[هوي]:
  كأَنَّ الرَّحْل مِنها فَوْق صَعْلٍ ... من الظِّلْمانِ جُؤْجُؤه هَواء(١)
  وأَنْشَدَد ابنُ برِّي:
  ولا تَكُ مِنْ أَخْدانِ كُلِّ يَراعةٍ ... هَواء كسَقْبِ البانِ جُوفٍ مَكاسِرُهْ
  وبه فُسِّر قولهُ تعالى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}(٢)، أَي فارِغَةٌ.
  والهَواءُ: الجَبانُ لخلوِّ قَلْبِه مِن الجرأَةِ؛ وهو مجازٌ؛ وأَنْشَدَ القالِي:
  أَلا أَبْلِغْ أَبا سُفْيانَ عَنِّي ... فأَنْتَ مُجَوَّفٌ نَخِبٌ هَواءٌ(٣)
  والهَوَى، بالقَصْرِ: العِشْقُ.
  وقال اللّيْثُ: هَوَى الضَّميرِ.
  وقالَ الأزْهري: هو محبَّةُ الإِنْسانِ للشيءِ وغَلَبَتُه على قَلْبِه؛ ومنه قولهُ تعالى: {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى}(٤)، أَي عن شَهَواتِها وما تَدْعو إليه مِن المَعاصِي.
  قال ابنُ سِيدَه: يكونُ في مَداخِلِ الخَيْرِ والشَّرِّ.
  وقال غيرُهُ: مَنْ تَكَلَّم بالهَوَى مُطْلقاً لم يَكنْ إلَّا مَذْموماً حتى يُنْعَتَ بما يُخرجُ مَعْناهُ كقَوْلهم هَوًى حَسَنٌ وهَوًى مُوافِقٌ للصَّوابِ.
  والهَوَى: إرادَةُ النَّفْسِ، والجَمْعُ الأَهْواءُ.
  والهَوَى: المَهْوِيُّ؛ ومنه قولُ أَبي ذُؤَيْب:
  زَجَرْتُ لها طَيْرَ السَّنِيح فإنْ يَكُنْ ... هَواكَ الذي تَهْوي يُصِبْكَ اجْتِنابُها(٥).
  وهَوَتِ الطّعْنَةُ تَهْوِي: فَتَحَتْ فاها بالدَّم؛ قال أبو النَجْمِ:
  فاخْتاضَ أُخْرَى فَهَوَتْ رُجُوحا ... للشِّقِّ يَهْوِي جُرْحُها مَفْتُوحا(٦)
  وهَوَتِ العُقابُ تَهْوِي هُوِيّاً، كصُلِيِّ: انْقَضَّتْ على صيدٍ أَو وغيرِهِ ما لم تُرِغْه، فإذا أراغَتْه قيلَ: أَهْوَتْ إهْواءً.
  وهَوَى الشَّيءُ يَهْوِي: سَقَطَ مِن فَوْق إلى أَسْفَل كسُقُوطِ السَّهْم وغيرِهِ، كأَهْوَى وانْهَوَى؛ قال يزيدُ بنُ الحَكَم الثَّقفي:
  وكَمْ مَنْزِل لَوْلايَ طِحْتَ كما هَوَى ... بأَجْرامِهِ مِن قُلَّةِ النِّيقِ مُنْهَوِي
  فجمَعَ بينَ اللُّغَتَيْن.
  وهَوَتْ يَدِي له: امْتَدَّتْ، وارْتَفَعَتْ، كأَهْوَتْ.
  وقال ابنْ الأَعْرابي: هَوَى إليه من بُعْدٍ، وأَهْوَى إليه من قُرْبٍ. وفي الحديثِ: «فأَهْوَى بيدِه إليه» أَي مَدَّها نَحْوَه وأمالَها إليه ليأْخُذَه.
  قال ابنُ برِّي: الأَصْمعي يُنْكرُ أَن يأْتيَ أَهوَى بمعْنَى هَوَى؛ وقد أَجازَهُ غيرُه.
  وهَوَتِ الرِّيحُ هَوِيًّا: هَبَّتْ؛ قالَ:
  كأَنَّ دَلْوي في هَوِيِّ رِيحِ
  وهَوَى فلانٌ: ماتَ؛ قال النابغَةُ:
  وقال الشَّامِتُونَ هَوى زِيادٌ ... لكُلِّ مَنِيَّةٍ سَببٌ مَتِينُ(٧)
  وهَوَى يَهْوِي هُوِيًّا، بالفَتْح والضم، أَي كغَنِيٍّ وصُلِيٍّ، وهَوَياناً، محرَّكةً: سَقَطَ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ،
(١) ديوانه ط بيروت ص ٩ واللسان والصحاح والمقاييس ٦/ ١٥.
(٢) سورة إبراهيم، الآية ٤٣.
(٣) البيت لحسان بن ثابت كما في اللسان والتهذيب، وديوانه ط بيروت ص ٩.
(٤) سورة النازعات، الآية ٤٠.
(٥) ديوان الهذليين ١/ ٧٠ برواية: «فإن تصب» بدل «فإن يكن» والمثبت كرواية اللسان.
(٦) اللسان والتهذيب.
(٧) اللسان والتهذيب منسوباً للنابغة.