تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[الباء]:

صفحة 380 - الجزء 20

  زَيْدٌ، أَي صارَ ذا حُسْنٍ؛ وغالبَةً: وهي في فاعِلِ كَفَى: كـ {كَفى بِاللهِ شَهِيداً}⁣(⁣١)؛ وتُزَادُ ضَرُورةً كقوله:

  أَلم يأْتِيكَ والأَنباءُ تَنْمِي ... بما لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ

  (⁣٢) وفي اللُّبابِ: وتكونُ مَزِيدَةً في الرَّفْعِ نحو: كَفَى بالله؛ والنَّصْبِ في: ليسَ زَيْد بقائِم؛ والجَرِّ عنْدَ بعضِهم نحو:

  فأَصْبَحْن لا يَسْأَلْنه عن بما به

  انتَهَى.

  وقد أَخَلَّ المصنِّفُ في سِياقِه هنا وأَشْبَعه بياناً في كتابِه البَصائِر فقالَ: العِشْرُون الباءُ الزائِدَةُ وهي المُؤَكّدَةُ، وتُزادُ في الفاعِلِ: {كَفى بِاللهِ شَهِيداً}، أَحْسَنْ بزَيْدٍ أَصْلُه حَسُنَ زَيْدٌ؛ وقالَ الشاعرُ:

  كفى ثُعَلاً فخراً بأنَّك منهمُ ... ودَهْراً لأنْ أَمْسَيْتَ في أَهْلِه أَهْلُ⁣(⁣٣)

  وفي الحديثِ: «كَفَى بالمَرْءِ كذباً أَن يحدِّثَ بكلِّ ما سَمِعَ»؛ وتزادُ ضَرُورَةً كقولِه:

  بمَا لاقَتْ لَبُونُ بَني زِيادِ

  وقوله:

  مهما لي الليْلَة مهما لِيَهْ ... أَوْدى بنَعْلِي وسِرْبالِيَه⁣(⁣٤)

  وتزادُ في المَفْعولِ نحو: {لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}⁣(⁣٥)؛ {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ}⁣(⁣٦) {النَّخْلَةِ}؛ وقولُ الراجزِ:

  نحنُ بَنُو جَعْدَة أَصْحابُ الفَلَجْ ... نَضْرِبُ بالسَّيْفِ ونرْجُو بالفَرَجْ⁣(⁣٧)

  وقولُ الشاعرِ:

  سودُ المَحاجِرِ لا يقْرَأْنَ بالسُّورِ⁣(⁣٨)

  وقلت في مَفْعولٍ لا يتعدَّى إلى اثْنَيْن كقولِه:

  تَبَلَّتْ فُؤَادكَ في المَنامِ خريدَةٌ ... تَسْقِي الضَّجِيعَ بباردٍ بسَّامِ⁣(⁣٩)

  وتزادُ في المُبْتدأ: {بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ}، بحسبِك دِرْهم، خَرَجْتُ فإذا بزَيْدٍ؛ وتزادُ في الخَبَر: {مَا اللهُ بِغافِلٍ}⁣(⁣١٠) {جَزاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِها}⁣(⁣١١)؛ وقولُ الشاعرِ:

  ومنعكها بشيءٍ يُسْتطَاع⁣(⁣١٢)

  وتزادُ في الحالِ المَنْفي عَامِلها كقولهِ:

  فما رجعتْ بجانِبِه ركابٌ ... حكيمُ بن المسيِّبِ منتهاها⁣(⁣١٣)

  وكقولهِ:

  وليسَ بذِي سَيْفٍ وليسَ بنبَّالِ⁣(⁣١٤)

  وتُزادُ في تَوْكيدِ النَّفْسِ والعَيْن: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ}⁣(⁣١٥). انتَهَى.


(١) سورة الرعد، الآية: ٢٣ الإسراء، الآية: ٩٦.

(٢) من شواهد القاموس، والشاهد ١٦٣ في مغني اللبيب، ونسبه محققه لقيس بن زهير.

(٣) الشاهد ١٦٢ من شواهد مغني اللبيب، وفيه «ودهرٌ ..» ونسبه محققه للمتنبي.

(٤) الشاهد ١٦٤ من شواهد المغني، ونسبه محققة لعمرو بن ملقط.

(٥) سورة البقرة، الآية ١٩٥.

(٦) سورة مريم، الآية ٢٥.

(٧) للنابغة الجعدي ديوانه ص ٢١٥.

(٨) البيت للراعي النميري، ديوانه ط بيروت ص ١٢٢ وصدره:

هنّ الحرائر لا ربّات أحمرةٍ

وانظر تخريجه فيه.

(٩) الشاهد ١٦٧ من شواهد مغني اللبيب، ونسبه محققه لحسان بن ثابت. ديوانه ص ٢١٤.

(١٠) سورة البقرة، الآية ٧٤.

(١١) سورة يونس، الآية ٢٧.

(١٢) من شواهد المغني، الشاهد ١٧١، وصدره:

فلا تطمع أبيت اللعن فيها

ونسبه محقق مغني اللبيب لقحيف العجلي أو لرجل من تميم.

(١٣) الشاهد ١٧٢ من شواهد مغني اللبيب وفيه «بخائبة» بدل «بجانبه» ونسبه محقق ط دار الفكر. بيروت إلى القحيف العقيلي.

(١٤) البيت لامرئ القيس، ديوانه ص ١٦٢ وصدره:

وليس بذي رمح فيطعنني به

(١٥) سورة البقرة، الآية ٢٢٨.