تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الهاء مع الواو والياء

صفحة 348 - الجزء 20

  ويقالُ: هَوَتْ أُمُّه فهي هاوِيَةٌ أَي ثاكِلَةٌ.

  وقال بعضُهم: أَي صارَتْ هاوِيَةٌ مَأْواهُ.

  ومَضَى هَوِيٌّ مِن اللَّيْلِ، كغَنِيٍّ ويُضَمُّ؛ وكذا تَهْواءٌ من اللَّيْلِ، أَي ساعَةٌ مُمْتدَّة منه. ويقالُ: الهَوِيُّ الحِينُ الطَّويلُ، أَو هَزِيعٌ مِن اللّيْلِ، أَو مِن الزَّمان، أَو مُخْتَصّ باللّيْلِ؛ كلُّ ذلكَ أَقْوالٌ.

  وأَهْوى، وسُوقَةُ أَهْوَى، ودارَةُ أَهْوى: مَوَاضِعُ.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الهَواءُ: كلُّ شيءٍ مُنْخَرِقُ الأسْفَل لا يَعِي شيئاً كالجرابِ المُنْخَرِق الأسْفْل وما أَشْبَهه؛ وبه فُسِّر قولهُ تعالى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}؛ قالَهُ الزجَّاج والقالِي.

  وهَوَى صَدْرُه يَهْوِي هَوًى⁣(⁣١): خَلا؛ قالَ جريرٌ:

  ومُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُهم ... لَوْ يَنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا⁣(⁣٢)

  والمَهْوَى: هو المَهْواةُ.

  وتَهاوَوا في المَهْواةِ: سَقَطَ بعضُهم في إثْرِ بعضٍ.

  وأَهْوَتِ العُقابُ: انْقَضَّتْ على الصَّيْدِ فأَراغَتْه، وذلكَ إذا ذَهَبَ هكذا وهكذا وهي تَتْبَعُه.

  والإهِواءُ والاهْتِواءُ: الضَّرْبُ باليَدِ والتناوُلُ.

  وأَهْوَى بالشيءِ: أَوْمَأَ به.

  وأَهْوَى إليه بسَهْمٍ واهْتَوَى إليه به.

  والهاوِي من الحُرُوفِ سُمِّي به لشدَّةِ امْتِدادِه وسَعَةِ مَخْرَجِه.

  وأَهْواهُ: أَلْقاهُ مِن فَوْق؛ ومنه قولهُ تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى}⁣(⁣٣)، أَي أَسْقَطَها فهَوَتْ.

  وهَوَى الشيءُ هَوِيًّا وَهَى⁣(⁣٤). وهَوَتِ الناقَةُ تَهْوِي هُوِيًّا، فهي هاوِيَةٌ: عَدَتْ عَدْواً شَديداً؛ قالَ:

  فَشَذَّ بها الأماعِز وهْيَ تَهْوي ... هُوِيَّ الدَّلْوِ أسْلَمها الرِّشاءُ

  والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ وأَيْضاً شِدَّةُ السَّيْرِ.

  وتَهاوَى: سارَ شَديداً؛ قال ذُو الرُّمّة:

  فلم تَسْتَطِعْ مَيُّ مُهاوَاتَنا السُّرَى ... ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ سَوامِ⁣(⁣٥)

  وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لأبي صَخْر⁣(⁣٦):

  إيَّاكَ في أَمْرِك والمُهاواهْ ... وكَثْرَة التَّسْويفِ والمُماناهْ

  والهَوِيُّ، كغَنِيٍّ: المَهْوِيُّ، قالَ أَبو ذؤَيْبٍ:

  فهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِي ... مِ قدْ شَفّ أَكْبادَهُنَّ الهَوِيّ⁣(⁣٧)

  أَي فَقْدُ المَهْويِّ.

  قال ابنُ برِّي: وقد جاءَ هَوَى النَّفْس مَمْدوداً في الشِّعْر؛ قَالَ:

  وهانَ على أَسْماءَ إنْ شَطَّتِ النَّوى ... نَحِنُّ إليها والهَواء يَتُوقُ

  ورجُلٌ هَوٍ: ذُو هَوًى مُخامِرُه.

  وامْرأَةٌ هَوِيَةٌ، كفَرِحَةٍ: لا تَزالُ تَهْوى، فإذا بُنيَ منه فَعْلةٌ، بسكونِ العَيْن، تقولُ هَيَّة مِثْل طَيَّة، وإذا أَضَفْتَ الهَوَى إلى النَّفْس تقولُ هَوَاي إلَّا هُذَيْلاً فإنَّهم يقولونَ


(١) اللسان والتهذيب: هواءً.

(٢) اللسان والتهذيب برواية: هوت أجوافه.

(٣) سورة النجم، الآية ٥٣.

(٤) كذا بالأصل واللسان، وكتب مصححه: كذا في الأصل، وعبارة المحكم: وهوى هوياً، وهاوى: سار سيراً شديداً.

(٥) ديوانه ص ٦٠٢ والتهذيب، وفي اللسان والمقاييس ٦/ ١٦ والصحاح وتبعه في التكملة:

ولا ليل عيس في البُرِبنَ خواضع

قال الصاغاني والقصيدة ميمية، وقبل البيت:

فإن كنت إبراهيم تنوين فالحقي ... نزره وإلّا فارجعي بسلام

(٦) في اللسان: أبي صخرة.

(٧) ديوان الهذليين ١/ ٦٧ برواية: «قد لاح» والمثبت كرواية اللسان.