تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[يبب]

صفحة 501 - الجزء 2

  وفي الصّحاح: رَجلٌ مهُوبٌ، ومَكَانٌ مَهُوبٌ بُنِيَ على قَوْلِهِم: هُوبَ الرَّجُلُ، حَيْثُ نَقَلُوا من الياءِ إِلى الواوِ فيهما كذا في النُّسَخ، وكَأَنَّه يعني مَهَاباً ومَهُوباً. والّذِي في الصّحاح: [لمّا نُقِلَ من الياءِ إِلى الواو]⁣(⁣١) فيما لم يُسمَّ فاعِلُه؛ وأَنشد الكِسائيُّ:

  ويَأْوي إِلى زُغْب مَسَاكِينَ، دُونَهُمْ⁣(⁣٢) ... فَلاً، لَا تَخَطّاهُ الرِّفاقُ، مهُوبُ

  قال ابنُ بَرِّي: صوابُ إِنشادِه: وتَأْوِي، بالتّاءِ؛ لأَنّه يَصفُ قَطاةً، ووجدتُ في هامش النُّسخة، ما نَصُّه: هو حُمَيْدُ بْنُ ثَوْرٍ، والمشهورُ في شعره:

  تَعِيثُ⁣(⁣٣) بهِ زُغْباً مَسَاكِينَ دُونَهُمْ

  وهذا الشّيءُ مَهْيَبَةٌ لك.

  وهَيَّبْتُه إِلَيْهِ: إِذا جَعَلْته مَهِيباً عِنْدَهُ، أَي: مما يُهَابُ منه.

  * وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه: هابَهُ، يَهابُه: إِذا وَقَّرَهُ، وإِذا عَظَّمَهُ.

  والهَيْبانُ: رَجُلٌ من أَهلِ الشّامِ عالِمٌ، بسَبَبِهِ أَسْلَمَ بنو سعيةَ، قاله شيخُنا.

  ومن المجاز: أَهابَ بصاحِبه: إِذا دَعاهُ، ومثلُه: أَهَبْتُ به إِلى الخَيْر، وأَصلُه في الإِبِل. وهو في تهذيب ابن القَطَّاع.

  وفي حديث الدُّعاءِ: «وقَوَّيْتَنِي على ما أَهَبْتَ بِي إِليه من طاعتِك»، ومنه حديثُ ابنِ الزُّبَيْرِ في بِناءِ الكعبةِ: «وأَهابَ الناسَ إِلى بَطْحِه»، أَي: دَعاهُمْ إِلى تَسوِيَته.

  وأَهابَ الرَّاعِي بغَنَمِه: صاحَ لِتَقِفَ أَو لِتَرْجِعَ، وذَا في الصّحاح.

  والإِهابَةُ: الصَّوْتُ بالإِبِل ودُعاؤُهَا، كذلك قال الأَصمعيُّ وغيرُهُ، ومنه قولُ ابْنِ أَحْمَرَ:

  إِخَالُهَا سَمِعَتْ عَزْفاً فتَحْسَبُهُ ... إِهابةَ القَسْرِ⁣(⁣٤) لَيْلاً حِينَ تَنْتَشِرُ

  وقَسْرٌ⁣(⁣٥): اسمُ راعي إِبلِ ابْن أَ؟ مر، قائل هذا الشِّعْرِ، وسيأْتِي في الراءِ.

  وهابُ: قَلْعَةٌ عظيمة من العَوَاصم. كذا في المُعْجم.

  وبئرُ الهَابِ: بالحَرَّةِ ظاهِر المَدِينةِ المُنَوَّرةِ، بَصَق فيهِ رسولُ الله، .

  وقال الفَرّاءُ: هو يَخِيبُ، ويَهِيبُ: لُغَةٌ مُنْكَرة، إِلا أَنْ تكونَ إِتْباعاً، كما نقله الصاغانيُّ.

فصل الياءِ

  آخر الحروف مع الباءِ المُوَحَّدَة

  [يبب] أَرْضٌ يَبَابٌ: أَي خَرَابٌ. يُقَال: خَرَابٌ يَبَابٌ، وليس بإتباعٍ، كذا في الصَّحاح. وفي الأَساس: تقولُ: دارُهم خَرابٌ يَبَاب، لا حارِس ولا باب. وحَوْضٌ يَبَابٌ: لا ماءَ فيه. وخَرَّبُوه ويَبَّبُوهُ. انتهى.

  فكلامُ الجوهَرِيّ يدُلُّ على أَنه أَصلٌ يُستعملُ وَحْدَهُ، وأَنَّهُ وصْفٌ لِما قبلَه دُونَ إِتْباع. وفي التهذيب: اليَبَابُ عندَ العرَبِ: الَّذِي ليس فيه أَحَدٌ، قال ابْنُ أَبي رَبِيعة:

  ما علَى الرَّسْمِ بالبُلَيَّيْنِ لَوْ بيَّ ... نَ رَجْعَ السَّلامِ أَوْ لَوْ أَجَابا

  فإِلى قَصْرِ ذِي العَشِيرَةِ فالصا ... لِفِ أَمْسَى من الأَنِيسِ يَبَابَا

  معناه: خالياً لا أَحَدَ به، وقال شَمِرٌ: اليَبَابُ: الخَالي [الذي]⁣(⁣٦) لا شَيْءَ به، يقالُ: خَرَابٌ يَبَابٌ، إِتْبَاعٌ لخَرابٍ؛ قال الكُمَيْتُ:

  بِيَبابٍ من التَّنائِفِ مَرْتٍ ... لَمْ تُمَخَّطْ به أُنوفُ السِّخَالِ⁣(⁣٧)

  ومثلُه في فِقْهِ اللُّغَة.

  ويَبَبَة، محرّكةً: من أَسماءِ الرِّجال، كذا في كِتاب الأَبْنِيَةِ والأَفعال.


(١) زيادة عن الصحاح.

(٢) يروي: دونها.

(٣) عن اللسان، وبالأصل «تغيث».

(٤) عن اللسان، وبالأصل «القشر».

(٥) عن اللسان، وفي الأصل «وقشر».

(٦) زيادة عن التهذيب.

(٧) لم تمخط أي لم تمسح. والتمخيط: مسح ما على الأنف من السخلة إذا ولدت. قاله في التهذيب.