ:

  كالهُنْدُوَانيِّ المُهَنَّ ... دِ هَزَّه القِرْنُ المُنَاجِزْ

  كالتَّنَاجُز بهذا المَعْنى. ويقال: تَنَاجَزَ القَوْمُ، أَي تَسَافَكُوا دِماءَهم؛ كأَنَّهُمْ أَسْرَعُوا في ذلك.

  واسْتَنْجَزَ حاجَتَه، وتَنَجَّزَهَا: اسْتَنْجَحَهَا.

  واستَنْجَزَ العِدَةَ وتَنَجَّزَه إِيّاهَا: سَأَلَ إِنْجَازَهَا واسْتَنْجَحَها.

  وتَنَجَّزَ الشَّرَابَ: أَلَحَّ في شُرْبه، وهذه عن أَبي حَنيفَةَ.

  وقال أَبو المِقْدَام السُّلَميُّ: أَنْجَزَ على القَتيل، وأَوْجَزَ عليه، وأَجْهَزَ، بمعْنًى وَاحدٍ⁣(⁣١).

  وقال غَيرُه: أَنْجَزَ على الوَعْد إِنْجَازاً، إِذا وَفَى به، كنَجَزَ به.

  ونَجَاوِيزُ: د، باليَمَن، ذَكَرَه الكُمَيْتُ في شعْره، كذا في المُعْجم، ونقلَه الصّاغانيُّ.

  ومن أَمثالهم: «أَنْجَزَ حُرٌّ مَا وعَدَ»⁣(⁣٢)، يُضْرَبُ في الوَفَاءِ بالوَعْد، أَي أَوْفَى الحُرُّ بما وَعَدَ، هذا هُو المشهورُ فيه، وقد يُضْرَبُ في الاسْتنْجَاز أَيضاً، وهو سُؤالُه لوَفائِه. قال الحارِثُ بنُ عَمْرٍو لصَخْرِ بن نَهْشَلٍ: هل أَدُلُّكَ على غَنيمَةٍ ولِي خُمْسُهَا؟ فقال: نَعَمْ، فدَلَّه على ناسٍ من اليَمَن، فأَغَارَ عليهم صَخْرٌ، فظَفِرَ وغَلَبَ وغَنِمَ، فلَمَّا انصَرفَ قال له الحَارثُ ذلك القَوْلَ فوَفَى له صَخْرٌ بالخُمْس من الغَنيمَة، كما في كُتُب الأَمْثَال.

  ومن أَمْثَالهم: «إِذا أَردْتَ المُحَاجَزَة ف «قَبْلَ المُنَاجَزَة»، أَي المُسَالَمَةُ قَبلَ المُسَارَعَة والمُعَاجَلَةِ في القتَال؛ يُضْرَبُ في حَزْمِ مَنْ عَجَّلَ الفِرِارَ ممَّنْ لا قِوَامَ له به. وقال أَبو عُبَيْد: يُضْرَبُ لمَنْ يَطْلُبُ الصُّلْحَ بعد القِتَال* وممّا يُستدرَك عليه:

  وَعْدٌ ناجِزٌ ونَجِيزٌ: قَد وُفِيَ به.

  وقال ابن الأَعْرَابيِّ في قولهم:

  جَزَا الشَّمُول⁣(⁣٣) ناجِزاً بنَاجِزِ

  أَي جَزَيْتَ جَزاءَ سَوْءٍ فجَزَيْتُ لكَ مِثلَه، وقال مَرَّةً: إِنّمَا ذلكَ إِذا فَعَلَ شيئاً ففعلتَ مثلَه، لا يَقْدرُ أَن يَفُوتَك ولا يَجُوزك في كَلام أَو فِعْل.

  ولأُنْجِزَنَّ نجِيزَتَك، أَي لأَجزِيَنَّ جَزَاءَكَ.

  والمُنَاجَزَةُ: المُخَاصَمَةُ، ومنه

  قولُ عائشةَ ^: «ثَلاثٌ تَدَعُهُنَّ أَو لأُناجِزَنَّكَ».

  [نحز]: نَحَزَه، كمَنَعَه: دَفَعَه، قالَه الكسَائيُّ وابنُ الأَعْرَابيِّ، قال ذو الرُّمَّة:

  والعِيسُ مِن عاسِجٍ أَو وَاسج خَبَباً ... يُنْحَزْنَ مِنْ جانبَيْهَا وهْيَ تَنْسَلِبُ

  أَي يُدْفَعْنَ بالأَعْقَاب في مَرَاكِلِهَا يعني⁣(⁣٤) الرِّكاب.

  ونَحَزَه نَحْزاً: نَخَسَه.

  ونَحَزَه يَنْحَزُه نَحْزاً: دَقَّه وسَحَقَه بالمِنْحَاز، بالكَسْر، اسمٌ للهاوُن وهو الذي يُدقُّ فيه.

  والنُّحَازُ، كغُرَاب: داءٌ للإِبل يُصِيبُهَا في رِئَتِهَا، وكذلك الدَّوَابُّ كلُّها تَسْعُلُ به سُعَالاً شَديداً، وقد نَحُزَ ونَحِزَ، ككَرُمَ وفَرِحَ.

  وبَعيرٌ ناحِزٌ ونَحِيزٌ ونَحِزٌ ككَتِف، وهذه عن سيبَوَيْه، ومَنْحُوزٌ، ومُنَحِّزٌ، كمُحَدِّث: به نُحَازٌ: سُعَالٌ شديدٌ.

  ونَاقَةٌ نَحِزَةٌ ومُنَحِّزَةٌ، نقَلهما الكسائيُّ وأَبو زيْد، وكذلكَ ناحِزٌ ومَنْحُوزَةٌ، قال الشَّاعر:

  له ناقَةٌ مَنْحُوزَةٌ عند جَنْبِه ... وأُخْرى له معْدُودَةٌ ما يُثِيرُها


(١) اقتصر في التكملة على أنجز وأجهز، وعبارة الأصل كاللسان.

(٢) انظر الميداني ٢/ ١٩٣ الفاخر للمفضل ص ٦١ ...

(٣) في اللسان: «جزا الشموس».

(٤) عن التهذيب واللسان وبالأصل «من».