فصل الهاء مع الواو والياء
  ويقالُ: هَوَتْ أُمُّه فهي هاوِيَةٌ أَي ثاكِلَةٌ.
  وقال بعضُهم: أَي صارَتْ هاوِيَةٌ مَأْواهُ.
  ومَضَى هَوِيٌّ مِن اللَّيْلِ، كغَنِيٍّ ويُضَمُّ؛ وكذا تَهْواءٌ من اللَّيْلِ، أَي ساعَةٌ مُمْتدَّة منه. ويقالُ: الهَوِيُّ الحِينُ الطَّويلُ، أَو هَزِيعٌ مِن اللّيْلِ، أَو مِن الزَّمان، أَو مُخْتَصّ باللّيْلِ؛ كلُّ ذلكَ أَقْوالٌ.
  وأَهْوى، وسُوقَةُ أَهْوَى، ودارَةُ أَهْوى: مَوَاضِعُ.
  وممَّا يُسْتدركُ عليه:
  الهَواءُ: كلُّ شيءٍ مُنْخَرِقُ الأسْفَل لا يَعِي شيئاً كالجرابِ المُنْخَرِق الأسْفْل وما أَشْبَهه؛ وبه فُسِّر قولهُ تعالى: {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ}؛ قالَهُ الزجَّاج والقالِي.
  وهَوَى صَدْرُه يَهْوِي هَوًى(١): خَلا؛ قالَ جريرٌ:
  ومُجاشِعٌ قَصَبٌ هَوَتْ أَجْوافُهم ... لَوْ يَنْفَخُونَ مِنَ الخُؤُورةِ طارُوا(٢)
  والمَهْوَى: هو المَهْواةُ.
  وتَهاوَوا في المَهْواةِ: سَقَطَ بعضُهم في إثْرِ بعضٍ.
  وأَهْوَتِ العُقابُ: انْقَضَّتْ على الصَّيْدِ فأَراغَتْه، وذلكَ إذا ذَهَبَ هكذا وهكذا وهي تَتْبَعُه.
  والإهِواءُ والاهْتِواءُ: الضَّرْبُ باليَدِ والتناوُلُ.
  وأَهْوَى بالشيءِ: أَوْمَأَ به.
  وأَهْوَى إليه بسَهْمٍ واهْتَوَى إليه به.
  والهاوِي من الحُرُوفِ سُمِّي به لشدَّةِ امْتِدادِه وسَعَةِ مَخْرَجِه.
  وأَهْواهُ: أَلْقاهُ مِن فَوْق؛ ومنه قولهُ تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى}(٣)، أَي أَسْقَطَها فهَوَتْ.
  وهَوَى الشيءُ هَوِيًّا وَهَى(٤). وهَوَتِ الناقَةُ تَهْوِي هُوِيًّا، فهي هاوِيَةٌ: عَدَتْ عَدْواً شَديداً؛ قالَ:
  فَشَذَّ بها الأماعِز وهْيَ تَهْوي ... هُوِيَّ الدَّلْوِ أسْلَمها الرِّشاءُ
  والمُهاواةُ: المُلاجَّةُ؛ وأَيْضاً شِدَّةُ السَّيْرِ.
  وتَهاوَى: سارَ شَديداً؛ قال ذُو الرُّمّة:
  فلم تَسْتَطِعْ مَيُّ مُهاوَاتَنا السُّرَى ... ولا لَيْلَ عِيسٍ في البُرِينَ سَوامِ(٥)
  وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لأبي صَخْر(٦):
  إيَّاكَ في أَمْرِك والمُهاواهْ ... وكَثْرَة التَّسْويفِ والمُماناهْ
  والهَوِيُّ، كغَنِيٍّ: المَهْوِيُّ، قالَ أَبو ذؤَيْبٍ:
  فهُنَّ عُكُوفٌ كنَوْحِ الكَرِي ... مِ قدْ شَفّ أَكْبادَهُنَّ الهَوِيّ(٧)
  أَي فَقْدُ المَهْويِّ.
  قال ابنُ برِّي: وقد جاءَ هَوَى النَّفْس مَمْدوداً في الشِّعْر؛ قَالَ:
  وهانَ على أَسْماءَ إنْ شَطَّتِ النَّوى ... نَحِنُّ إليها والهَواء يَتُوقُ
  ورجُلٌ هَوٍ: ذُو هَوًى مُخامِرُه.
  وامْرأَةٌ هَوِيَةٌ، كفَرِحَةٍ: لا تَزالُ تَهْوى، فإذا بُنيَ منه فَعْلةٌ، بسكونِ العَيْن، تقولُ هَيَّة مِثْل طَيَّة، وإذا أَضَفْتَ الهَوَى إلى النَّفْس تقولُ هَوَاي إلَّا هُذَيْلاً فإنَّهم يقولونَ
(١) اللسان والتهذيب: هواءً.
(٢) اللسان والتهذيب برواية: هوت أجوافه.
(٣) سورة النجم، الآية ٥٣.
(٤) كذا بالأصل واللسان، وكتب مصححه: كذا في الأصل، وعبارة المحكم: وهوى هوياً، وهاوى: سار سيراً شديداً.
(٥) ديوانه ص ٦٠٢ والتهذيب، وفي اللسان والمقاييس ٦/ ١٦ والصحاح وتبعه في التكملة:
ولا ليل عيس في البُرِبنَ خواضع
قال الصاغاني والقصيدة ميمية، وقبل البيت:
فإن كنت إبراهيم تنوين فالحقي ... نزره وإلّا فارجعي بسلام
(٦) في اللسان: أبي صخرة.
(٧) ديوان الهذليين ١/ ٦٧ برواية: «قد لاح» والمثبت كرواية اللسان.