تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الياء المثناة التحتية مع نفسها والواو

صفحة 355 - الجزء 20

  فلَنْ أَذْكُرَ النُّعْمانَ إلَّا بصالِحٍ ... فإنَّ له عنْدِي يُدِيًّا وأَنْعُما⁣(⁣١)

  ويُرْوَى: إلَّا بنِعْمةٍ، وهو جَمْعٌ لليَدِ بمعْنَى النِّعْمةِ خاصَّةً.

  وقال ابنُ برّي البَيْتُ لضَمْرَةَ بنِ ضَمْرَةَ النَّهَشْليّ وبعد:

  تَرَكْتَ بَني ماءِ السَّماءِ وفِعْلَهُم ... وأَشْبَهْتَ تَيْسا بالحجاز مُزَنَّما

  قال الجَوْهرِي: وتُجْمَعُ على يُدِيِّ ويدِيٍّ مِثْلُ عُصِيٍّ وعِصِيٍّ، ويُرْوَى يَدِيًّا بفَتْح الياءِ، وهي رِوايَةُ أَبي عبيدٍ.

  قال الجَوْهرِي: وإنّما فَتَح الياءَ كَراهَة لتَوالِي الكَسْرات، ولَكَ أنْ تَضمَّها.

  قال ابنُ برِّي: يَدِيٌّ جَمْعُ يَدٍ، وهو فَعِيلٌ مِثْل كَلْبٍ وكَلِيبٍ ومَعزٍ ومَعِيزٍ وعَبْدٍ وعَبيدٍ؛ قالَ: ولو كانَ يَدِيٌّ في قولِ الشاعرِ يَدِيًّا فُعُولاً في الأصْلِ لجازَ فيه الضم والكسر، وذلكَ غَيْرُ مَسْموعٍ فيه.

  قال الجَوْهرِي وتُجْمَعُ أَيْضاً على أَيْدٍ؛ وأَنْشَدَ لبِشْر ابن أَبي خازم:

  تَكُنْ لكَ في قَوْمي يَدٌ يَشْكُرونَها ... وأَيْدِي النَّدي في الصالحين قُرُوضُ⁣(⁣٢)

  ويُدِيَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ ورَضِيَ، وهذه أَي اللُّغَةُ الثَّانيةُ ضَعِيفَةٌ: أَي أُولِيَ بِرّاً ومَعْروفاً.

  ويَدِيَ فلانٌ مِن يَدِه، كرَضِيَ، أَي ذَهَبَتْ يَدُهُ ويَبِسَتْ وشُلَّتْ. يقالُ: ما له يَدِيَ مِن يَدِه، وهو دُعاءٌ عليه؛ كما يقالُ: تَرِبَتْ يَداهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن اليَزِيدي قال ابنُ برِّي: ومنه قولُ الكُمَيْت:

  فأَيٌّ مَا يَكُنْ يَكُ وَهْوَ مِنَّا ... بأَيْدٍ ما وبَطْنَ ولا يَدِينا⁣(⁣٣)

  قالَ: وبَطْنَ: ضَعُفْنَ، ويَدِينَ: شَلِلْنَ.

  ويَدَيْتُهُ يدياً: أَصَبْتُ يَدَهُ، أَو ضَرَبْتُها فهو مَيْدِيٌّ.

  وأَيْضاً: اتَّخَذْتُ عنْدَه يَداً، كأَيْدَيْتُ عنْدَه، وهذه أَكْثَرُ؛ ولذا قدَّمَها الجَوْهرِي في السِّياق؛ فأنا مُودٍ وهو مُوْدًى إليه؛ والأُوْلى لغَةٌ، وأنْشَدَ الجَوْهرِي لبعضِ بَني أَسَدٍ:

  يَدَيْتُ على ابنِ حَسْحاسِ بنِ وَهْبٍ ... بأسْفَلِ ذِي الجِذاةِ يَدَا الكَرِيمِ⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ شَمِرٌ لابنِ أَحْمر:

  يَدٌ مَّا قد يَدَيْتُ على سُكَينٍ ... وعَبْدِ الله إذْ نَهِشَ الكُفُوفُ⁣(⁣٥)

  ويَدَيْتُ إليه، كَذلكَ نقلَهُ ابن القطَّاع عن أَبي زَيْدٍ وأَبي عبيدٍ.

  وظَبْيٌ مَيْدِيٌّ: وقَعَتْ يَدُه في الحِبالَةِ. وتقولُ إذا وَقَعَ الظَّبْيُ في الحِبالَةِ: أَمَيْدِيُّ أَمْ مَرْجُولٌ، أَي أَوَقَعَتْ يَدُه فيها أَمْ رِجْلهُ؟.

  وياداهُ مياداةً: جَازاهُ يَداً بيَدٍ، أَي على التَّعْجيلِ.

  وأَعْطاهُ مُياداةً: أَي مِن يَدِه إلى يدِهِ؛ نقلَهُما الجَوْهرِي: قالَ: وقالَ الأصْمعي: أعْطاهُ مالاً عن ظَهْرِ يَدٍ أَي فَضْلاً؛ ونَصّ الصِّحاح: تَفَضُّلا؛ لا بِبَيْعٍ ولا مُكافأَةٍ ولا قَرْضٍ، أَي ابْتِداءٍ كما مَرَّ في حديثِ قبيصَةَ.

  وابْتَعْتُ الغَنَمَ بيَدَيْنِ؛ في الصِّحاح: باليَدَيْنِ.

  وقال ابن السِّكيت: اليَدَيْن أَي بثَمَنَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ بعضُها بثَمَنٍ وبعضُها بثَمَنٍ آخر.


(١) اللسان وعجزه في الصحاح والمقاييس ٦/ ١٥١ بدون نسبة، ولم أعثر عليه في ديوانه.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) الأساس واللسان بدون نسبة.

(٤) اللسان والصحاح، وفي الأساس «الحذاة» وفي المقاييس ٦/ ١٥٢ وفيها «بن عمرو» بدل «بن وهب» و «الجداة» بدل «الجذاة» ونسبه محققة بحاشيته لمعقل بن عامر الأسدي.

(٥) اللسان وصدره في التهذيب.