تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هوي]:

صفحة 346 - الجزء 20

  كأَنَّ الرَّحْل مِنها فَوْق صَعْلٍ ... من الظِّلْمانِ جُؤْجُؤه هَواء⁣(⁣١)

  وأَنْشَدَد ابنُ برِّي:

  ولا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ ... هَواء كسَقْبِ البانِ جُوفٍ مَكاسِرُهْ

  وبه فُسِّر قولهُ تعالى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}⁣(⁣٢)، أَي فارِغَةٌ.

  والهَواءُ: الجَبانُ لخلوِّ قَلْبِه مِن الجرأَةِ؛ وهو مجازٌ؛ وأَنْشَدَ القالِي:

  أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي ... فأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءٌ⁣(⁣٣)

  والهَوَى، بالقَصْرِ: العِشْقُ.

  وقال اللّيْثُ: هَوَى الضَّميرِ.

  وقالَ الأزْهري: هو محبَّةُ الإِنْسانِ للشيءِ وغَلَبَتُه على قَلْبِه؛ ومنه قولهُ تعالى: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى}⁣(⁣٤)، أَي عن شَهَواتِها وما تَدْعو إليه مِن المَعاصِي.

  قال ابنُ سِيدَه: يكونُ في مَداخِلِ الخَيْرِ والشَّرِّ.

  وقال غيرُهُ: مَنْ تَكَلَّم بالهَوَى مُطْلقاً لم يَكنْ إلَّا مَذْموماً حتى يُنْعَتَ بما يُخرجُ مَعْناهُ كقَوْلهم هَوًى حَسَنٌ وهَوًى مُوافِقٌ للصَّوابِ.

  والهَوَى: إرادَةُ النَّفْسِ، والجَمْعُ الأَهْواءُ.

  والهَوَى: المَهْوِيُّ؛ ومنه قولُ أَبي ذُؤَيْب:

  زَجَرْتُ لها طَيْرَ السَّنِيح فإنْ يَكُنْ ... هَواكَ الذي تَهْوي يُصِبْكَ اجْتِنابُها⁣(⁣٥).

  وهَوَتِ الطّعْنَةُ تَهْوِي: فَتَحَتْ فاها بالدَّم؛ قال أبو النَجْمِ:

  فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا ... للشِّقِّ يَهْوِي جُرْحُها مَفْتُوحا⁣(⁣٦)

  وهَوَتِ العُقابُ تَهْوِي هُوِيّاً، كصُلِيِّ: انْقَضَّتْ على صيدٍ أَو وغيرِهِ ما لم تُرِغْه، فإذا أراغَتْه قيلَ: أَهْوَتْ إهْواءً.

  وهَوَى الشَّيءُ يَهْوِي: سَقَطَ مِن فَوْق إلى أَسْفَل كسُقُوطِ السَّهْم وغيرِهِ، كأَهْوَى وانْهَوَى؛ قال يزيدُ بنُ الحَكَم الثَّقفي:

  وكَمْ مَنْزِل لَوْلايَ طِحْتَ كما هَوَى ... بأَجْرامِهِ مِن قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي

  فجمَعَ بينَ اللُّغَتَيْن.

  وهَوَتْ يَدِي له: امْتَدَّتْ، وارْتَفَعَتْ، كأَهْوَتْ.

  وقال ابنْ الأَعْرابي: هَوَى إليه من بُعْدٍ، وأَهْوَى إليه من قُرْبٍ. وفي الحديثِ: «فأَهْوَى بيدِه إليه» أَي مَدَّها نَحْوَه وأمالَها إليه ليأْخُذَه.

  قال ابنُ برِّي: الأَصْمعي يُنْكرُ أَن يأْتيَ أَهوَى بمعْنَى هَوَى؛ وقد أَجازَهُ غيرُه.

  وهَوَتِ الرِّيحُ هَوِيًّا: هَبَّتْ؛ قالَ:

  كأَنَّ دَلْوي في هَوِيِّ رِيحِ

  وهَوَى فلانٌ: ماتَ؛ قال النابغَةُ:

  وقال الشَّامِتُونَ هَوى زِيادٌ ... لكُلِّ مَنِيَّةٍ سَببٌ مَتِينُ⁣(⁣٧)

  وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا، بالفَتْح والضم، أَي كغَنِيٍّ وصُلِيٍّ، وهَوَياناً، محرَّكةً: سَقَطَ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ،


(١) ديوانه ط بيروت ص ٩ واللسان والصحاح والمقاييس ٦/ ١٥.

(٢) سورة إبراهيم، الآية ٤٣.

(٣) البيت لحسان بن ثابت كما في اللسان والتهذيب، وديوانه ط بيروت ص ٩.

(٤) سورة النازعات، الآية ٤٠.

(٥) ديوان الهذليين ١/ ٧٠ برواية: «فإن تصب» بدل «فإن يكن» والمثبت كرواية اللسان.

(٦) اللسان والتهذيب.

(٧) اللسان والتهذيب منسوباً للنابغة.